العجوز الفرنسية إذ تفقد أنيابها
حالة من الإرباك المثيرة للشفقة ، تميّز أداء الدبلوماسية الفرنسية منذ اعتلاء اليميني نيكولا ساركوزي عرش الإليزيه والمجيء باليساري برنار كوشنير من الضفة الأخرى للطيف السياسي الفرنسي ، على رأس وزارة الخارجية ، فهذه الدبلوماسية لا تكف عن التوضيح والاعتذار والتفسير الذي يعقب كل خطوة من خطواتها ، في مختلف الملفات وعلى شتى المسارات تقريبا.
في إيران مثلا ، خرجت هذه الدبلوماسية عن رصانتها السابقة ، وأعلنت الاستعداد لشن حرب على إيران إن امتلكت أو أوشكت على امتلاك "القنبلة القذرة" ، وذلك بخلاف مواقف سابقة للرئيس الفرنسي السابق ، قلل فيها من خطورة البرنامج النووي الإيراني ، بل ومن امتلاك إيران للقنبلة ، فرنسا ساركوزي عادت لتعتذر وتوضح: لا نتحدث عن الحرب ولا نستعد لها ولا ننوي شنها.
وحول سوريا ، تبدو الدبلوماسية الفرنسية في حالة مراوحة بائسة ، تقترب من دمشق إيمانا منها بضرورة هذا الاقتراب ، وتبتعد عنها تحت ضغط "نصائح رايس وضغوطها" ، تارة تبدي رغبة بالانفتاح وإدراج دمشق في جداول زيارات المسؤولين الفرنسيين للمنطقة ، وأخرى تلغي مواعيد ولقاءات وتفرض شروطا مسبقة وتتحدث بنبرة لا تليق بها ولا تعكس حجم تأثيرها في الإقليم ولا على مستوى السياسة الدولية.
وفي لبنان ، تتكرر أخطاء الدبلوماسية الفرنسية من مؤتمر سان كلو وحتى اليوم ، وباريس لم تحسم بعد ما إذا كانت ستنصاع لواشنطن وتتعامل مع حزب الله كوكيل لإيران في لبنان وكمنظمة إرهابية ، أم أنها ستعتذر عن هذا الموقف في اليوم التالي ، وتتعامل مع الحزب كطرف لبناني أصيل ومكون أساس من مكونات المعادلة اللبنانية.
وفي فلسطين ، يبدو الارتباك في تحديد موقع فرنسا في الصراع الفلسطيني - الإسرائيلي واضحا ، فباريس تريد أن تنزع عن نفسها صفة "الصديق" للفلسطينيين والعرب ، وهي تتقرب أكثر للإسرائيليين ، وهي تقف ضد حماس في الصراع الفلسطيني الداخلي كذلك ، ولكن من دون فاعلية أو تأثير على كلا المسارين.
من الواضح تماما أن ساركوزي ، يسعى في تقديم نفسه كوريث لطوني بلير في رعاية وتطوير البعد "الأطلسي" في السياسة الخارجية والدفاعية لأوروبا ، فهو قريب من واشنطن ويرغب في قضاء أوقات في مزرعة بوش كما كان يفعل سلفه ، وهو يعرض خدمات متنوعة في ملفات عدة ، بما فيها الخدمات الأمنية والعسكرية ، وهو يسترجع دور فرنسا الكولونيالي في تشاد ودارفور ، وهو ينفض عن الدبلوماسية بعدا "أخلاقيا" طالما تحلّت به ، وكان مثار ارتياح لدى شعوب المنطقة ، ساهم في تبديد بعض ملامح الصورة الكولونيالية لفرنسا زمن استعمارها للجزائر والمغرب العربي وأفريقيا وسوريا ولبنان.
وبرغم إكثارها من الحركة والتصريحات وإطلاق المواقف ، إلا أن حصاد الدبلوماسية الفرنسية محدود للغاية ، فهناك الكثير من الجعجعة والقليل من الطحين ، والسبب أننا أمام دبلوماسية لا أنياب لها ولا أظافر ، لا خيل عندها تهديها ولا مال ، واستحقت وصف إيران لها بالسيدة العجوز التي فقدت أسنانها ، تمام كما كانت عليه صورة الدبلوماسية البريطانية زمن طوني بلير ، فتهديده ووعيده كانا مضحكين كوعوده وعهوده ، فمن لا يملك لا يستطيع أن يهب ، وباريس كما لندن ، ما عادتا تمتلكان الكثير في هذه المنطقة ، بل أن دورها منفردا ومجتمعا ما عاد يوازي دور دولة إقليمية من الحجم المتوسط ، فلماذا كل هذا الصخب والضجيج إذن؟
الاحتلال يخطط لتنفيذ عمليات واسعة ضد الحوثيين في اليمن
ترامب يدعو لتعليق قانون يتعلق بـ تيك توك
الأمطار تُغرق خيام النارحين بغزة والمجازر المروعة تتواصل
سعر عيار الذهب الأكثر رغبة من المواطنين السبت
أمطار مصحوبة بالرعد في بعض مناطق المملكة .. تفاصيل الطقس
خالد الطوالبة ينهي كتابة روايته الجديدة "مازن: حكاية حياة ونضال حتى النهاية…"
مسؤولون أميركيون: نشعر باطمئنان من طريقة حكم هيئة تحرير الشام
إيلون ماسك يظهر بالزي السعودي ما القصة .. صور
عقد اختبارات المسابقة الهاشمية لحفظ القرآن بالكورة
انفجار سيارة مفخخة أمام مسجد شرقي حلب
إصدار جدول مباريات دوقرا بدوري الدرجة الأولى
أول رد من حماس على مزاعم تواجدها بمستشفى كمال عدوان
ولي العهد ينشر مقطع فيديو برفقة إبنته الأميرة إيمان
قرار هام من الأمانة بخصوص المسقفات .. تفاصيل
هام لطلبة التوجيهي بخصوص الامتحان التكميلي
مهم بشأن قسط التأمين الإلزامي على المركبات
كتلة هوائية باردة تؤثر على الأردن في هذا الموعد
إعلان صادر عن مديرية الخدمات الطبية الملكية
إحالات إلى التقاعد المبكر في التربية .. أسماء
يارا صبري تلتقي والدها الفنان سليم صبري بعد غياب طويل
9 بنوك أردنية ضمن لائحة أقوى 100 مصرف عربي
توقعات برفع أسعار البنزين والديزل الشهر الحالي
أموال ممنوحة للأردن سُحبت للتأخر في إنجاز مشاريع
وظائف شاغرة ومدعوون للمقابلات والامتحان التنافسي .. أسماء
كتلة باردة تؤثر على الأردن اعتباراً من الخميس