اعتذار الجزيرة الباهت

mainThumb

08-03-2008 12:00 AM

قناة الجزيرة ، لم تجد وسيلة لاطفاء غضب الناس ، سوى الاعتذار الباهت وغير الكافي ، عبر موقعها الالكتروني ، فهي سمحت لفيصل القاسم ان يمرر كل هذه الاهانات والاساءات لله والرسول والقرآن ، في حلقة الاتجاه المعاكس ، ثم اعتذرت عبر موقعها ، وهي كمن يسبك امام عشرات الملايين ، ثم يعتذر لك منفردا ، وفي الظلام.

مشكلة قناة الجزيرة ، انها تعتقد ان عاصفة الغضب ، جراء ما قام به اتجاه فيصل القاسم ، تأتي لاسباب سياسية ، وان اطرافا وعواصم عديدة ، تريد تصفية حساباتها السياسية مع الجزيرة ، عبر استغلال "سقطة الجزيرة"في قصة الذات الالهية والرسول والقرآن ، وقد قلت في مرة سابقة ، ان الجزيرة تستغرق هنا حتى في توظيف هذه الاهانات من اجل الدعاية لها ، في ظل هذه الظروف ، وعليها ان تصحو من غفلة هذا التفسير السطحي ، للامور ، حتى لو كانت تبث مشاهد مجازر غزة ، فهذا لا يغطي على حقيقة المشكلة.

اذا كانت الجزيرة مثل "زمزم"في الاعلام العربي ، فقد بال فيصل القاسم في هذه البئر ، بفعلته وهو يدير الحوار ، وقد كان بامكانه ان يدير الحوار بطريقة مختلفة ، او يتعمد من الاساس ان يحضر محاورا متخصصا وقادرا على الرد ، على الوجه القبيح الذي استضافته ، ليشتم الاسلام في عقر داره ، والغريب ان الجزيرة ، التي تطرح - كما تقول - خطا ملتزما تسمح بكل هذا ، مثلما سمحت سابقا ، وكل ليلة باستضافة شلومو ومردخاي ورفاقهما في تل ابيب.

اعتذار الجزيرة غير كاف ، وهو اعتذار باهت ، وناقص ، ويدل على ان القناة غير معترفة بما جرى ، والا بماذا نفسر ، الرد بعيدا عن الشاشة ، بماذا نفسر عدم تغييب نجم "الزعيق"الاول في العالم العربي فيصل القاسم ، عن الشاشة ، وفي دول اخرى يستقيل رؤساء حكومات ، ويسقط رؤساء دول على مثل هذه الاهانات ، غير ان الجزيرة فضلت ان تحتفظ بفيصل القاسم ، وفي المقابل تجرح ملايين المشاهدين برؤيته مجددا ومجددا.

حسنا ، ليخجل كثيرون منا ، ولا يسمحوا لانفسهم بالمشاركة في برامج الجزيرة ، واعجب من الثوريين والمنظرين ، وكل اولئك الذين سيظهرون في مشاركات عبر الجزيرة ، وعلى نقابة الصحفيين لدينا ، وبقية النقابات ، ان تعلن عن مقاطعة القناة ، واعداد قائمة سوداء تضم كل اسم مشارك اردني ، واعتبار ان المقاطعة قرار نقابي ، تعاقب بموجبه النقابات كل عضو يظهر على القناة من اجل ان تراه خالته وعمته ، او من اجل تذكرة سفر وبضعة دولارات يقبضها الضيف خلال زيارته لقناة الملح هذه.

لا تترك الجزيرة شريطا للقاعدة او للجماعات الاسلامية ، او ثوريا الا وتدعمه ، لتبدو بصورة ام الاسلام والمسلمين ، لكنها فجأة تنزلق وتسمح باهانة الرسول ومس الذات الالهية والقرآن ، فلا تعتذر الا عبر سطور في موقعها الالكتروني ، والفاعل طليق خرج على الشاشة ليزعق مجددا حول حلقاته المقبلة ، واذا كان البعض مفتونا بتغطية الجزيرة لقضايا عربية واسلامية ، فكيف يفسر المفتون ، سكوت القناة على ما فعله فيصل القاسم ، ثم الاعتذار في الظلام.

هي خطيئة كبرى ارتكبتها الجزيرة هذه المرة ، وعلينا ان نقاطعها ، بقرار نقابي جماعي ، ومبروك على الجزيرة فيصل القاسم ، الذي هدم سمعة القناة التي تعبت عليها سنين طويلة.

m.tair@addustour.com.jo



تعليقات القراء

لا يوجد تعليقات


أكتب تعليقا

لا يمكن اضافة تعليق جديد