القمل ذريعة .. فليُه إفشاء محبة وإبداء اهتمام - أحمد الشيخاوي

mainThumb

24-12-2014 07:05 PM

قد انقرضت سلوكيات جمة تحمل في طياتها متعة ومفخرة الإنتماء إلى الموروث العربي الزاخر بالعادات والطقوس المحتفية بالعمق الإنساني قبل أي شيء آخر، ويعزى ذلك إلى العديد من الأسباب المتداخل فيها الإجتماعي بالإقتصادي بالسياسي،وأهمها إشكالية التبعية العمياء كغربال يحجب النهل من إيجابيات روح العصر ويسمح فقط بمرور سموم المادية المخدرة والقاتلة . هناك إستراتيجية محكمة تخدم مصالح الآخر/الغرب وما والاه،ويتم بواسطتها الكشف عن المواطن الممكنة من طمس الهوية في العالمين النامي والمتخلف.


إنه مع كامل الأسف وحتى عهد قريب،على السلط السياسية فى البعض من بلدان التبعية ،سجل التاريخ  المنصف ، التواطئ المخزي  بشأن اعتقالات سياسية وتصفيات جسدية لأدمغة وازنة وطاقات تعارض نظم الحيلولة دون الرقي بالمواطن على كافة المستويات ،ولم تكتب النجاة إلا لثلة قليلة نفذت بجلدها إلى العالم المتطور كمستفيد أكبر من عبقرية وذكاء أصحابها.


وحاليا اتخذت منحى مغايرا، أشكال التكريس لإلغاء دور من هم من هذه الطينة النادرة والخارقة ، وبات التخدير يعتمد أساليب ومناهج لصنع الموت البطيئ ،ومعظمها يلتقي عند نقطة غاية في الخطورة والحساسية، إنها معضلة تمرير السموم في أظرفة معسولة مقننة مشتهاة تغزو عقر دار العربي البسيط والأمي في كثير من الأحيان، فتفعل به الأعاجيب،الغاية من خلفها بادية للعيان لكنه لبوس القابلية لتقمص دور الضحية حين يلفت نظرها عن مكمن الخطر سحر الطعم،الغاية بينة جلية، والغرض المخطط له رام إلى تفكيك الأسر كنواة لبناء المجتمعات ،والأسر السليمة تعني وطنا سليما وهكذا...


هذا وأختم بالرمزية التي عنونت بها مقالي المتواضع هذا، لأشيد بأهل الثبات على المبدأ والموت دون التراجع عن القناعات الراسخة المتغيى منها وضع الأصبع على منبت جراحات "الأمة" بغية تشخيص الداء وفق ما يقتضي إيجاد الحلول الجذرية والناجعة له وكأن الأمر برمته لا يتخطى كونه أبعادا وفحوى عميقا يحتاج إلى تأويل حسب تنوع القدرات،يختزلها العنوان أعلاه..


ضمن دائرة مراعاة هذا حلال وضديده حرام ، ووقفا على  ما تمليه مرجعيتنا الدينية الإسلامية التي نعتز بها أيما اعتزاز أقول:


ما أجمل مشهدا يجسد ارتماء الزوج بين أحضان زوجته، وقد نهل من إفرازات الحضارة ما يؤشر على نقاء مظهره كما سريرته و رقيه بكل ما تحمل الكلمة من معنى،يرتخي في حجر حرمه المحبة المتفهمة المسؤولة غير المقلدة،لتعبث بشعره مليا،فيما يتملاها هو ثملا بنعمة الإقتران بها والمبارك من فوق سبع سماوات، ومن ثم يقرأ في براءة عينيها: "القمل ذريعة .. فليه إفشاء محبة وإبداء اهتمام..
 



تعليقات القراء

لا يوجد تعليقات


أكتب تعليقا

لا يمكن اضافة تعليق جديد