1 = أمريكا هي الأقوى وليست الاذكى
الولايات المتحدة الأميركية هي الدولة الأقوى في العالم لكنها ليست الأذكى، ونتمنى اهتمامها بمشاعر الشعوب ومصائرهم وحقوق الانسان والعدالة والديموقراطية والحرية والمساواة، ذلك ان مفهومها لهذه العناوين مغاير لمفهومنا تماما.
وبعد ان خلصت الدراسات الاستراتيجية الأميركية ان أمريكا ستكون مكتفية ذاتيا بالطاقة من بترول وغيره في حوالي 2030 , وستكون نسبة العرق الأبيض من اصل أوروبي اقل من 45% من مواطني الولايات المتحدة الأميركية , بعد ربع قرن أيضا , والباقي ملايين مهاجرة من سائر انحاء العالم وبخاصة من شعوب الدول التي عانت من المجاعات والقمع والحروب من الأنظمة المستبدة التي دعمتها أمريكا وأوروبا , وجدت الولايات المتحددة نفسها ومعها القارة العجوز , ملزمة بدفع ثمن دعمها للأنظمة المستبدة, بإغراقها بالطوفان السكاني من هذه الدول , وبالتالي الخلخلة السكانية والأمنية والاقتصادية والاجتماعية والدينية والسياسية ,بسبب هذه الهجرات , وبالتالي فان أمريكا ستعود الى نظرية الانكفاء الى الحدود القارية لأمريكا وسوف تقلص اهتماماتها ومصاريفها وتدخلاتها خارج حدودها.
من هنا فان ما قاله الرئيس أوباما من التخلي عن الأنظمة في العالم العربي انما هو امر جاد ومدروس بعمق، وبالتالي فإنها ستتخلى عن التمدد الذاتي البري والبحري والجوي وسياسة تدمير الاخرين الذين تنظر إليهم كأعداء حقيقيين او محتملين، بعيدا عن قيم الاخلاق والإنسانية ومصالح الشعوب.
لقد استطاعت الأنظمة المستبدة المدعومة أمريكيا، الى إيجاد ورعاية التنظيمات الإرهابية كحجة ووسيلة لاستمرار هذه الأنظمة والضحك على أمريكا ان زوال هؤلاء المستبدين يعني الخطر على الامن الأمريكي والاوروبي والإسرائيلي، وهيمنة التنظيمات الإرهابية التي هي من صنع هذه الأنظمة بطريقة او بأخرى، ونتيجة للاستبداد والفساد.
لقد قامت هذه الأنظمة اللاشرعية واستمرت على منهج الانقلابات والقمع والمشروعية القسرية والانتخابات المزورة، والتي لا أساس لاستمرارها وهيمنتها الا القمع منهم، والدعم الأميركي ضد إرادة الشعوب.
اما وان الأنظمة في العالم العربي قد اثبتت فشلها بجدارة، وحولت بلدانها الى دول فاشلة، والى شعوب مشتتة، فانه ان الأوان لأمريكا (وأوروبا وسائر الدول المتحضرة) ان تتعامل مباشرة مع من بقي من الشعوب العربية وبالذات مع العشائر بعيدا عن هذه الأنظمة، وفي الحالة الأردنية ان تتعامل أمريكا مع عشائرنا لأنها صاحبة الشرعية والهوية وهي الاصدق والاعمق والأكثر حرصا على امن المنطقة برمتها والاهم والاقوى كشريك استراتيجي. وللأمريكان تجارب إيجابية مع عشائر العراق وأفغانستان.
2 = عملاء أمريكا هم عدوها الأول
استطاعت الأنظمة في عالمنا العربي من خلال ممارساتها الظالمة الفاسدة ان تقنع شعوبها ان امريكا هي ممثل للشيطان الأكبر. ورغم تهافت المسؤولين على إرضاء الامريكان (ظاهرا) والتردد المذل على السفارات الأميركية، وفي الحالة الأردنية ما نراه من استقبال المسؤولين للسفيرة الأميركية في البيوت والمضارب والمؤسسات، فإنها إذا ما غادرت اللقاء اوسعوها استهزاء وشتما وطعنا من سقط القول. وبفضل هؤلاء صارت أمريكا أكثر الدول المكروهة في العالم لدى الأردنيين تليها إسرائيل ثم فرنسا.
ومع هذا فان أمريكا لم تطور اسلوبها بالتعامل مع الأردنيين ، وتكتفي باعتماد تقارير "اشخاص" في التصنيف الخاطئ للناس والفئات ورجالات الوطن، وتتخذ قناة واحدة للتعامل مع الأردن وأهله وكأن البلاد والعباد ليست الا هذه الزمر من النكرات او تلك القطعان الضالة الخرقاء من "العملاء" الذين همهم البقاء والاستمرار في الهيمنة والفساد، فان حبل الوصل بين أمريكا وعملائها من جهة وبين العشائر من جهة أخرى مقطوع وبغيض.
هؤلاء النكرات يبرهنون على ان أمريكا تدعم التطهير العرقي للأردنيين لإقامة الوطن البديل لكل ما هو من غير أصل أردني، واخرهم تحويل بلادنا الى وطن قومي للسوريين، وامريكا هي من بارك اغراق بلادنا بطوفان اللاجئين سابقا ولاحقا واخرها طوفان السوريين لتقول وعملاؤها ان الأردنيين اقلية عبرت عنها السفيرة باننا 27% من سكان الأردن، وهم من صنع هذه المعادلة ويصنعون البلاوي لنا. ونسيت السفيرة ان مصائر الشعوب ليست مرتبطة بالنسب والاعداد وانما بالشرعية والهوية لان صاحب الشرعية هو الأقوى والاقدر في نهاية المطاف والقادر على تحرير بلده مهما كانت القوى الغازية وقوى الاحتلال قوية او مهيمنة.
