أونغ سان سو كيي – بطلة الشرق

mainThumb

24-09-2007 12:00 AM

أكثر من خمسة وأربعين سنة والعسكر يجوسون ويسومون ميانمار (بورما سابقا) بالنار والحديد. لكن (أونغ سان سو كيي) ابنة بطل الاستقلال، هي لهم بالمرصاد. إنها الطفلة التي فقدت أباها في مرحلة الحكم الانتقالي عام 1947 وهي ابنة سنتين فقط، قبل أن تذهب إلى الهند عام 1960 عندما كانت والدتها سفيرة بلادها في نيودلهي.

وبعد سنوات، ذهبت إلى المملكة المتحدة ودرست الفلسفة وعلوم السياسة والاقتصاد. وهناك تعرّفت على أستاذ جامعي بريطاني، أصبح زوجها فيما بعد. عندما عادت(سو كيي) إلى بلادها في عام 1988، كانت ميانمار في حمى الاضطرابات السياسية. فقد كانت المظاهرات على أشدّها، حيث نزل الطلبة والعمال والرهبان إلى الشوارع، مطالبين بالإصلاح الديمقراطي. ومنذئذٍ بدأت نضالها السياسي سلميا، اقتداءً – كما قالت – بالمهاتما غاندي في الهند، ومارتن لوثر كنغ في الولايات المتحدة.

لكنّ العسكر استولوا على ما هو ليس للعسكر، وأبطلوا مفعول ونتائج الانتخابات التي قالت (سو كيي) إن حزبها (الحزب الوطني الديمقراطي) فاز فيها. أصبحت (سو كيي) رمزا دوليا للبطولة والمقاومة السلمية في وجه الاضطهاد.

وبالنسبة لشعب ميانمار، تشكل هذه المرأة آخر أمل وربما الأمل الوحيد في أن يزول الاضطهاد العسكري في البلاد. لقد قضت (سو كيي) اثنتي عشرة سنة من السنوات الثماني عشرة الأخيرة قيد الاعتقال والحجز بأصنافه المختلفة. ولما أطلت هذه المرة من نافذة المنزل الذي تقبع فيه رهن الإقامة الجبرية، كانت المرة الأولى منذ أكثر من أربع سنوات، التي يسمح لها فيها بإلقاء نظرة على مؤيديها. في عام 1991 مُنحت جائزة نوبل للسلام على جهودها في جلب السلام إلى بلادها. ووصفها رئيس لجنة الجائزة بالقول: {إنها المثال الأبرز لطاقة م?Zن لا طاقة?Z له}. ومن أقوال (سو كيي): (إنني، كابنة أبيها، لا أستطيع أن أبقى غير مكترثة بكل ما كان يجري في بلادي). أما المظاهرات التي تشهدها ميانمار حاليا، والتي وصفت بأنها الأشد منذ أكثر من 39 عاماً، فقد أضفى عليها الرهبان البوذيون روحانية خاصة بقيادتهم لها. وقد تنجح (بطلة الشرق) في فك أسر شعبها، من خلال مظاهرات سلمية آمن بها الجميع هناك: فالرهبان أظهروا شجاعتهم وعزمهم القوي والتزامهم، بينما أظهر النظام العسكري مرونة تناسب المقام.



تعليقات القراء

لا يوجد تعليقات


أكتب تعليقا

لا يمكن اضافة تعليق جديد