الطاغية الغاضب
لا يساور أي مراقب محايد,وموضوعي الشك, أن السيد رجب طيب إردوغان الذي قضى في السلطة أكثر من عقد من الزمن,أخذه الإحساس بالعظمة الذاتية وساقته نتائج الانتخابات التي كان يفوز بها بفارق ضئيل إلى الاعتقاد بأنه القائد الموعود,وأن زعامته مباركة من السماء,نزلت على الشعب التركي الذي مارس العلمانية لعدة عقود خلت.
ويلاحظ المراقب لمسار السياسة التركية ومواقف تلك السلطة من الأزمة السورية,ومن القضية القومية الكردية,ومن المعارضة المحلية ومن التيارات الدينية التي لم تبايع السلطان بالطاعة والولاء, مراقبة بالصدفة كيف تنامت الذات الطغيانية,وتراكمت المشاعر الأنوية للسيد إردوغان,كما بدت عليه من تصريحاته المتعلقة بالقضايا المحلية,وموقفه من الثورة المصرية وعدائه السافر لسوريا وشعبها.
لم يكن حكم التاريخ المتعلق بنهاية الأيدولوجيا مجرد رأي يقبل الصواب والخطأ,وإنما ارتبطت تلك النهاية بتنامي الوعي العام بحقوق الفرد – المواطن بالحريات الأساسية,وبحقوقه الكاملة الثقافية واللسانية والتراثية وإقرار التعددية في خيارات المجتمع وقراراته التوافقية.
ومن نتائج تلك النهاية تلاشي المبادئ الأممية الوهمية, وانزوت مبادئ الاختزالية لإرادة الشعب,وادعاء تمثيله والتصرف نيابة عنه,في زوايا شديدة البرودة والبلادة, كما انطوت بالتجربة القاسية صفحة المبادئ الشمولية , وهزمت والمبادئ الشوفينية وحملت المبادئ النازية لعنة أبدية على أصحابها,والتوقف عن ممارسة سياسات أبوة السلطة,وعمليات الاحتواء والتهميش,والإقصاء والتعالي والتحايل على القيم الديمقراطية بالتباهي (بديمقراطية الانتخاب,أو ما سميت بديمقراطية الصندوق) والتغني بأمجاد القادة,والادعاء بتبني أهداف الشعب ومبادئه الإيمانية والدنيوية نيابة عنه,والتفرد بصنع القرارات التي تتعلق بمستقبل المواطنين ومصير الوطن.وكان حكم التاريخ في هذه الأوضاع حكماً صارماً,لم يعد بقدور أي سياسي مهما غالبته أنانيته,ومها تعاظمت في ذاته الأنا المتضخمة تجاوزها.
لم ينجح السيد إردوغان,الذي لم يتعظ فيما يبدو الأمر عليه,بحكم التاريخ الذي أشرنا إليه في الفقرة السابقة,لم ينجح في مساعية,على الرغم من كل الجهود المضنية التي بذلها,والتصريحات الودية منها والغاضبة.الانضمام للاتحاد الأوروبي,وتركيا عضو رئيسي في حلف الناتو!.ولم يستطع في تصريحاته الغاضبة الانفعالية من تجنب التلميح المباشر إلى التبرير الطائفي الذي تعمر به عقلية طغيانية توهمت استعادة السلطنة العثمانية بالاستقواء المستفز على بعض الدول العربية.فدار في بحثه عن تفريغ طاقة توهم العظمة إلى سوريا ليجعل من تركيا قاعدة يورو- أميركية سياسية,إضافة إلى القاعدة المرتبطة بحلف الناتو لغزو سوريا وتدمير كيان الدولة وجعله نهباً للمرتزقة وللقوى الاستعمارية وموالييها من بعض العرب,وللترصد الصهيوني المتتبع لعملية تدمير البنى السورية وقواها العسكرية والاقتصادية والاجتماعية المُخططِة والداعمة لمرتزقة لم يتورعوا عن تسليم راية حريتهم إلى عدو تاريخي مستوطن بأرض فلسطين العربية المقدسة, لها والرافعه للراية الصهيونية المحتلة بالتوازي مع راية (ثورة الشعب السوري!!!).
ترعى تركيا إردوغان وحزبه المسمى العدالة والتنمية الإرهاب علناً ودون خجل ما دام الأمر يتعلق بالعدوان المستمر على سوريا,فالطاغية شديد الغضب على كل من لا يسمع كلامه وينفذ رغباته,وهو يصيح ليلاً ونهاراً بضرورة هدم الكيان السوري ولم نسمع له صوتاً ولو خجولاً يتوعد به الكيان الصهيوني أو يشترط على الدول التي ترميه بالمخادع وقف العدوان الصهيوني أو إجباره على تنفيذ أي قرار من قرارات الأمم المتحدة لصالح الشعب الفلسطيني وقضيته.
