لا أحد يقرأ ورقاً ! .

mainThumb

16-11-2007 12:00 AM

الجدل الذي يدور احيانا حول برنامج انتخابي لحزب او شخص او تيار ليس اكثر من جدل بين مجموعة صغيرة من النخب او المهتمين، لكن في الحقيقة فإن البيان الانتخابي او البرنامج لم يعد امرا مهما في العملية الانتخابية، وحتى القوى او الشخصيات السياسية التي تكتب برنامجا فإنه من باب العمل البروتوكولي او حتى تحافظ على صورتها، لكن الجميع يعلمون ان هذه الاوراق لا تحظى بالقراءة لا من الناس ولا حتى من بعض المرشحين الذين تصدر البرامج بأسمائهم.

ليس سرا القول ان مرشحين يطلبون من بعض المحترفين كتابة بيانات لهم،.. وهي جزء من عدة الشغل، وليست جزءا من منهجية التفكير والعمل. طبعا هذا لا ينفي ان لدينا مرشحين مستقلين او حزبيين يتعاملون مع فكرة البرنامج والبيان بجدية واحترام، لكن المشكلة ان مكانة الورق والكلام المكتوب في البيانات قد تراجعت في العملية الانتخابية، وهذا ليس مقصورا على طرف نيابي من دون اخر بل هي سمة عامة، تماما مثلما يتعامل السادة النواب مع البيانات الحكومية التي تأخذ الحكومات الثقة على اساسها، والتي يفترض انها ارضية لمراقبة اداء الحكومات، وتقويم ادائها وقدراتها وما التزمت بتنفيذه.

الحكومات ايضا قد لا تقرأ بياناتها وبرامجها التي تنال الثقة على اساسها. وهذه البرامج غالبا ما تدخل الادراج لتصبح جزءا من الارشيف.

تراجع قيمة البيانات والبرامج يعود ايضا الى غياب الاطر والهياكل السياسية في العملية الانتخابية. فالمرشح المستقل مهما كان عميقا فإنه يدرك ان البرنامج غير قابل للتطبيق منه كشخص عندما يصل للبرلمان. لكن الجانب الاهم ان معطيات سياسية واجتماعية واقتصادية جعلت الناخب يستدرج معظم المرشحين الى نوعية الشعار والخطاب. فالمرشح لديه هدف هو الاصوات، وهو مضطر للحديث باللغة التي ترضي الناخب، هذا الناخب الذي تغيرت اولوياته.

وغياب الرغبة في القراءة ليس مقتصرا على البيانات والبرامج، بل امتد حتى الان الى اليافطات التي تحمل شعارات قصيرة وعامة مما لا يدل في معظمه على شخصية المرشح بالضرورة. فمحاربة الفساد والبطالة والفقر والمطالبة بالعدالة كل هذا لم يعد له هوية لانه مطلب وشعار تتحدث به الحكومات قبل المرشحين.

ان تضاءل دور "الورق" في الانتخابات جزء من مشكلة حقيقية تتعلق بمنطلقات الترشيح ومواصفات المرشح ومواقف الناخب ونظرته لمجلس النواب ومعادلة العلاقة بينه وبين المرشح.

sameeh.almaitah@alghad.jo



تعليقات القراء

لا يوجد تعليقات


أكتب تعليقا

لا يمكن اضافة تعليق جديد