في تكريم المناضل يعقوب زيادين - ليث شبيلات
قبل ثماني سنوات تم تكريم المناضل يعقوب زيادين ابن الكرك الذي اكتسح قلوب أهل القدس عام 1956 ففضلوه نائبا عنهم تاركين مرشحي مدينتهم المقدسة.
وفي عام 1988 أقنع اليساريين بضرورة الطلب من الإسلامي (الموثوقة وطنيته عندهم) ليث الشبيلات أن يترشح كمرشح اجماع نقيبا للمهندسين بسبب استشرافنا للأزمة القادمة ( انهيار الدينار وثورة معان) حيث سيغيب البرلمان وسيقود ليث المعارضة من منصبه النقابي . وهو ما حصل ( القيادة أقصد وليس الإجماع الذي له قصة تخزي اذ انقلب الاخوان على ما اتفقنا عليه في منزلي بشهادة ومعونة المرحوم المهندس أحمد قطيش الازايدة والنائب عبد الله العكايلة وقدموا مرشحا مقابلي حصل على الف صوت مقابل 3000 حصلت عليها قبل أن يترك مرشحهم معسكرهم لينتقل إلى معسكر الدولة : الحزب الوطني لصاحبه عبد الهادي المجالي ).
وفي مطلع القرن الحالي أخبرني وهو مستغرق بالضحك إذ أن شر البلية ما يضحك انه جمع قيادات الحركة الوطنية في منزله وقال لهم ألا أدلكم على طريقة ننجز بها تقدما في مواجهة تغول السلطة قالوا بلى قال نلتف حول الاسلامي ليث الشبيلات كقائد. فقال لي وهو يضحك ملء شدقيه: كادوا يأكلونني! !
قبل ثمانية أعوام طلب مني الكلام في احتفال تكريمه فقلت فيه ما يلي
أبو خليل
آذار 2007
أيها الحفل الكريم
إنه لشرف كبير لي أن أقف اليوم في حفل تكريم أحد رموز نضال الحركة الوطنية الأردنية الذي كان في قمة نضالاته ومعاناته في الوقت الذي كان فيه المتكلم ينشأ صبياً ثم شاباً لاهياً في أمور الدنيا غير متفاعل مع النضال القائم إلا بالوجدان. الدكتور أبو خليل زيادين الذي تماهى اسمه على مدار أكثر من نصف قرن مع الانسانية والطهر والعفة والصلابة والثبات على المبدأ ليصبح بامتياز النموذج الذي يجب أن يكون عليه المناضل السياسي الملتصق بغاية نضاله وهدف برنامجه : الوطن والشعب .نموذج بدأ بالانقراض للأسف على مستوى الطبقة القيادية المتصدية لمطالب الجماهير وبات لا يعوض إلا بنضالات شباب حرموا مرشدين يقتدون بهم ، يحركهم صدق نية بات منطفئ الجذوة عند القدوة المرتجاة ،ليس يهمهم أن تعرف أسماؤهم كما يهم الجيل الهارم ولا أن يسموا مناضلين كما يتسابق على التسمية من لا يستحقونها ، يقدمون أنفسهم للشهادة دفاعاً عن أوطانهم في الوقت الذي تـُرك فيه أبو خليل وقليل ممن ثبتوا مثل ثباته كالأيتام على مأدبة لئام المرتدين من أهل السياسة الذين قلبوا نضالاتهم من خدمة الشعب إلى خدمة الذين يتذمر منهم الشعب. شباب لو شبوا في بيئة ملئى بالقيادات الصلبة العنيدة لوجدوا ضالتهم بالانضواء تحت أجنحتهم ولآزروهم بتضحياتهم كي يحققوا أحلامهم وأحلام أوطانهم.
