اللاجئون في يومهم .. هل تختفي رعشة الحنين ؟!

mainThumb

11-06-2015 01:52 PM

السوسنة - لا تقع عينك على مكان في المحيط إلا وتشاهد أرواحاً صاعدة، وأجساداً هاربة، وأنيناً يتحرك.

فصلت صراعات السلطة أرواحاً عن الحياة، ونقلتها إلى السماء، وبقيت أخرى تترنح بين سندان الغربة، ومطرقة القصف والألم، الذي يدير مشهده أشباح عثرت على بيئتها الخصبة.

الناجون الذين فروا فرادا وجماعات، محور قضية، خصصت لها مفوضيّة شؤون اللاجئين يوماً يذكّر العالم بالإنسانية المشتركة التي تجمعه مع هؤلاء.

وفيه تساعد المنظمات المعنية اللاجئين على مستقبل جديد، بإعادة التوطين، أو العودة الطوعية إلى الوطن الأم، وتُسلّط الضوء على محنتهم، ومعاناتهم، وتدعو إلى حصولهم على المساعدات التي يحتاجون.

وسط حالة الفوضى المؤلمة، ظهر معهد العناية بصحة الأسرة / مؤسسة نور الحسين، حاملاً برنامجاً يعيد من خلاله ترتيب الأوراق، ويقدم ما يخفف الألم، ويرفع حدة المعاناة.

20 حزيران من كل عام، يوم يجب أن يبحث في العمق، ويتدرج مع المعاناة منذ صفعات الدمار الأولى، مروراً بمحطات سفر جهنّميّة وسيلتها الأقدام، وانتهاءً بأماكن التجمع، مخيمات تنتظرهم، وفق مديرة المعهد الدكتورة منال تهتموني.

وتلقّفت عيادات المعهد في المخيمات، وخارجها، أشقاء، وسخّرت كل إمكانياتها لشفط أطنان هموم متنقلة، يحملها رجال، ونساء، وأطفال، ربما توقعوا كل شيء، إلا أن يعيشوا خارج عرينهم، في خيم صحراوية لها حكايات.

وقدمت عيادات معهد العناية بصحة الأسرة الخدمة لـ 16 ألف لاجئ بمختلف المواقع، منذ بداية العام الجاري.

مسيرة المعهد الإنسانية جعلت تعامله مع يوم اللاجئ مختلفاً، بالبرامج، والأبعاد، والأهداف، والرسائل، لتكون بعد ذلك النتائج مختلفة، وذات طابع إيجابي، على حد وصف تهتموني.

عشر فعاليات لمس المعهد أنها تفي بالغرض، فنوّعها، ووزّعها، في مناطق مختلفة، صويلح، والهاشمي، وشرقي عمّان، والمخيمات، الزعتري في المفرق، والأردني الإماراتي في الأزرق، والحديقة والسايبر ستي في الرمثا.

وأشرف على إعدادها موظفون على تماس مباشر مع الأشقاء، جسّوا حقيقة الألم، وخبروا نوعية المعاناة، فأخرجوها بشكلها النهائي، لتُنثر على مائدة يوم اللاجئ.

نقطة الانطلاق من مخيم الزعتري بالمفرق شمال شرقي الأردن الخميس، بالتعاون مع صندوق الأمم المتحدة للسكان.

أشبه بجلسات العصف كانت الفعاليات، فركزت بشكل كبير على دعم اللاجئين، وتعزيز وعيهم بقضاياهم، إضافة إلى تعزيز مبدأ التشاركيّة بين مؤسسة نور الحسين، والمجتمع المحلي، ومؤسسات داعمة أخرى.

ومن أجل تخفيف الآثار الاجتماعية والنفسية، على الأطفال تحديداً، تبنى المعهد في فعالياته مشروع التفعيل المجتمعي، واعتبره ركناً أساسياً في برنامجه ليوم اللاجئ.

تهتموني التي أكدت أن 20 حزيران من كل عام يوم إنساني، لتخفيف الأسى والإنعزال الاجتماعي، لفتت إلى أنه فرصة مواتية لتقوية الروابط، ودمج الأشقاء في المجتمعات المضيفة.

يوم اللاجئ فكرة جميلة قد تلعب دوراً كبيراً في تحسين الواقع، والنفسيّات، وتتعامل بإحساس عظيم مع حقبة مؤلمة، لكنها لن تستطيع بحال أن تخفي رعشة الحنين إلى العرين، هذا ما تقرأه في عيون وملامح كل شقيق يجمعك به القدر.



تعليقات القراء

لا يوجد تعليقات


أكتب تعليقا

لا يمكن اضافة تعليق جديد