مؤتمر الخريف - فرصة واعدة

mainThumb

10-10-2007 12:00 AM

الذين يؤكدون سلفاً فشل مؤتمر السلام المقرر انعقاده في واشنطن هذا الخريف بناء على دعوة الرئيس الأميركي بوش ، ماذا لديهم من بديل. وإذا كان الرئيس بوش يؤكد تفاؤله بقيام دولة فلسطينية ، فلماذا يقابله هؤلاء بتشاؤمهم من قيام تلك الدولة ، هل يريدون مقاطعة المؤتمر في غياب خيارات أخرى!.
صحيح أن التجارب السابقة مرة ،وقد فشل أكثرها ،ولكن ذلك لا يعني إدانتها سلفاً ، فإذا لم ينجح هذا المؤتمر ، ولم يحقق أهدافه ، فإن السؤال سيكون: من يتحمل مسؤولية الفشل؟. ولذا فإن الجانب العربي يجب أن يذهب إلى المؤتمر مسلحاً بالمبادرة العربية التي قبلها العالم وأثنى عليها ، ليس لمجرد تبادل الابتسامات أمام كاميرات التلفزيون بل للتوصل إلى نتيجة فيما يتعلق بالوضع النهائي.
يقال أن رئيس الوزراء الإسرائيلي ليس قائداً تاريخياً ، وبالتالي فهو غير قادر على اتخاذ قرارات حاسمة وصعبة ، من النوع المطلوب في المرحلة الراهنة ، ولكن هذه مشكلته ، ثم إن الحكم في إسرائيل ليس حكماً فردياً بل مؤسسي ، ومن يصل إلى منصب رئيس الوزراء في إسرائيل لا بد أن يكون زعيماً له قدر من التأييد بالإضافة إلى شرعية المنصب ، ولذا فالسؤال هو ما إذا كانت المؤسسة الإسرائيلية جاهزة لقبول حل الدولتين كما تقول ، أم أنها تريد الاستمرار في المماطلة وشراء الوقت لخلق حقائق جديدة على الأرض.
مؤتمر الخريف لم يتقرر عبثا ، فهناك ظروف إقليمية ودولية أملت على الإدارة الأميركية ليس عقده فقط ، بل وضع ثقلها لإنجاحه أيضاً بدلالة الزيارات المتكررة لوزيرة الخارجية كونداليسا رايس لإسرائيل وفلسطين.
هذه الظروف تدور حول مركز أميركا الحرج في العراق وحاجتها لتعاون عربي ، واحتمالات ضربة عسكرية لإيران على ضوء برنامجها النووي ، وضيق وقت الرئيس الأميركي الذي يدخل قريباً في سنته الأخيرة ، واقتراب موعد الانتخابات العامة الأميركية التي يخشى أن يمنى حزب الرئيس فيها بالفشل الذريع إذا لم يحقق إنجازاً ملموساً في كل واحدة من هذه القضايا.
إلى جانب ذلك كان الرئيس الأميركي تحت الضغط من كل من زعماء الأردن ومصر والسعودية لوضع القضية الفلسطينية على رأس جدول أعماله ، وهكذا كان. إنها فرصة واعدة تستحق المتابعة. وقد دل استطلاع رأي في فلسطين على أن 76% يؤيدون الذهاب للمؤتمر بالرغم من قناعتهم بأرجحية فشله.



تعليقات القراء

لا يوجد تعليقات


أكتب تعليقا

لا يمكن اضافة تعليق جديد