أيها الجاحدون (الأردن لا يسألكم إلا المودة في القربى )

mainThumb

14-03-2015 08:14 PM

قدر الأردن أن يكون قلب العالم العربي النابض بالعروبة الصافية وبجواره نيرانا لا تبقي ولا تذر, وفتن كقطع الليل المظلم تهلك الحرث والنسل  حتى أصبح محيطه العربي  ممزق الأطراف لا يقوى على حماية أبناءه وإطعامهم بعد أن كان بالخيرات يفيض, وأصبح الناس فيه لا يأمنون على نفس أو روح أو عرض, ومن رحمة الله تعالى بالأمة أن بقي الأردن واحة أمن واستقرار في محيط ملتهب تتقاذفه أمواج الفتن من كل جانب ..

 وفي ظل هذا الواقع لم يتوانى الأردن - الصغير بموارده وأرضه الكبير بمواقفه وشعبه وقيادته - عن القيام بواجبه ولو كان على حساب أبناءه ورغم شح مياهه إلا انه كان وما زال يسقى الشارد والمهاجر واللاجئ عذب المياه,  ورغم الحاجة والفقر نراه يتقاسم معهم رغيف الخبز ضاربا  مثلا من أروع الأمثلة التي عرفت في التاريخ حتى أصبح المواطن أقل عدد ومالا من الضيوف القادمين إليه وأقول الضيوف لأننا لم نستغل ضعف الضعيف وفقر الفقير وحاجة المحتاج فأصبحنا شركاء معهم في كل شيء ولنا الشرف في ذلك ...

 في الأردن جنود على الحدود يستقبلون اللاجئين ويحملون الصغير والعاجز, ونشامى الجيش العربي يرافقونهم إلى مقرات تحترم كرامتهم الإنسانية مجهزة بما يحتاجه الإنسان للمحافظة على كرامته, وملائكة الرحمة من الأطباء والممرضين يقدمون الإسعاف والعلاج للمحتاج ,ومدارسنا فتحت أبوابها ليجلس على المقعد الواحد أردني وسوري وعراقي وأردني وفلسطيني وأردني ..

ولم يقف دور الأردن عند هذا الحد من استقبال وعون من ضاقت عليهم ديارهم وبلادهم من الفقراء والبسطاء, بل كان وما زال موئل الأحرار من كل العرب فهو قبلة المناضلين عن الحق العربي الذين تم استهدافهم لإسكاتهم وقمعهم من قبل المليشيات الطائفية التي أحيت الكره والحقد الدفين وكأننا في زمن يزيد والحسين  ليصبح الكره نيرانا تكوى بها شعوب لا ناقة لها ولا جمل بما حدث.

ان دور الأردن هذا ما هو إلا استكمالا لرسالته العظيمة ويشهد غور الأردن ووديان فلسطين وجبالها وسفوحها على اختلاط الدم الطاهر من المجاهدين والشهداء والمناضلين بتراب الأردن  وفلسطين الطاهر حتى أصبح كل شبر من أرضه ممزوجا بدم ورفات الأحرار وكان آخرهم جسد شيخ المجاهدين في أرض الرافدين الشيخ الدكتور حارث الضاري الذي كان قدره أن يكون وريث أسرة مجاهدة ومناضلة للاستعمار الأجنبي منذ مطلع القرن وحاملا لواء النضال ومقاومة الاحتلال الأمريكي المعاصر ومليشيات إيران الفارسية .

ما جزاء الأردن بعد كل هذه المواقف المشرفة تجاه  إخوانه الفلسطينيين والسوريين والعراقيين والليبيين واليمنيين وكل الشعوب العربية ؟

لا شك أن العقل الصحيح يقول الوفاء له ولترابه ولشعبه وقيادته.

وأما العقل الفاسد والقلب المريض فيقولان غير ذلك ويحدثان أصاحبهما بالتمني بأن يلحق الأردن من الشر ما لحق بغيره من أشقاءه والسعي لخراب مؤسساته وتدمير موارده –لا سمح الله –وللأسف فإن الأردن العظيم بمواقفه يصدق عليه المثل القائل (مثل خبز الشعير ماكول مذموم ).

فبعض الدول وأشباه الدول  التي لم تستقبل لاجئا واحدا ولم تقم بواجبها تجاه أبناء جلدتها من العرب- ويطبل معهم ويردد بعض الفئات من أبناء الوطن المغرر بهم - يحاولون الانتقاص من قدر الأردن والتقليل من شأنه وإنكار مساهمته في تضميد جراح إخوانه, بل زاد الأمر على ذلك بأنها تتهمه  باستغلال جراح العرب للحصول على المساعدات الدولية التي وبدون شك لم تسد الحد الأدنى مما يحتاجه اللاجئون في الأردن مما أضر بالبنية التحية للأردن واستنزف موارده المختلفة, ونحن لا نضجر أبدا فما كنا يوما ولن نكون إلا في الطلائع المباركة التي تقدم دون انتظار رد الجميل.

أخيرا فإنا لا نسأل الجاحدين والمنكرين والمشككين والمتربصين بنا إلا المودة في القربى .

حمى الله الأردن من شر كل ذي شر



تعليقات القراء

لا يوجد تعليقات


أكتب تعليقا

لا يمكن اضافة تعليق جديد