إن سيرة أبي خليل طوال العقود الماضية أضافت ما يشبه أل التعريف لكنيته فأصبح أشبه بالماركة المعروفة لا يقال “أبو خليل” إلا وعرف أهل السياسة من المقصود بالتسمية. طبيب إنسان لم يترك جمهور البسطاء يوماً وبقي في عيادته المتجذرة في وسط عمان ثابتاً في ما يمثل الوجه الآخر لثباته على مبدئه الذي لم يغير فيه لونه يرتاد البسطاء من أبناء الشعب الذين أحبوه عيادته بكل يسر وبساطة ويحتاج الرفاق الذين انجرفوا إلى مرتفعات عمان الغربية لمجاهدة للنفس ولمعاناة في حال رغبتهم زيارة عيادته حيث يجلس متجانساً مع نفسه. ولعل أشد معاناة عاناها وما زال يعانيها أبو خليل ليست تلك التي انصبت عليه من حكومات وسلطات لا يتوقع من مثلها غير ذلك ، إذ هي غارقة حتى آذانها في وحل الاستخذاء للمستعمر الأجنبي ، فلم يخرجها الشعب من بعض ذلك الوحل عند إلغاء المعاهدة البريطانية حتى عادت تجري إلى بيئة الوحل الذي اعتادت عليه والذي لا تستطيع أن تعيش إلا فيه ، فالمعاناة الواردة من هكذا سلطات متوقعة لا مفاجأة فيها، إنما المعاناة الأشد التي أصابت أبا خليل والقلة القابضة على جمر الوطنية في الصميم هي تلك المتولدة عن انقلاب الرفاق الوطنيين على وطنيتهم وتركهم لمواقع الصدام والنزال التي فيها الدفاع عن الشعب ومصالحه ، خصوصاً بعد انتفاضة معان حيث سبق الشعب كالعادة قياداته الشعبية السياسية وتحرك بمطالباته المشروعة ليحصد من كان يظن أنهم معارضون الثمار زعماً أنهم هم ومن خلال ما يسمى بالديموقراطية سيحققون للشعب أمانيه . وليس هنالك بأس في أن يحصد المعارضون النتائج إن كانت الحصيدة لصالح الشعب ، أما أن تكون نتائج حركة الجماهير انقلاب المنقذين إلى مشتكى عليهم فتلك مصيبة ما بعدها مصيبة.
بعد انتفاضة معان ، معان التي كانت وما زالت حتى اليوم تمثل ضمير الأردنيين الأحرار، في عام 89 انكشف هزال قوى المعارضة التي لم تلب المطالب الشعبية المحقة بإجراء تغيرات جذرية على نظام سياسي تم تشويهه بعد رحيل الإنجليز لدرجة بات مطلباً بعيد المنال العودة إلى دستور وضع عند وجود الإنجليز عام 1952 .بل اشرأبت أعناقها فقط للتطلع إلى إشغال كراسي في نظام مشوه ، تماماً كما يفعل مهندس أحمق يتصور أن صب الخرسانة في قوالب معوجة كفيل بتصحيح اعوجاج القوالب وليس العكس.فكانت الخرسانة التي صبتها المعارضة مثيلة لتلك التي صبها من قبلها. وازداد الانهيار والتراجع وانهيار المعارضة واسكات الأقلام الحرة بالترغيب بأكثر مما استطاع الترهيب اسكاتها حتى باتت الحريات في زمن الأحكام العرفية حتى نهاية الثمانينيات متقدمة بشكل لا يقارن أبداً بوضعنا الحالي. النظام السياسي لم يزدد قوة أبداً بل على العكس من ذلك ، إلا أن انهيار المعارضة بشكل مريع هو الذي تسبب في حالة القمع والمذلة التي نراها في زمن ما يسمى بالديموقراطية. كل ذلك جرى ويجري أمام عيني أبي خليل المناضل فنحتت الأنواء حوله ما كان يبدو صخراً وعجزت عن النيل من تركيبته الأشبه بالغرانيت ، فإذا هو على غير رغبة منه أشبه بالمسلة الجرانيتية الشامخة التي لا تهنئ نفسها بجمال طولها الباسق بقدر ما تعزي نفسها وتعزي الوطن بذوبان الصخر من الجبل الذي كانت جزء منه ، جبل الوطن أحوج ما يكون إليه اليوم. وفي هذا الموضوع لنا مداخلة مسهبة في منبر آخر في هذا الأسبوع الحافل بالنشاطات في ذكرى إلغاء المعاهدة.
