رئيس الوزراء الدكتور عبدالله النسور سيرحل خلال سويعات أو أيام بعد أن أذاق الشعب الأردني المر و"شحده" الملح ،وزاده جوعا وفقرا وتعاسة في حين ازداد هو امتيازات وانتفع أبناؤه وأصهاره بالوظائف والرواتب والاستشارات .
ماذا يا ترى سيقول عنه المؤرخون وكيف ستحكم عليه الأجيال؟؟؟ نعم ماذا سيكتب عنه التاريخ وقد ازداد الأردنيون معاناة وبطالة، وزادت مديونيتهم وعجز موازنتهم عما كانت عليه قبل ثلاث سنوات منذ تقلد الدكتور النسور موقعه؟لعبة الأرقام التي يستخدمها الدكتور النسور وحكومته لعبة خادعة وغير دقيقة ، والحجج التي يسوقها لإثبات مساهماته ونجاح إدارته هي ذاتها يمكن أن تستخدم من قبل جهة محايدة لإثبات فقر أداء النسور وحكومته.يكفي أن نستطلع أرقام ونسب البطالة والعجز في الموازنة وازدياد نسب الجريمة،وانخفاض حصة الأردنيين من المياه ومن الخدمات ،وزيادة نسب الضرائب والرسوم عليهم
أما الولاية العامة التي طالما دافع عنها وطالب بها الدكتور النسور عندما كان فضيلته نائبا فلها قصة أخرى مفادها تراجع دور الحكومة ممثلة برئيسها في قيادة بعض دوائر ومؤسسات السلطة التنفيذية ، كما أننا لم نرى له حضور في قضية وطنية أشغلت الرأي العام والتي تتعلق بخربة هرقلا في عجلون ،وانتهاك السيادة الأردنية من قبل اليهود وقواتهم التي دخلت عجلون على جناح الليل وفجرت ما أرادت وربما أخذت ما أرادت من النفائس ومما خف وزنه وارتفع ثمنه.
الدكتور النسور لم نسمع له أي حضور في أثناء الاعتداء الغاشم على غزة في العام المنصرم ،كما أنه تغزل بالطاغية السيسي وامتدحه وشاركه الاحتفالات بانقلابه على الشرعية.
وفي عهد النسور غير الميمون تم حذف بعض الأسماء الوطنية المسجلة في سجلات الشهداء والخالدين الذين افتدوا الأردن بمهجهم وأرواحهم حذفت أسمائهم من مناهجنا التربوية ،كما تم تعديل المناهج وإلغاء بعض الجوانب والمناحي المتعلقة بثقافتنا الوطنية وموقفنا من الكيان الصهيوني لا بل تم حذف اسم فلسطين من المناهج واستعيض عنه بإسرائيل.
أما فيما يتصل بأسلوب الحكم فقد اتصف بالمراوغة والمناورة والتحايل على النواب وتضليلهم، والاستعانة بالديوان والدوائر الأمنية وأحيانا الاستنصار بالدور الملكي لترويض النواب، وتحقيق نهجه ومساراته والحصول على الثقة بحكومته أو موازنة الدولة السنوية.
أما على الصعيد الحزبي فيشهد لحكومة النسور بنجاحها في تدبير الانشقاقات لحركات وكتل حزبية معينة ،وإنشاء أو دعم أحزاب موازية لها أقل ما يقال فيها أن أحزاب الحكومة بغض النظر عن تسميتها وسطية أم إسلامية أم إخوانية، فعلى ما يبدو أنها جميعها تشترك بخاصية مشتركة واحدة هي" مؤاخاة الحكومة .
الدكتور عبدالله النسور مالئ السلطة والقيادة بطريقة وبأسلوب غير مسبوق على الإطلاق من قبل أي رئيس حكومة سابق عندما خاطب القيادة العليا "يا ابن محمد " وكأنني به قد نسي قول رب العزة" مَا كَانَ مُحَمَّدٌ أَبَا أَحَدٍ مِنْ رِجَالِكُمْ وَلَٰكِنْ رَسُولَ اللَّهِ وَخَاتَمَ النَّبِيِّينَ ۗ وَكَانَ اللَّهُ بِكُلِّ شَيْءٍ عَلِيمًا" فماذا وكيف نقول لأبنائنا وأحفادنا عن هذه الممالئة وهذا التفنن في التزلف لولي الأمر!!!.
الدكتور النسور لم ينتصر للموظفين الذين عانوا من الظلم والتنمر والتعسف من بعض وزراءه ومسؤولية ابتداء من السفراء المستقيلين من وزارة الخارجية احتجاجا على عدم حيادية ومهنية أداء وزير الخارجية المتمرد حتى على رئيس حكومته ومرورا ببعض الأمناء والمدراء العامين المعزولين أو المقالين في عدد من الوزارات وفي مقدمتها وزارة تطوير القطاع العام وانتهاء ببعض رؤساء الجامعات الرسمية الذين أنكرت عليهم إنجازاتهم وأدائهم ولم يتم التجديد لهم؟؟؟.
أخيرا نقول بأن السياسيين والقياديين يحكم لهم أو عليهم بعد خروجهم من السلطة وانتهاء سحر القوة والنفوذ وبريق الجاه والبهرجة والمواكب والحراسات وخضوع الخاضعين وتطبيل المسحجين .وهنا نتساءل هل سيذكر الأردنيون عبدالله النسور كمنقذ للاقتصاد كما يحب أن يقول هو عن نفسه ،أم المصلح الذي يدعي محاربته للفساد والشللية ؟.
هل سينظر الأردنيون لعبدالله النسور كنظرة الأتراك لرجب طيب أردوغان أم كنظرة المصريين لرئيس وزرائهم إبراهيم محلب أم أن التاريخ لن يكتب شيئا عن إدارة وحكومة الدكتور النسور على اعتبار أنه لم يترك بصمات إيجابية تسجل له ولحكومته لصالح الشعب الأردني!!!!