الذي غاب عن شعارات المرشحين

mainThumb

29-10-2007 12:00 AM

ليس من علامات الصحة والطمأنينة أن تغيب عن (يافطات) المرشحين وبرامجهم الشعارات التي تعوّدنا على مشاهدتها في كل حملة للانتخابات النيابية في الاردن, وأعني الشعارات المتعلقة بالتأكيد على تحرير فلسطين واقامة الدولة وعاصمتها القدس, وغير ذلك من مواقف وطنية وقومية.

لم تكن القضية في أسوأ أحوالها واردأ ظروفها كما هي عليه اليوم. فالمشروع الصهيوني الاستيطاني في ذروته, خاصة في الضفة الغربية والقدس, جدار عنصري يمتد مثل الافعوان يلتهم الارض ويجدد تمزيق الشعب فيما المستوطنات تنمو شمال الضفة وجنوبها والاغوار ايضاً, اما القدس فان ما تتعرض له يؤكد بان اسرائيل تسعى لتهويد كل شبر من شوارعها واحيائها وفي مقدمة ذلك المسجد الاقصى.

ولم تكن القضية الفلسطينية في حالة ضعف على المستوى الوطني والقيادي كما هي عليه اليوم. دويلتان تحت الاحتلال تتنازعان الشرعية على سلطة يمرّغ سيادتها الاحتلال صباح مساء, فالجميع محاصرون, سجناء أو هم أشبه بسكان البانتوستات المقترنة بالعبودية. كل سلطة منهما عاجزة عن حماية أمن المواطن, سواء في غزة ورفح أو نابلس ورام الله. لأن القتل اليومي مستمر على يد قوات الاحتلال, الشهداء يتساقطون كل ساعة فيما عقلية "حرب البسوس" تتجذر بين قيادات بعضها يعتقد انه مرسل من السماء, والآخر يطالب جساس برأس كليب حيّاً حتى يعود الصلح والوئام!!.

في ظل تدهور القضية وضعف قادتها وانقسامهم فان مصير الضفة الغربية والقدس اصبح مجهولاً, القطاع رغم حصاره وتدهور احواله إلا انه يبقى خارج مخططات الاستيطان والضم. ما هو هدف للضم والاستيطان كل بقعة في الضفة الغربية والقدس. من الغور الى مشارف القدس الى حدود اكثر من 500 مستوطنة تنتشر على خريطة الضفة فلا تبقي فيها مكاناً لدولة ولا للاجىء يعود, ولا حتى لفدرالية تصلح ان تكون وطناً يلحق بالاردن او غير الاردن.

هذا الوضع الفلسطيني الخطير يهدد بالدرجة الاولى الاردن, لأن المعادلة الوطنية التي ترسخت في الوعي الجمعي الرسمي والشعبي, ان من مصلحة الاردن قيام الدولة الفلسطينية, وان هناك خطراً من عدم قيامها. والاسباب معروفة لكن قد يكون من المفيد التذكير بها. السبب الاول, لان نصف التكتل الحاكم في اسرائيل ونصف احزابها لا يزالان يعلنان جهاراً نهاراً بان حل القضية الفلسطينية هو في الوطن البديل. اما السبب الثاني, فلأن ضعف القضية, قيادة وشعباً, وتمزيق الضفة الى اشلاء, وتهويد القدس يغري اكثر من جهة دولية (لاختلاق) حل انساني وليس سياسياً عبر الحاق ما يتبقى من الضفة بالاردن وصولاً الى حل ما. وهذا ما نخشاه من مؤتمر انابوليس او كل ما على شاكلته من مؤتمرات في المستقبل.

لهذه الاسباب وغيرها, كنت أحلم (بعرس ديمقراطي) في الانتخابات البرلمانية يعبّر فيه المرشحون عن صوت الشعب او حتى عن ارادة نُخبه الوطنية بشعارات تبعث برسالة حازمة الى قادة اسرائيل وامريكا والصهيونية تقول لا فرصة للمؤامرات من جديد. ولا حل ولا سلام إلا اذا كان قائماً على العدل واسترداد الحقوق.

للأسف حتى القول وهو "أضعف الايمان" غاب عن سجالات الرأي العام... ربما لأن الضعف مثل الوباء حالة عامة او لنقل انها من علامات خصخصة الوعي التي تجعل من الناس لا ترى أبعد من العشيرة والطائفة وحتى النادي الرياضي!.



تعليقات القراء

لا يوجد تعليقات


أكتب تعليقا

لا يمكن اضافة تعليق جديد