قدر لا مفر منه!!.

mainThumb

10-10-2007 12:00 AM

ليس من قبيل الشماتة، لا والله في أواخر هذا الشهر الفضيل،.. فالواضح أن الإخوان المسلمين الذين بقوا يقولون أنهم رقم لا يقبل القسمة يعيشون الآن وضعاً داخلياً استثنائياً انتهت كل القوى والأحزاب التي مرت بمثله إلى الانقسام.. وبارك الله بالبيت الذي يخرج منه بيت جديد وهذه سنة الحياة ولا يبقى على ما هو إلا هو سبحانه وتعالى.
قال الشاعر العراقي الكبير مظفر النواب تحسُّراً على الحزب الشيوعي بعد أحد انقساماته الكثيرة : أنا أ?Zبْجي حزباً إنْهِدمْ بيدي بنيته!! ولهذا فإنه ليس مع بعض محازبي الإخوان المسلمين الحق في أن يتعاملوا مع خلافاتهم الداخلية المتفاقمة الآن بكل هذه الحسرة وكل هذا التفجع والنواح والبكاء فهذا أمر طبيعي وهو دلالة صحة وعافية في معظم الأحيان والخلايا التي لا تستطيع تجديد نفسها تنتهي إلى الموت وهذا ينطبق على الأحزاب كلها اليسارية واليمينية والوسطية والشيوعية والقومية والإسلامية والمسيحية والبوذية والهندوسية.. إنه قدر لا مفر منه.
لم يسلم أي حزب وبخاصة الأحزاب التاريخية من الانقسام والافتراق فمسيرة الحياة لا تقف عند لحظة معينة لا تتجاوزها والإسلام العظيم نفسه دخل دائرة الصراعات والانقسامات والاقتتال الذي غيب المئات من صحابة رسول الله بعد اكتمال الرسالة بسنوات قليلة حيث كانت الفتنة الكبرى وكانت بدايات ظهور كل هذه الفرق المذهبية الموجودة الآن.
كل نفسٍ ذائقة الموت وكل حزب مهما كان حديدي التنظيم ومتماسكا لابد وأن يمر بلحظة كهذه اللحظة وكان الإخوان المسلمون الذين يفاخرون بأنهم رقم لا يقبل القسمة قد مرّوا بمثل هذه اللحظة في بدايات عقد خمسينات القرن الماضي عندما انشق عنهم الشيخ تقي الدين النبهاني ومعه الشيخ عبدالعزيز الخياط وشكلوا حزب التحرير الإسلامي الذي عقد مؤتمره الأخير في رام الله والذي دعا إلى تحويل بريطانيا العظمى إلى خلافة إسلامية مقرها قصر بكنغهام !!.
حزب البعث الذي ردد أعضاؤه في مطلع ستينات القرن الماضي بعد فشل محادثات الوحدة، المصرية - السورية - العراقية : بعث واحد لا بعثين اخرس حسنين ، والمقصود محمد حسنين هيكل، أصابه داء التشظي وهو الآن فرق وأشياع وجماعة الدوري وجماعة يونس الأحمد والحركة التصحيحية وجماعة صلاح جديد.. ويقال أن كبار ضباط الجيش العراقي الذين لم ينحازوا لا إلى عزة الدوري ولا إلى يونس الأحمد يحاولون إنشاء بعث جديد تحت اسم حزب البعث القيادة العامة .
وما ينطبق على حزب البعث ينطبق على الحزب الشيوعي هنا في الأردن وهناك في سوريا وفي لبنان وقبل ذلك في العراق وقبل ذلك عندما انشق حزب لينين الذي بناه جوزيف ستالين بكفاح ومثابرة إلى بولشفيك و مونشفيك وعندما ظهر التيار التروتسكي وظهرت تيارات أخرى أصبحت أحزاباً إن في مشرق الأرض وإن في مغربها.
كل الفصائل الفلسطينية التي بدأت مسيرة الكفاح في أوقات مبكرة تعرضت للانشقاق ليس مرة واحدة بل مرات عدة ف فتح أصبحت فتوح المجلس الثوري و الإنتفاضة و فتح - الإسلام والحبل على الجرار والجبهة الشعبية انشطرت خلال مسيرتها انشطاراً بكتيرياً فرّ?Zخ القيادة العامة بقيادة أحمد جبريل والجبهة الديموقراطية التي فرّ?Zخت بدورها جبهات كثيرة والجبهة الثورية وهذا ينطبق على جبهة التحرير الفلسطينية وكل المنظمات الأخرى.. وسيأتي الدور حتماً على حركة حماس التي بدأت تعاني من أكثر من مغمصٍ في أحشائها الداخلية!!.
ولهذا كله فإنه على بعض محازبي الإخوان المسلمين ألا يصابوا بالذهول وهم يرون كل هذه الدّ?Zربكة داخل حزبهم الذي أسوأ ما فعله انه أنجب حزب جبهة العمل الإسلامي ومنعه من أن يقرر مصيره بنفسه وأن ينتخب ولو أمينه العام بملء إرادته على الأقل!!



تعليقات القراء

لا يوجد تعليقات


أكتب تعليقا

لا يمكن اضافة تعليق جديد