ثالوث العذاب القادم

mainThumb

30-05-2015 12:10 PM

كل أمة من الأمم عذبها الله تعالى بذنب أذنبته، فقوم شعيب عليه السلام في مدين جنوب الأردن عذبهم الله تعالى بجريمة التطفيف في الميزان، وقوم لوط عليه السلام في سدوم (البحر الميت) عذبهم الله تعالى بجريمة اللواط ونشر الشذوذ في الأرض،...وأقوام أخرى عُذبت بذنب، لكن أن تجتمع ثلاثة أسباب للعذاب ثم يستنكر علينا بعض المتطاولين على مقام رب العزة وأحكامه ونواهيه يستنكرون علينا خوفنا على بلادنا وشعبنا من غضب المنتقم الجبار، فهذا والله العجب العُجاب.. ففي مدة لا تزيد عن الشهر أعلن مسئول حكومي رفيع عن مطالبته بزيادة مساحىة زراعة العنب في الأردن من أجل تحسين مستوى صناعة الخمور لغايات التصدير، مع  العلم أن الله تعالى حرمها وشنع على من يتعاملون بها، ومما ورد في السنة : (لعن رسول الله - صلى الله عليه وسلم - في الخمر عشرة: عاصرها، ومعتصرها، وشاربها، وحاملها، والمحمولة إليه، وساقيها، وبائعها، وآكل ثمنها، والمشتري لها، والمشترى له)، أما مسئول سابق فيطالب بوجوب السماح والترخيص لإقامة الكازينوهات من أجل لعب القمار في الأردن، حيث إن أكثر معارفه يلعبون القمار في صالات خارجية، وبهذا هو ممن يطالبون بتشريع القمار (الميسر) والله تعالى يقول: (إنما الخمر والميسر والأنصاب والأزلام رجس من عمل الشيطان فاجتنبوه لعلكم تفلحون، إنما يريد الشيطان أن يوقع بينكم العداوة في الخمر والميسر ويصدكم عن السبيل فهل انتم منتهون، وأطيعوا الله وأطيعوا الرسول واحذروا فإن توليتم فأعلموا أنما على رسولنا البلاغ  المبين)، وبعد هذا كله يُقام في عمان العروبة والإسلام احتفال لجمعية من الشواذ برعاية السفيرة الأمريكية وحضور بعض ممثلي السفارات الأخرى والشخصيات المحسوبة على تيار الشواذ في الأردن، ليطالبوا بعرض قضاياهم ومزيد من الاعتراف بهم والاحترام لهم. ولا ندري هل من سمحوا بإقامة مثل هذا الاحتفال لم يسمعوا بقوم لوط؟، ولا بعذاب قوم لوط؟، أليست سدوم من أرض الأردن؟ أليس البحر الميت المجاور لسدوم أرض عذاب ومسخ لهم؟...


فماذا يريد المسئول الحالي والمسئول السابق وكذلك من يجب عليه أن يحترم ويلتزم بقوانين البلد وأعرافه الدينية والاجتماعية (السفيرة الأمريكية)، ماذا يريدون من إشاعة الفاحشة الاقتصادية الممثلة بالميسر، وكذلك الجريمة العقلية الممثلة بشرب وترويج ما يؤدي إلى إذهاب العقول وتحويل المجتمعات إلى أشخاص خارج السيطرة، وماذا يريد حماة حقوق الشواذ الجنسيين، فهم ليسوا شواذ في الممارسة الجنسية فقط! إنهم شواذ نفسيون واجتماعيون وعقليون...! إنهم أصحاب ميول خارجة عن طبيعة البشر السليمة، إنهم بحاجة إلى علاج نفسي واجتماعي وتصويب عقلي حتى يستطيعوا أن يندمجوا في المجمعات...ثم ماذا تريد منا السفيرة الأمريكية: ألا يكفينا الفقر والجهل والتخلف والحروب والدمار؟ ماذا يريد من يقف خلف هذه الجرائم الثلاث ...هل يريدون زيادة رقعة الجريمة والفساد والعصيان لرب العباد؟ ...هل يريدون لنا عذاباً مثل عذاب قوم لوط بالخسف والردم والمسخ؟ أم يريدون عاقبة مثل عاقبة ثمود وعاد؟...هل بلغ بنا الاستكبار في الأرض أن نطلب ونحن مسلمون ندعي أننا أبناء الإسلام وحماة الإسلام وأن أرضنا أرض الحشد والرباط إلى يوم الدين؛ أن نطلب إشاعة المنكرات في البر والبحر لنكون روادها فيصيبنا ما أصاب من أمم الأرض التي حولنا الآن، ألم يروا قبل سنوات قلائل ما حلَّ بجزيرة تسونامي، أم لم يقرءوا عن المدينة الضائعة (بومبي) الإيطالية التي أكتشفت منذ فترة قصيرة وثبت أنها من المدن التي أشاعت الفاحشة والشذوذ وشرب الخمور فحولهم الله تعالى إلى مسخ إلى يوم الدين... واستجابة لأمر الله تعالى بقوله: (كنتم خير أمة أخرجت للناس تأمرون بالمعروف وتنهون عن المنكر وتؤمنون بالله)، والتزاماً بأمر رسوله الكريم صلى الله عليه وسلم حيث يقول : (والذي نفسي بيده لتأمرن بالمعروف ولتنهون عن المنكر أو ليوشكن الله أن يبعث عليكم عذاباً من عنده ثم تدعونه فلا يُستجاب لكم)، وبناء على ما وصلنا من تجارب التاريخ سماعاً وما شاهدناه عياناً؛ فإنني أعلنها صريحة قبل أن يقع بنا العذاب فنندم حين لا ينفع الندم....وهو ما عناه الله سبحانه وتعالى من قوله: (وأطيعوا الله وأطيعوا الرسول فإن توليتم) ...ونقول: اللهم إن من يطالب بترويج الخمر أو القمار أو الشذوذ لا يمثلوننا وليسوا منا، فنبرأ إليك من فعلهم، ونعوذ بك من شر ما قالوا وما صنعوا...اللهم فارحمنا رحمة واسعة وأرفع عنا سخطك ومقتك إنك أنت الغفور الرحيم...قال تعالى: ( فلولا كانت قرية آمنت فنفعها إيمانها إلا قوم يونس لما آمنوا كشفنا عنهم عذاب الخزي في الحياة الدنيا ومتعناهم إلى حين )....وقال تعالى: (فليحذر الذين يخالفون عن أمره أن تصيبهم فتنة أو يصيبهم عذاب أليم)...وها نحن يا رب نلجأ إليك ونرفع أيدي الضراعة إليك ونسألك أن تقينا شر السوء والأسواء يا رب العالمين...
 



تعليقات القراء

لا يوجد تعليقات


أكتب تعليقا

لا يمكن اضافة تعليق جديد