بقيت فائدة هامة من مناسبة تكريم أبي خليل على لسان قومي إسلامي، فائدة ننقلها إلى مستقبل أجيالنا حتى لا يكرروا مضيعة الوقت التي مر بها أسلافهم في تناحر ظن المتناحرون فيه أنهم في خندقين إيديولوجيين لا لقاء بينهما . فأبو خليل وصحبه كانوا معذورين في ما التبس عليهم من أن الإسلام يمثل قوى الرجعية عندما اصطف كثير من الإسلاميين بسذاجة مع المعسكر الغربي غير مدركين أن التناقض الحضاري الأكبر هو ذلك التناقض بين الرأسمالية المتوحشة وبين الإنسانية وكان قد ساهم في مزيد من دفع هؤلاء نحو ذلك الاصطفاف بسذاجة مماثلة تركيز كثير من قوى اليسار على محاربة الِإيمان , ولو أراد بعض المتعصبين دينياً اليوم أن ينسفوا اليساربسطحية مماثلة لفعلوا ذلك بجريرة ما يفعله الكثيرون من اليساريين الذين انهاروا وقفزوا إلى حضن العدو المعولم المعولم . لقد اكتشف أبو خليل والصادقين من أمثاله بأن الخندقة الحقيقية خندقة في داخل المجموعة الأيديولوجية الواحدة . فعقيدة الإسلام الصافية بريئة ممن يحمل لواءها مصطفاً مع قوى العولمة كما مع قوى الظلم المحلي. كما أنه ليس هنالك يسار أصيل في خندق قوى العولمة أو في الخندق الذي يهاجم فيه الشعب كما فعل البعض في أحداث معان الأخيرة التي ما قامت إلا احتجاجاً على التواطؤ المكشوف مع الأمريكان. إن ما يجمعني بأبي خليل الشيوعي الوطني المناضل أكثر بكثير مما يجمعني بمفت يفتي للظلمة ويلغي حكم الجهاد ضد الغزاة. وإن أبا خليل وأمثاله ليخدمون أهداف الحرية وحق تمكين الشعوب من السلطة السياسية المختطفة التي أتوق إليها في إسلامي السياسي أكثر من متدينين استخذوا للسلطات المحلية والعالمية. فليس ديناً دين لا يخدم الناس وليس يساراً يسار في حضن عدو الناس. إذا كيف يبقى الصادقون المنصفون من الطرفين دون فتح حوارات حقيقية يكتشفون فيها أن نضالاتهم هي نضالات وجوه لعملة واحدة وليس لعملات متناقضة، حوارات جادة عميقة تؤسس لجبهة وطنية ثم عالمية تدافع عن الإنسان والإنسانية من عولمة كادت أن تبتلع الإنسان بعد أن ابتلعت الأنظمة السياسية المتسلطة على الإنسان. إنه لشرف لي اليوم أن أطلب منكم بجني فائدة مستمرة من تكريم أبي خليل اليوم وذلك بتتويج نضالاته بإيجاد منبر ثقافي جاد ورصين يؤسس فكرياً لجبهة إسلامية يسارية عميقة الجذور طال انتظارها ولا ينوب عنها أية اصطفافات مرحلية.
أنا لم أضف إلى العزيز أبي خليل شيئا الليلة ولكنني أضفت شيئاً هاماً لنفسي بتكريم أبي خليل وإنه لوسام أتمتع به أن أحظى عند أبي خليل بالاحترام والثقة وبالمودة العميقة فشكراً له على ما قدم ويقدم لوطنه ولناسه وشكراً له على مشاعره الصادقة نحوي والسلام.
أول رد من حماس على الشتائم التي وجهها عباس للحركة
لليوم الثالث على التوالي .. ارتفاع مؤشرات الأسهم الأميركية
إربد .. إصابات بالغة بحادث تصادم بين 4 مركبات
الفيصلي يلتقي مع الصريح بدوري المحترفين الجمعة
تبادل إطلاق النار بين حزب الله والجيش السوري .. تفاصيل
43 دار نشر أردنية تشارك بمعرض مسقط الدولي للكتاب
توضيح مهم بشأن تطبيق العقوبات البديلة للمحكومين
بحث إدراج البيوت التراثية بالسجل الوطني لتعزيز السياحة
مقتل قائد دبابة إسرائيلي وإصابة اثنين آخرين بغزة
الأسهم الأوروبية تغلق على ارتفاع
العودات: الجامعات ليست بمعزل عن الحراك الوطني
الخارجية الأمريكية: واشنطن لن تتعجل في رفع العقوبات عن سوريا
تدشين محطة شمس المطار للطاقة في مطار الملكة علياء الدولي
حجز حساب بنكي لمواطن بسبب عدم استكمال إقراره الضريبي
موعد استكشاف النفط والغاز في الأردن
مصادر حكومية: الأردن أكبر من الرد على بيانات فصائل فلسطينية
ترقيات في وزارة التربية والتعليم .. أسماء
التربية تحذر المتقدمين للإعلان المفتوح .. تفاصيل
ارتفاع أسعار القهوة .. مقاطعة وتهديدات بالطلاق .. فيديو
درجات الحرارة تقارب الـ40 في هذه المناطق السبت
حالة الطقس في الأردن حتى الثلاثاء
فنان أردني يناشد:أنا مهدد بإخلاء السكن والسجن
تحذير من نقابة تجار الذهب في الأردن
تركيا:شاب ووالدة خطيبته في علاقة صادمة