من المستفيد من مكرمة أبناء العشائر ؟

mainThumb

12-08-2015 12:50 PM

طالعتنا الصحف المحلية صباح يوم الثلاثاء بخبر مفاده مغادرة أعضاء من مجلس النواب الأردني قبة البرلمان احتجاجا منهم على توجه مجلس التعليم العالي لإلغاء المقاعد الجامعية المخصصة لأبناء العشائر ( مكرمة ابناء العشائر ) ، استنادا الى معلومة تم تمريريها الى احد النواب بان مجلس الوزراء منعقد في الاثنا ء لمناقشة موضوع الغاء مكرمة ابناء العشائر ! تلاه بعد دقائق معدوده تصريخ للخضرا ( وزير التعليم العالي الأردني ) بانه لا يوجد نية لدى الحكومه بالغاء مكرمة ابناء العشائر .


بعدها هدأت خواطر النواب وعادوا الى القبة وكلهم ثقة واعتزاز بانه حققوا نصرا على الحكومة وافشلوا مشروع قرارها بالغاء مكرمة ابناء العشائر !!


والسؤال الذي يطرح نفسه من هوالمستفيد من المقاعد المخصصة لابناء العشائر ؟ فاذا كانت (338) مدرسة وفقا لإحصائيات صادرة عن وزارة التربية والتعليم لم ينجح منها احد في العام الحالي ومعظمها يقع في المناطق العشائرية الاقل حظا ،والاكثر فقرا في الجنوب والوسط والشمال ، بمعنى أن معظم ابناء العشائر المهمشين لن يستفيدوا من هذه المكرمه ، فعلى ماذا انتفض النواب واحتجوا اذا كان ابناء العشائر لن يستفيدوا من هذه المكرمه ،


في السنة الماضية لم تنشر قائمة مكرمة ابناء العشائر والاقل حظا في الصحف المحليه فقد تمرير الاسماء على التلفون ، وكما هو معلوم للكثيرين بان بعض النواب والاعيان والمتنفذين في الدوائر الحكوميه وكبار بعض الضباط وشيوخ العشائر ووجهاء المخيمات تكون لهم حصة من كعكعة مكرمة ابناء العشائر والاقل حظا ويتم توزيعها حسب الرضى ، فاما الاقل حظا من ابناء العشائر والاكثر فقرا فقد حرموا من هذه المكرمه ، اما بسبب رسوبهم واما بسبب حصولهم على معدلاات اقل من 65% في الثانوية العامة .


كان الاجدر بالسادة النواب أن ينتفضوا ويدعون الى مؤتمر وطني عاجل لبحث ومناقشة هذه القضية الوطنية العاجله خدمة لمصالح الدولة الاردنية وإنقاذا لابناء المناطق العشائريه الاقل حظا في كل شيء فمثل هذه النتائج الكارثيه تدق ناقوس الخطر حول مستقبل التعليم في هذه المناطق المهمشه ، فالكثير من المدارس التي لم ينجح فيها أحد تعد بيئة طاردة للمعلمين كماهي للطلبة كذلك ، بسبب افتقارها لأدنى متطلبات العملية التعليمية، فانعدام البنية التحتية الصالحة للعملية التعليمه ، ونقصان الكوادر البشرية المؤهله ، ساهم في الوصول الى هذه النتيجة الكارثيه . لست بصدد تناول المشكلات والحلول لهذه الظاهرة المزمنه فهناك من المختصين المؤهلين لعمل الدراسة والبحث والخروج بتوصيات منتجه ، لكن يبقى التنفيذ والمطالبة من اعضاء مجلس النواب هي الاولى في هذه المرحله ، وعندما يتم معالجة الخلل فيقيني أن ابناء العشائر لن يحتاجوا الى مكرمة ابناء العشائر المخصصة للمقاعد الجامعيه ، فهم عندما يجدون التأهيل والاهتمام المطلوب سوف يتفوقون وعندها لا داعي لمكارم ابناء العشائر ومكارم الديوان ومكارم ابناء المخيمات ، فالاجدر أن يكون مبدا المساواة بين جميع الطلبة مطبقا ليس فقط في المنافسة على المقاعد الجامعيه بل في توفير البنية التعليمية لجميع ابناء الوطن دون استثناء وان لا يبقى أبناء العشائر اقل حظا في التأهيل والتعليم والعمل والمكتسبات التنمويه .


احتجاج النواب يوم الثلاثاء بناء على معلومة تم تمريرها الى احد النواب يضع علامة سؤال ، فهل كان الهدف رفع شعبية بعض النواب ؟ أم كان الهدف إشغال اعضائه عن الموضوع الرئيسي وهو مناقشة قانون البلديات الجديد وتشتيت الزخم الذي كان مصوبا حول التشوهات الموجوده في قانون البلديات الجديد ؟ .


تبقى الإجابة عند من مرر المعلومة لأحد النواب !!!!!!!!


msoklah@ yahoo.com



تعليقات القراء

لا يوجد تعليقات


أكتب تعليقا

لا يمكن اضافة تعليق جديد