3 = أمريكا تتعامل مع خطين فقط الأنظمة والعملاء وتهمل الحوار مع العشائر
اذن : أمريكا تتعامل مع خطين فقط : أولهما الخط الرسمي وثانيهما خط العمالة المتصف بالصفاقة والنذالة , ولا تأبه بالحوار مع العشائر والقيادات المتنفذة الجديدة والنخب الواعية , وهي لا تدري انها تتحدث الى زمر خرقاء من التنابلة والعملاء الذين لا جذور لهم في بلادنا , واما ان كانوا من اهل البلاد فانهم منبوذون بأشخاصهم ووضعوا انفسهم في أحضان أمريكيا لاعتباراتهم الشخصية فقط ، وعليهم جميعا ان يعرفوا اننا في مرحلة لعبة الاذكى وليست لعبة الأقوى، وان الأردنيين اهل الشرعية والوطنية والهوية هم اسياد هذا البلد مهما كان الطوفان البشري والنسبة المئوية والنفايات البشرية التي تقوم أمريكا وعملاؤها بإغراق الأردن بها.
انصح الأمريكان ان الأوان ان تتوقفوا عن رؤية الأردنيين وتقييمهم من خلال عيون العملاء، والتعامل معهم من خلال التقارير الحاقدة الخادعة، وانني اشعر بالشفقة على السفيرة الأميركية، التي تبدو ان من يدلها ويضع لها البرنامج في التصريحات والتعامل مع الأردنيين حاقد عليها وعلى أمريكا لأنه يوجهها بالطريقة المعادية للأردنيين والتي تورطها معهم، وهي كمن يغمز بالظلماء فلا أحد يرى عيونها ولا قسمات وجهها ولا حركات رموشها. أمريكا تدعم الفاسدين واللصوص ومن ينهب مقدرات الأردنيين، وتدعم من هم أصحاب ثارات مع الأردنيين وبذلك وضعت نفسها في صفوف الأعداء والحاقدين، وعملها على تحطيم المنظومة الاخلاقية الأردنية من خلال دعم الشواذ علنا عن طريق السفيرة الأميركية بعمان، وهي تدعم القمع والتعذيب والطغيان لأنها لم تتحدث يوما عما يدور بالسجون، ولا عن الحرية الا إذا كانت هذه حرية السيد الأميركي.
من الواضح ان أمريكا تحاول طمس تاريخ الأردنيين بالتعاون مع ازلامها كما طمست تاريخ الهنود الحمر في أمريكا، ولا تلتفت الى العشائر لأنها تسمع من عملائها اننا نحن العشائر الاردنية أناس متخلفون ونعيش خارج إطار الزمن، علما بان منا العلماء والمفكرون والمؤرخون وخيرة الكتاب وحملة اعلى المؤهلات والتخصصات من أرقي جامعات العالم، وان اية صفة بالجهل او التخلف انما تليق بعملاء أمريكا الذين تفرضهم علينا وليس بالأردنيين.
4 = السفيرة الأميركية تنقل وجهة نظر واحدة لا يريدها الاردنيون
السفيرة الأميركية تتجول غير مرغوب بها، وترفع تقاريرها الى الخارجية ووكالة الامن القومي والبيت الأبيض، لكنها تنقل وجهة نظر واحدة فقط، واراء دعاة الوطن البديل والحقوق المنقوصة وطرد الأردنيين من بلادهم (وهو المستحيل مهما بدوا أقوياء مهما بدينا (نحن) ضعفاء، فالشرعية هي القوة والهوية هي الأساس والنهاية والنتيجة
نذكر فخامة الرئيس الأميركي وسعادة السفيرة وصناع السياسة هناك ان العشائر الأردنية وهم اهل الوطنية والهوية والشرعية هم احفاد الأجداد الأردنيين الاوائل منذ الاف السنين الذين دحروا الفرس والفراعنة واليونان قبل الميلاد والرومان بعد الميلاد ثم تعاملوا معهم وعقدوا الاتفاقيات الرزينة المحترفة , كما دحروا العباسيين والصليبيين والايوبيين والمماليك والعثمانيين، وهم قادرون على دحر سائر الغزاة والبغاة والمحتلين مهما بدا لكم الأردنيون ضعفاء اقلاء ومهما بدا الاخرون أقوياء وكثيرون , فالقوة بالأردن ليست بالعدد وانما بالنوعية والشرعية والهوية والتجذر في الأرض , ومنذ القدم فان الأردن له خصوصية وهي : غلبة الفئة القليلة على الفئة الكثيرة ( كم من فئة قليلة غلبت فئة كثيرة بإذن الله والله مع الصابرين )
وإذا ارادت أمريكا ان تتصرف المناسب فالأفضل لها ان تجند نصف مليون سوري ومثلهم عراقيون موجودون بالأردن عالة علينا وبظل ثقيل ودم ثقيل، بحجة انهم نازحون، ليدافعوا عن بلادهم وتحريرها، وهذه ليست مهمات الأردنيين وابناءنا من الجيش، لأننا ندافع عن بلدنا فقط.
فاذا بقي الحال على ما هو عليه فان العلاقات الأردنية الأميركية ستغرق في اتون الحقد والانتقام والثأر، وإذا تعاملت أمريكا مع العشائر مباشرة بعيدا عن العملاء والمطايا والجهات الرسمية فإنها تؤسس لشراكة استراتيجية وسياسية طويلة المدى، والكرة في ملعب الامريكان، ولم يعد لدينا شيء نخسره.