ظـل عزازيـل

mainThumb

25-10-2009 12:00 AM

يوسف زيدان.. كاتب وباحث في التراث العربي والمخطوطات القديمة ، وأصدر - حتى الان - اكثر من 50 كتابا في العديد من الموضوعات على طريقة الفلاسفة القدامى الذين كانوا يكتبون في جميع العلوم والآداب.

وقد دخل يوسف زيدان باب الرواية من أوسع ابوابه بعد اصدار روايته الثانية (عزازيل) التي لفتت نظر النقاد والقراء ، وصدرت في طبعات عديدة ، وما تزال ، وقد كنت احد المعجبين بالرواية ونصحت اصدقائي بقراءتها واقتنائها.

وتحت ظل هذا الإعجاب اشتريت روايته الأخيرة (ظل الأفعى) ، التي قرأت بداياتها بتلهف ، فالرجل جعل احداثها تجري في العام 2020 كما اذكر (اكتب الان والرواية ليست معي لأني اعرتها) في بيت صغير تحيطه العمارات الشاهقة من عدة جهات.. و و و و و،.

وبعد ولوج ناجح في جو الرواية ، يبدو ان يوسف زيدان سئم من شروط العمل الروائي ، فيحوله الى دفتر مذكرات ينقل فيه بعض النصوص المتناثرة المعروفة والمترجمة حول تقديس الأنثى في الحضارات القديمة.. وهي نصوص جميلة - كنت قرأت معظمها سابقا - ومنحازة للمرأة الأنثى ، وهذا يناسب وجهة نظري تماما.

لكن كبيرة وعملاقة هنا اضعها ، على معنى ومفهوم الرواية ، والزمن والمكان.. وخلافه.. فالرجل مثلا يجعل الرواية في المستقبل ، لكنه لا يأبه لذلك داخل الرواية ولا يوظفه في شيء اطلاقا ، ويمكن جعل الرواية تجري في الخمسينيات او قبلها.. مع تغيرات طفيفة ، ودون التأثير على موضوع ولا مدلول الرواية.

والرجل يصنع ترميزا جميلا في وضع بيت احداث الرواية وسط عمارات شاهقة دون ان يوظف ذلك بشكل جدي في الرواية ايضا. ويخلق شخصيات مهمة ثم يتركها بلا اهتمام ، لصالح مجموعة من الرسائل من ام الى ابنتها الى ان ينتهي العمل.

بدون دخول في التفاصيل ، فإني اعتقد ان يوسف زيدان انبهر اكثر من اللازم في نجاح رواية عزازيل - وهو نجاح تستحقه - فاعتقد بأن اية خربوشة يكتبها يمكن ان يطلق عليها اسم رواية ، لأنه لو اصدرها كتابا بحثيا فلن يطبع غير مرة واحدة على الأكثر نظرا لتخصصه.

رواية ظل الأفعى مادة بحثة بمقدمة توهم القارئ بأنه رواية لغايات اعلامية وربما ربحية او على طريقة (شاف شي ما شاف شي..). وانشر هذا الكلام حتى لا انخدع انا ولا ينخدع غيري اذا حصل على نجاح ما في احد الكتب ان يعتقد انه صار امير الكتاب.. انا لا اقصد احدا غير نفسي هنا.. ونفس من يقبل هذه النصيحة بالطبع،،.

الدستور


تعليقات القراء

لا يوجد تعليقات


أكتب تعليقا

لا يمكن اضافة تعليق جديد