خطاب الانتخابات الرسمي .. انفصام سياسي

mainThumb

23-10-2007 12:00 AM

تحفيز الاحزاب والشباب على المشاركة محاولة لتحسين الصورة الاعلامية

وزارة التنمية السياسية التي تعرضت للاقصاء والتهميش منذ استحداثها تحاول رغم اجواء الاحباط واليأس المرافقة لفشل مشروع الاصلاح السياسي ممارسة دور تنويري وتثقيفي في موسم الانتخابات النيابية الذي انطلق اخيراً.

فقد اطلقت الوزارة بالامس, برنامجاً حول "الانتخابات النيابية والمسؤولية المجتمعية يتضمن 3 ورشات عمل حول دور الاحزاب السياسية والمنظمات المدنية والشباب في الانتخابات.

حفل اطلاق البرنامج حظي برعاية رئيس الوزراء الذي القى كلمة في الجلسة الافتتاحية, كما القى وزير التنمية السياسية الدكتور محمد العوران كلمة بالمناسبة وسط حضور ممثلين وقادة في احزاب معارضة ووسطية وشخصيات سياسية الى جانب المسؤولين الحكوميين الملزمين بالحضور بسبب مواقعهم الوظيفية.

الخطاب الرسمي الذي استمعنا اليه من الرئيس والوزير ومواضيع البحث في ورشات العمل, كانت بمجملها مناسبة مثالية للتعرف على حالة الانفصام السياسي في الخطاب الانتخابي الرسمي.

فبينما يدور الحديث عن دور الاحزاب في تشجيع المواطنين على المشاركة في الانتخابات وتحفيز الشباب على الانخراط في العملية الانتخابية وتحريضهم على التمرد على الاطر العشائرية و"مرشحي الاجماع العشائري" يتجاهل اصحاب الخطاب الرسمي ان قانون الانتخاب الساري لا يعطي الاحزاب اي دور قانوني في الانتخابات وان الحراك الانتخابي الجاري وبحكم القانون محاصر بمفاهيم عشائرية وجهوية وطائفية واقليمية. فأي دور ممكن لشاب يعود الى دائرته الانتخابية ولا يجد سوى اجواء التحشيد خلف مرشح العشيرة واذا كان هذا الشاب لا ينتمي لعشيرة كبيرة فليس امامه هو وعشيرته سوى الانكفاء عن المشاركة او الالتحاق بمرشح العشيرة الاكبر مقابل وعود بخدمة او وظيفة.

زميلي وصديقي الاستاذ احمد ابو خليل يجري دراسة ميدانية حول الانتخابات النيابية تتطلب منه حضور معظم الاجتماعات العشائرية والمناطقية قبل واثناء الحملة الانتخابية, وقد حضر بالفعل عددا كبيرا من الاجتماعات, وخرج باستنتاجات مؤلمة وخطيرة. فقد لاحظ مثلا ان هموم الاردن ومشاكله على كثرتها, لا تحظى باي اهتمام عند المتنافسين للفوز بلقب مرشح الاجماع, كما ان المطالب الخدمية للمحافظة او اللواء غائبة تماماً عن ذهن المرشحين. فمن يقدم نفسه باعتباره الممثل الافضل للعشيرة او المنطقة او العائلة كما هو الحال في عمان هو الاوفر حظاً للفوز بالسباق.

حتى في دوائر العاصمة التي امتازت حملاتها الانتخابية في السابق بنكهة سياسية ووطنية يجد المراقب انها تراجعت كثيراً هذا الموسم وطغت اخبار شراء الاصوات على السجالات الوطنية والهموم العامة.

ان نظرة عامة على اليافطات المعلقة في الشوارع تكفي لادراك مستوى التدني في الخطاب الانتخابي الذي تغيب عنه القضايا الوطنية لحساب عبارات المجاملة الركيكة لاستمالة قلوب الناخبين.

وسط هذا المشهد المأساوية تحاول الجهات الرسمية التغطية على فشلها في انجاز قانون انتخاب عصري وديمقراطي عبر اقحام الاحزاب والشباب في المشهد لتحسين الصورة الاعلامية للانتخابات. لكن الواقع سينتصر. وبعد فض "السامر" ستجد الاحزاب وكل فئات المجتمع الطامحة بالاصلاح والتغيير تخرج من "المولد بلا حمص" وان كل هذه المجاميع مجرد "كومبارس" في عرس انتخابي يحدد قانون رجعي منذ الان مخرجاته.



تعليقات القراء

لا يوجد تعليقات


أكتب تعليقا

لا يمكن اضافة تعليق جديد