الهواتف الذكية تسحب البساط من الكمبيوتر المحمول

mainThumb

08-06-2009 12:00 AM

عندما أراد كاس تساي "27 عاما" الحصول على جهاز محمول لتصفح الانترنت اختار جهاز آي فون أبل بدلا من شراء جهاز كمبيوتر محمول منخفض التكلفة..

قال تساي الذي يدرس التكنولوجيا الحيوية عن الآي فون "إنه أفضل ويمكنني حمله معي عندما أخرج. جهاز الكمبيوتر المحمول "نوت بوك" صغير ولكن لوحة المفاتيح يصعب قراءتها ولا يمكنني بحق استخدامها وأنا أتحرك".

وناس مثل تساي يمكنهم بحق تقرير من يفوز ومن يهزم في حرب هيمنة تلوح في الأفق في الوقت الذي يبحث فيه متصفحو الانترنت عن أفضل أجهزة لاسلكية يمكنهم استخدامها لدخول عالم الانترنت. ويقول مراقبون إن الهواتف الذكية يمكن أن تكون الفائز على المدى الأطول.

ومع فقدان أجهزة الكمبيوتر الشخصية لهيمنتها كنقطة العبور الرئيسية للانترنت فإن السباق ينحصر الآن بين أجهزة الكمبيوتر المحمولة والهواتف الذكية.

وقامت شركات لأجهزة الكمبيوتر الشخصية مثل آسر ودل في الأونة الأخيرة باعلان أو الارتباط بعمليات اطلاق لهواتف ذكية.

أما نوكيا أبرز ماركات الهواتف المحملة فتسير في الاتجاه المعاكس إذ تتحدث عن غزو محتمل لعالم أجهزة الكمبيوتر المحمول "نوت بوك" الصغيرة والمنخفضة التكلفة التي يمكن استخدامها لتصفح الانترنت أو تفقد البريد الالكتروني ولكن دون جميع الوظائف الخاصة بأجهزة الكمبيوتر الأكبر والأكثر تكلفة.

ويقول محللون إن الحرب التي تلوح في الأفق في هذا المجال يمكن أن تؤدي إلى منافسة أكبر في قطاعين متنافسين بضراوة بالفعل.

وتساءل بوب أودونيل المحلل بشركة "أي.دي.سي" لأبحاث السوق المتخصصة في تكنولوجيا المعلومات والاتصالات "هل تحقق نوكيا نجاحا في سوق أجهزة الكمبيوتر الشخصية؟ لا أعتقد أنها ستنجح بشكل كبير... هل تبيع شركات مثل "إتش بي" أو دل الهواتف الذكية؟ لا أعتقد أيضا. انهم يدخلون في مجال عمل مختلف تماما عن مجالهم وهو أمر يجب أن يضعه الجميع في الحسبان".

ويبدأ سعر كل من الهواتف الذكية والنوت بوك عند نحو 300 دولار تقريبا للجهاز الواحد.

وتستهدف أيضا الشركات نفس المستهلكين المولعين بالتكنولوجيا الذين يريدون الاضافة لأجهزة الكمبيوتر الشخصية العادية.

وحققت أجهزة النوت بوك نجاحا كبيرا منذ أن أطلقتها لأول مرة شركة أسوستيك التايوانية عام 2007 كما أطلقت شركات منافسة أكبر مثل آسر و"إتش بي" ولينوفو خطوط انتاجها منذ ذلك الوقت.

ولكن معظم المستهلكين قد يجدون أن بالرغم من أن أجهزة النوت بوك صغيرة بالدرجة الكافية لوضعها داخل حقيبة يد كبيرة إلا أنها ما زالت تبدو وتتصرف وتحمل كل سمات وعقبات أجهزة الكمبيوتر الشخصية.

وتساءل وارن لاو المحلل بماكواير سكيوريتيز "هل يمكن لجهاز كمبيوتر شخصي أن يعمل في ثوان ويزودني بالمعلومات التي أحتاجها بينما أنا أسير في الشارع؟ على الأرجح لا وأعتقد أن لهذا السبب الهواتف الذكية ستكون الأفضل على الأرجح فيما يتعلق بسهولة الحركة. النوت بوك ما زال جهاز كمبيوتر شخصيا وأنت بحاجة إلى أن تجلس في مكان ما لكي تستخدمه. هذا ليس تحركا".

ويقول محللون أيضا إن نجاح النوت بوك يعود بشكل كبير إلى خفض الانفاق الاستهلاكي نتيجة للتباطؤ الاقتصادي العالمي وليس لكونه أفضل وسيلة لتصفح الانترنت.

وقال المحلل ماثيو ويلكينز من مؤسسة آي سابلاي للأبحاث "لأن الدافع المالي هو العنصر الأساسي في ارتفاع مبيعات أجهزة النوت بوك فمن المرجح أن تتباطأ المبيعات عندما يتحسن الاقتصاد ويتوفر المزيد من المال لدى المستهلكين".

وتتوقع المؤسسة أن يتباطأ نمو مبيعات أجهزة النوت بوك إلى 13 بالمئة في عام 2013 مقارنة مع 68.5 بالمئة العام الحالي.

وعلى النقيض فمن المتوقع أن تزيد نسبة الناس الذين يتصفحون الانترنت عبر هواتفهم المحمولة بأكثر من 25 بالمئة سنويا لتصل إلى أكثر من مليار مستخدم بحلول عام 2011 في إشارة إلى أن هذا القطاع سيحافظ على الأرجح على نموه لفترة أطول من الوقت.

ويمكن أيضا أن يعوق غياب امدادات موثوق بها للطاقة من نمو النوت بوك في الأسواق الناشئة حيث يفضل العديد من المستهلكين امتلاك هاتف ذكي يسمح لهم بتصفح الانترنت طول اليوم عن امتلاك جهاز كمبيوتر تفرغ بطاريته خلال ساعات.

ويقول محللون إن نسب متصفحي الانترنت عبر الهواتف الذكية قد تزيد عن ذلك أيضا مع تعليق معظم شركات الهواتف المحمولة مثل "إل.جي الكترونيكس" وموتورولا و"إتش. تي.سي" آمالا كبرى على الهواتف الذكية.



تعليقات القراء

لا يوجد تعليقات


أكتب تعليقا

لا يمكن اضافة تعليق جديد