الدراما السورية توضح ايدولوجية النظام السوري ؟!

mainThumb

09-05-2015 03:07 PM

الدراما السورية لعام 2015 هل تواكب أم تمتطي وتتجاوز الأزمة السياسية الحاصلة؟

سؤالٌ مشروع يجول في خاطري حيث أن سوريا الشعب لم تعد تملك خيارات عديدة إذ أنها حوصرت بقالب درامي فنتازي سياسي بمحاكاة هوليودية مرعبة ومن هنا طرحت السؤال أعلاه .


فهل من الممكن أن يقوم الوسط الفني السوري في خضم هذه الصراعات والتفتت في بلادهم بصنع أعمال درامية ونُشير هنا للتي تم تصويرها في دمشق العاصمة النظامية التي لم يُهز عرش القاعدين عليها شيئاً إلى هذه اللحظة ؟!

قد يجد البعض أن الأمر طبيعي إلى حدٍ ما بل ربما يجدونه بأنه انتصارٌ درامي ساحق في خضم الفوضى الحاصلة ، ولكن لسان حال العقل والمنطق يقودنا إلى أن المشاركين في صنع القصص المرئية والمسموعة في بلاد الهلاك هم يا إما مغيبون أو موالون أو مُجبرون ؟!!

وإن افترضنا حُسن النية بالبداية سنقول بأنهم لا يملكون غير الشاشة ليجنون رزقهم ، ولو أضفنا إلى معادلة إنصافهم سبباً، قد يكونوا لا يملكون فرصاً للإبحار إلى الشاشات الأخرى التي قد تحتضن مسيرتهم الفنية وتكفيهم لقمة عيشهم وأيضاً إذا أسهبنا بالتأويلات سنقول بأن الدراما السورية هي كتف النظام الذي يرغب أن يرى  العالم بأنهم ما زالوا هنا والحياة في دمشق بأضعف التقديرات مُستمرة ؟! فنحن نعي تماماً الغزو الفكري الذي يسطره الإعلام بكل أبوابه وفصوله ومنه " التمثيل والدراما "

وبما أننا نزعم حبنا للدراما السورية التي حملت سابقاً الجوهر الحقيقي لبلاد الشام عامة ولجلسات أهلها خاصةً وإن اتخذت طابعاً كوميدياً أو اجتماعياً أو سياسياً ، كبقعة ضوء وغوار الطوشة وأيام شامية والولادة من الخاصرة وغيرهم الكثير، فكنا دائماً من المتربعين المندمجين المنتظرين أمام الشاشة كي نتابع ما يصنعون في الدراما السورية، فمن حقنا أن نتساءل ما الأبعاد التي تحملها  الدراما هذه السنة؟؟


قرأت الكثير عن مضمون الأعمال التي ستنطلق هذا العام وأغلبها يتحدث عن " الحب" وما يليه من صراعات وظلم اجتماعي وربما مجتمعي والقليل من المحاكاة السياسية الحاصلة على أراضيهم حيث أننا لا نعلم مدى دقة السيناريو ولصالح من سيصب وكيف تم الموافقة عليه من قبل النظام الذي مؤكداً يُشرف على كل الحكايات التي بندت تحت مُسمى مسلسلات تلفزيونية .


اللافت في الأمر كيف يوظف الوضع السياسي من خلال أولائك الفنانون وقد يصلون إلى خدمة النظام والمشاركة باحتراق بلادهم بإرادتهم أو رغماً عنهم فلا نستطيع الجزم هنا وإنما نحن نتهكم.

وإذا أردنا محاكاة درامية سياسية متلفزة فأعتقد بأن الوقت ما زال مبكراً على اجتهاد النصوص لأن المأساة ما زالت مستمرة ونحن نعلم بان النص الذي يُجسد الدمار الحربي والظلم الذي يقع على الشعوب بحاجة إلى نهاية وليس إلى يتبع ، لأننا لا نستطيع أن نجزم ما نهاية هذه الفوضى ولصالح من ستنتهي وعلى حساب من، ودعونا لا ننسى بأننا لا نتحدث عن سوريا فقط فالشرق الأوسط غارقٌ في طين الانقسامات والتشرذم حتى هرم رأسه فليس من المنصف أن نؤرخ اللحظة وهي ما تزال على رأس الساعة وتدور في حلقاتٍ مفرغة .

لا نريد أن نظلم أحدا هنا ولكن من المنطقي الإشارة إلى أن بعض الدراما التي ستبث على الهواء ستكون تجسيداً ودعماً لأيدلوجية النظام السوري.

 والشاشة بيننا وهي الحكم والفيصل بين ما نعتقد وما سنشاهد ، والنقاد متأهبون للدغ والذم والمدح.

 ودون ذلك يكفينا المشاهد التي نراها دون مونتاج ولا إخراج ولا سيناريست فهي الأقدر على سرد الحكاية بفصولها العشرة .

والله المُستعان



تعليقات القراء

لا يوجد تعليقات


أكتب تعليقا

لا يمكن اضافة تعليق جديد