الأردن أول الواصلين!!.

mainThumb

26-09-2007 12:00 AM

إنه أمر مؤكد وليس موضع نقاش أن يشارك الأردن في مؤتمر الخريف المقبل، الذي يرفع العدميون فرسان الشعارات البراقة والمفردات الجزلة الفارغة أيديهم نحو السماء كي لا يُعْقد وإن هو عقد فأن لا يتكلل بالنجاح، فجلالة الملك عبدالله الثاني هو الذي حمل همّ?Z أولوية القضية الفلسطينية وطاف به الدنيا وهو الذي أقنع الرئيس الأميركي بضرورة عقد هذا المؤتمر قبل فوات الأوان وهو أيضاً الذي أقنع الإدارة الأميركية وأهم رجال الكونغرس بأن الحرب ضد الإرهاب حتى تكون مجدية ومثمرة يجب أن تبدأ بإنهاء أزمة الشرق الأوسط وبحل قضية فلسطين الحل العادل المتوازن القابل للحياة والاستمرار.

سيبقى الأردن يبذل كل ما يستطيع بذله ليكون هذا المؤتمر، الذي لا بديل له في ظل هذه الظروف التي تمر بها المنطقة إلا الإبقاء على الوضع الفلسطيني المزري على حاله، ناجحاً وخطوة متقدمة على طريق الحل المنشود والدبلوماسية الأردنية النشطة، التي نفخر ونعتز بها، كانت صاحبة الدور الأساسي في إلزام الأميركيين بدعوة سوريا إلى مؤتمر الخريف المقبل وفرض مبادرة السلام العربية على جدول الأعمال الذي ستجري مناقشته.

ليس مـن عادة الأردن أن يهرب من المواجهة أو يدير ظهره للصراع ومؤتمر كمؤتمر الخريف المقبل، الذي يستمد أهميته من أن رئيس الولايات المتحدة هو الذي دعا إليه، هو مواجهة بكل معنى الكلمة ولذلك فإن هذه الدولة، المملكة الأردنية الهاشمية، الملتزمة بمساندة الأشقاء الفلسطينيين والمصرة ليس بالكلام وحده وإنما بالعمل الدؤوب على إقامة الدولة الفلسطينية المستقلة ذات السيادة الكاملة لا يمكن أن تترك هؤلاء الأشقاء يذهبون إلى هذه المعركة وحدهم.

لا أسهل من البحث في قواميس الردح والشتائم وانتقاء شتائم ولعنات وتوجيهها إلى هذا المؤتمر ولا أسهل من الهروب من المواجهة بحجة ضرورة الحفاظ على الطُّهر الثوري ولا أسهل من أن يقول مرتعدة فرائصه كلمته الجهادية ويدير ظهره ويهرب فالمواجهة صعبة ومكلفة ولذلك فإن أصحاب الأصوات المرتفعة والأفعال القليلة يعتبرون هذا المؤتمر من المحرمات التي يجب اجتنابها.

الأردن لن يفعل هذا وهو لم يفعل هذا في أي يوم من الأيام ولذلك فإنه سيكون أول الواصلين إلى مؤتمر الخريف المقبل الذي سيكون حلبة لمواجهات صعبة لا يجوز أن يترك الأشقاء الفلسطينيين وحدهم يخوضون غمارها من خلال التذرع بالحجج التطهيرية الإنهزامية الكاذبة وبحجة أن هذا المؤتمر لن يسفر عن أي إنجاز ولن يؤدي إلى أي نتيجة.

إن الحضور العربي الفاعل والفعال هو الذي سيجعل هذا المؤتمر مثمراً ومجدياً وخطوة أساسية ورئيسية على طريق الحل العادل المنشود ولذلك فإن الأردن سيحضر وسيكون أول الواصلين وهو لن يبخل على الأشقاء الفلسطينيين، الذين هم منا ونحن منهم، بكل ما يستطيعه من جهد.. فالجبناء والذين لا يثقون لا بأنفسهم ولا بقضاياهم هم الذين يديرون ظهورهم للصراع بحجة ضرورة الابتعاد عن وحول هذه القضية.

لن يكون مؤتمر الخريف المقبل مجرد احتفال علاقات عامة وعلى من لا يعرف أن يعرف أن الجهود الأردنية أثمرت في إقناع الأميركيين أولاً والإسرائيليين ثانياً بمفاوضات فلسطينية - إسرائيلية مكثفة وبرعاية عربية ودولية من خلال المشاركة الفاعلة ستستمر إلى ستة شهور ينعقد بعدها هذا المؤتمر مرة أخرى.. وهكذا إلى أن يتم التوصل إلى الحل المنشود.. فهل هذا لا يستحق المشاركة الفاعلة والفعالة..؟!.



تعليقات القراء

لا يوجد تعليقات


أكتب تعليقا

لا يمكن اضافة تعليق جديد