في الديمقراطية الأردوغانية,أعلى نسبة من المعتقلين من أصحاب الرأي ومن المفكرين والصحفيين الأتراك.ويعمل على ترويض القضاء,وتنقية جهاز الشرطة من القيادات التي أدت واجبها الوظيفي الأخلاقي في كشف فساد وزراء إردوغان وفساد إبنه ,وفي عرف إردوغان المحبط, يحاول الصحفيون الانقلاب على الحكم (اتهام لا مثيل له في تاريخ الشعوب على مر الأزمان).فقد سمعنا عن تحركات عسكرية لقلب نظم حكم,وتأمر الاستخبارات الأميركية في فعل ذلك عن طريق الدعوات الكاذبة إلى الحرية,أما صحافيون يسعون يتآمرون على قلب نظام الحكم فتلك (منحة فكرية) من زعيم يباهي بأنه منتخب من (الشعب) عدة مرات.
ولم تحمل قواميس المصطلحات السياسية ومفرداتها,أو مفاهيم الديمقراطية ومعانيها أن المعارضة السياسية إرهاب!!وأن غولن (أنصار غولن هم من منحوه النجاح في الانتخابات,وهم أعضاء في حركة إسلامية دعوية ثرية)المقيم في بنسلفانيا (في الحضن الأميركي) إنما هو إرهابي خطير لأنه يتجرأ على انتقاد السلطان,وإنه يعارض سياسات الفشل الدائم التي تقود تركيا إلى مصاف الدول الفاسدة المعادية لجيرانها ,المتواطئة مع أعدائهم,وترك المصير التركي رهناً برغبة طاغية مستبد لم يفلح بغير الفشل والتخبط في سياساته وفي تصريحاته وفي سلوكه الذي لم تسلم منه تركيا الداخل بمعارضيها ونسائها ووطنييها وعلوييها وأكرادها,يبدو وإنه أصيب بجنون العظمة في التباهي بقصره الجديد الذي كلف مئات الملايين من الدولارات ويحتوي على 1150 غرفة (كما وضح إردوغان نفسه مصححاً العدد 1000غرفة) ولم يحترم جوار ولا معاهدة أو التزام كما يفعل الساسة المحترمون.
وهو أي السيد إردوغان لم يتورع عن القول بأن المعارضين والمتظاهرين ضد النظام هم لصوص وارهابيون وجب قتلهم بما فيهم الأطفال,وقد فعل ذلك بواسطة أجهزة أمنه, وهو السياسي المحبط من فقدان القدرة على تحقيق النجاح في كل سياساته وأطماعه الشخصية.وها هي تركيا تنحدرفي نظر العديد من المراقبين والمحللين, في علاقاتها وفي اقتصادها وفي سمعتها الدولية إلى مصاف النظم الفردية التي تستعدي شعبها على مناهجها المتخبطة الخطوات والمراحل.وللرجل تصريحات عن المرأة وعن عدد أفراد الأسرة بما يعيد ذكرى الرحوم القذافي!!!
تفويض مكتب النواب الدائم لتشكيل لجنة الرد على خطاب العرش
ولي العهد ينشر صورا مع الأميرة رجوة في افتتاح مجلس الأمة .. شاهد
المراعية ونفاع مُساعدان لرئيس مجلس النواب
الأمير الحسن يختتم زيارة عمل إلى اليابان
الإفراج عن صحفي أردني معتقل في سوريا منذ 2017 .. صورة
عملية جراحية نوعية في الميداني الأردني جنوب غزة/٤
البدء بتركيب أجهزة الدفع الإلكتروني بباصات الكوستر
إعلان نتائج كميات غاز حقل الريشة الثلاثاء
رئيس الوزراء يهنّئ الصَّفدي بانتخابه رئيساً لمجلس النوَّاب
الخصاونة النائب الأول لرئيس النواب والهميسات الثاني
تأجيل تطبيق لائحة الأجور الطبية الجديدة إلى منتصف 2025
ماذا قال العرموطي بعد خسارته انتخابات رئاسة النواب
المعاصر تحدد أسعار تنكة زيت الزيتون في الأسواق
هام من أمانة عمان بخصوص ضريبة المسقفات
تعميم من البنك المركزي إلى البنوك
شائعة وفاة ملك جمال الأردن تتصدر المواقع
مهم قبيل مباراة النشامى والكويت
جامعة اليرموك تطلب أعضاء هيئة تدريس .. رابط
التسعيرة المسائية .. انخفاض كبير بأسعار الذهب محلياً
تفاصيل الحالة الجوية من الأربعاء حتى الجمعة
تفاصيل المنخفض الجوي القادم إلى المملكة ..
تشكيلات وإحالات للتقاعد في التربية .. أسماء
مقابلات وامتحان تنافسي وشواغر .. تفاصيل وأسماء
البنوك تلتزم بتخفيض أسعار الفائدة للأفراد .. تفاصيل
إغلاق 35 مقهى في عمان .. تفاصيل