الطفل محمد الشواهين

mainThumb

07-03-2008 12:00 AM

منذ مساء السابع عشر من شهر شباط الماضي خرج الطفل محمد الشواهين ابن السنوات الخمس من منزله ليلعب مع اصحابه قرب بيت اهله في شارع فلسطين في اربد، لكنه غاب منذ ذلك اليوم عن امه وابيه واخواته، ولم يعد الى بيته تاركا اسرة حزينة، فهو ابنها الوحيد الى جانب بنات ثلاث.

ومثلما تعاطفنا جميعا مع العائلات الاردنية التي فقدت اطفالها في حادث السير المروع على طريق جرش وغيره من الحوادث فإن من الواجب ان تجد عائلة الطفل محمد تعاطفا واهتماما وجهدا مساندا لها في البحث عن ابنها الذي نتمنى ان يعود الى بيته وعائلته ورفاقه.

فالغياب لا يقل في ألمه عن الفقدان، ولو تخيل احدنا انه اب او ام او شقيق طفل مفقود لذهبت به الافكار والهواجس في مصير هذا الطفل، والجهة او الشخص الذي اختطفه، وكيف يأكل ويشرب وينام. والحكاية هنا تخص طفلا صغيرا لا يزيد عمره عن خمس سنوات يحتاج الى كل حنان ورعاية، طفل يؤذيه اي شيء ويرعبه كل شيء، وحتى لو كان مختطفا من قريب، فإن مجرد تركه لبيته وامه وابيه يجعله يعيش رعبا، فكيف لو كان سبب الفقدان من غريب او مجرم.

مثل هذه القضايا ليست شخصية او خاصة بعائلة الطفل، لكنها قضايا رأي عام تخص كل المجتمع، لأن اي سبب لفقدان وغياب هذا الطفل لا يُفقد قضيته هذه السمة، فلو تعرض مثلا لدهس وخاف الفاعل من العقاب فهرب به فهي جريمة مركبة، ولو كان اختطافا لأي سبب آخر فهذا سلوك اجرامي لا تقتصر آثاره على عائلة محمد الشواهين فحسب، وانما يمكن ان يكون ضحاياه اي طفل او طفلة في اي بيت او مدينة او قرية اردنية.

يفترض ان لا يقتصر الأمر على التضامن الانساني على اهميته وضرورته، بل ان يتم التعامل مع مثل هذه القضايا بحزم من كل المجتمع والتصدي لها كقضايا رأي عام.

مرور الزمن يعمق معاناة هذه الاسر وينزع الفرح بل الحياة من داخلها ومحيطها، ويقدم لمن اقترف هذه الجريمة وقتا اضافيا قد يحاول استغلاله للتغطية على ما فعل.

ومثلما وقفت جهات مختلفة متضامنة مع عائلة الشاب حكمت قدورة احد ضحايا حوادث السير، ومع غيره من الضحايا، فإننا ندعو الجميع للتضامن مع الطفل محمد الشواهين ليس فقط بما يخصه ويخص عائلته، بل تضامنا مع مجتمعنا وأنفسنا وحربا على هذه العقلية غير الانسانية التي تعبر عن ذاتها بالاعتداء على طفولة طفل بريء، ومثلما وقفنا جميعا نطالب بتشديد العقوبة بحق المستهترين في قضايا المرور فإننا يجب ان نتفق على الحزم والعقوبات الرادعة لمثل هذه الجرائم المركبة، والتي مهما كانت مبرراتها انتهكت طفولة بريئة وزرعت حزنا واضطرابا في حياة عائلات بريئة ايضا.

sameeh.almaitah@alghad.jo



تعليقات القراء

لا يوجد تعليقات


أكتب تعليقا

لا يمكن اضافة تعليق جديد