الحرب .. والتلويح بالحرب !!.

mainThumb

29-09-2007 12:00 AM

في العادة يُقال : السكون الذي يسبق العاصفة لكن هذه المرة هل يمكن أن يقال : العاصفة التي تسبق السكون ..؟! .

حسب عقائد الحروب فإن الخصم عندما يريد إلزام خصمه بعدم الذهاب إلى المواجهة الساخنة فإنه يبادر إلى إستعراض عضلاته والى إظهار قوته ، مع الكثير من المبالغة ، أمام أنف هذا الخصم ولذلك فإنه ليس مستبعداً أن يكون هدف كل هذا التلويح بإحتمال توجيه ضربة إلى إيران هو إخافة الإيرانيين وحملهم على إعادة النظر بخططهم وحساباتهم وجعلهم يتراجعون عن إصرارهم على أن تصبح دولتهم نووية وان تنضم إلى نادي الدول التي تمتلك القنابل والأسلحة الذرية .

إن هذا شييء ممكن وأن ما ينطبق على إيران ينطبق أيضاً على سوريا فالإستعدادات العسكرية الإسرائيلية المتواصلة ربما هدفها ليس الذهاب إلى الحرب وإنما التلويح بها وإشعار دمشق بأن الأمور في غاية الجدية وأنه إذا لم توقف دعمها لحزب الله وإذا لم تراجع سياساتها التسليحية فإن هذه المناورات في الجولان المحتل وفي غيره قد تتحول إلى مواجهة مكلفة في أي لحظة .

ليس من السهل أن تذهب الولايات المتحدة إلى حرب جديدة في الشرق الأوسط وهي تغوص في أوحال ورمال العراق حتى عنقها ولذلك فإنها ربما تقوم بكل هذه الدّ?Zربكة العسكرية لتُشعر مرشد الجمهورية الإسلامية علي خامنئي وبعده محمود أحمدي نجاد بأنها جادة وأن العد العسكري قد بدأ وأنه إذا لم تتوقف جهود إنتاج السلاح النووي فإن المواجهة المدمرة واقعة لا محالة .

إذا إستطاعت الولايات المتحدة ، من خلال التلويح بالحرب المدمرة ، إلزام الإيرانيين بالتخلي عن سعيهم الدؤوب لإنتاج الأسلحة النووية وبإيقاف تدخلهم السافر في الشأن العراقي الداخلي فإنها تكون قد حققت ما تريده وهذه طريقة إتبعتها دول كثيرة وأفلحت في حمل خصومها على التراجع عما كان يشكل خطراً عليها وهنا فإن أزمة الصواريخ السوفياتية - الأميركية في كوبا في بدايات ستينات القرن الماضي أكبر مثال على هذا .

ثم وبالمقدار ذاته فإنه إذا إستطاعت إسرائيل من خلال المناورات العسكرية والعمليات الإستعراضية ، كعملية دير الزور الأخيرة ، إفهام سوريا بأن الحرب غدت الخيار الأخير وإنه إذا إستطاعت إقناع دمشق بما تريد إقناعها به فإن الإسرائيليين يكونوا قد حققوا أهدافهم وهذا معناه أنه لم تعد هناك ضرورة لأي مواجهة عسكرية لا في المدى القريب ولا على المدى الأبعد .

لكن يجب الأخذ بعين الإعتبار دائماً أن هذه اللعبة خطرة جداً فأي خطأ في الحسابات قد يؤدي إلى كارثة كأن تعتقد إيران أن كل ما يقوم به الأميركيون هو من قبيل إخافتها وأنه مجرد جعجعة بلا طحن فتذهب في ما يصرح به محمود أحمدي نجاد ويعلنه كل يوم حتى النهاية وعندها فإن خيار أميركا الذي لن يكون هناك خيار غيره هو الذهاب إلى الحرب وفقاً لأحد السيناريوهات المطروحة .. وليحصل ما يحصل !! .

إنها مبارزة تبادل عضِّ أصابع ولذلك فإنه إذا إستطاع أي طرف إقناع الطرف الآخر بأنه جادٌ وذاهب في الشوط حتى نهايته فإنه بالإمكان تفادي الحرب التي تعالى قرع طبولها في الأسابيع الأخيرة .. وهنا فإنه على أطراف هذه اللعبة الخطيرة أن يتذكروا دائماً أن أي خطأ في الحسابات والتقديرات سيؤدي حتماً إلى كارثة محققة !! .



تعليقات القراء

لا يوجد تعليقات


أكتب تعليقا

لا يمكن اضافة تعليق جديد