القرضاوي يغزو مناهِجَنا !!

mainThumb

23-12-2014 08:51 PM

لقد كشفَ ما يُسَمَّى بالربيع العربي بعض الرؤوس التي تعشقُ الفتنَ وتَتَطَلَّعُ إلى بحور الدماء في ديار السنَّة ، وممن فاز بالقدحِ المُعَلَّى في باب الفتن ، وخاض البحرَ الخِضَم حتّى روَّى الأرضَ من دماء الأبرياء بفتاويه الشيطانية والخارجية ، المدعو يوسف القرضاوي ، فهو يتلون كما تتلوَّنُ الحرباءُ حسب المصالح ، وحسب ما يطلبُهُ أسيادُهُ الرَّوافض منه ، وأمرُهُ واضحٌ عند العقلاء والفُطناءِ ، ولا يدافعُ عنه إلا أحدُ رجلين إما جاهلٌ بأمرِه ، أو مُتَحَزِّبٌ مع حِزْبِه الإخواني المرير .

ونحن نعلمُ أنَّ المناهج التعليمية التي ينشأُ عليها أبناؤنا في الأردن في مراحله الدنيا والوسطى والعليا ، يجب أن تكون نظيفةً من دسائس الإخوان ، ومن تلميع رموز هذه الزمرة التي جرَّتْ على الأمَّة الويلات في هذا العصر ، فَكُلُّنا عجبٌ كيف تتسلَّلُ أسماءُ هؤلاء الخوارج - أتباع ذي الخويصرة التميمي - إلى فَلَذات أكبادِنا ، وأطفالنا الأبرياء ، فإلى الأن تطرقُ أسماعَ أطفالنا في الصفوف الإبتدائية مواضيعُ يوسف القرضاوي الفَتَّان ، ففي كتاب التربية الإسلامية للصف السادس الفصل الأوَّل في الأردن قصيدةٌ ( مسلمون ) للقرضاوي ، وكأنَّ القرضاويَّ هو من جاء ليُعَلِّمنا الإسلامَ والقصيد !

وهو الذي شَوَّه صورة الاسلامية الحقيقة ، وجعل الاسلامَ ذبحاً وقتلاً بين المسلمين ، فلا أدري لماذا توضعُ له قصائدَ ، ويُزْبَرُ اسمُهُ في كتاب التربية الاسلامية الذي نرجو منه تَنْشِئَةَ الأجيال تَنْشِئَةً حسنةً فيها الخيرُ لهم ولمجتمعاتهم ؟! فهل خلا تاريخُنا من العلماء الحقيقيين ، ومن الشعراء الأفاضل الذين يدعون إلى الأمن والأمان ، وإلى تفويت الفُرَصِ على الأعداء ؟! من عدم إثارة الفتن والثورات التي أفرزتْ الجُثَثَ والفقرَ والتَّشَرُّدَ والأحزان ، كُلُّها من تحت عباءةِ القرضاوي ، وزمرةِ مشايخ الإخوان المسلمين !
وهذه القصيدة القرضاوية إنما تدعو الى تربية الاخوان ،وغرس بذور الثورات في قلوب الصِّغار ، والدَّوْلَةُ تنفقُ الأموالَ على ما يَجُرُّ عليها ، وعلى شعبها الويلات من حيثُ لا تدري ، فانظر إلى النَّفَسِ الإخواني في هذه الأبيات :

مسلمون مسلمون مسلمون
...... حيثُ كان الحقُّ ، والعدلُ نكونْ

نرتضي الموتَ ، ونأبى أنْ نَهون
...... في سبيل اللهِ ما أحلى المنونْ

نحن بالإيمانِ أحيينا القلوب
..... نحن بالإسلامِ حرَّرْنا الشعوبْ

ففي البيت الأوَّل الدندنة على الحقِّ والعدل ، وهو شعارُ الإخوان ، وهم أبعدُ الناس عن الحقِّ ، والعدل ، ولكن يستعملون هذه الألفاظ الرَّنَّانة كي يستعطفوا العوام ، والأغرارَ ، وهذا يُذَكِّرُنا بِزَعيمهم الأوَّل ( ذي الخويصرة التميمي ) عندما اعترضَ على سيد الخلق ، وأعدل البشر ، فقال له : ( اعدلْ ) !

فشعارُ العدل مصيدةٌ ، يصطادون بها ، ويَخِبُّون براية العدل حتَّى يصلوا إلى مآربِهم الدنيوية ، وجيفتهم الحيوانية .

وفي البيت الثاني يدعون إلى الموت وإلى سلوك سبيل المنون تعرفون ضدَّ مَنْ ؟ إنما ضِدَّ حكام المسلمين ، كما رأينا في مصر ، وفي الأردن ... ليس ضدَّ حُكَّام أوروبا ، وإيران ، وتل أبيب بل ضدَّ المسلمين !

وفي البيت الثالث ، دندنتُهم المعروفة ، وكذبُهم المفضوح حول تحرير ( الشعوب ) ، وهم سَرَقةُ الشعوب ، وقادةُ الشعوب الى المحن ، والفتن كما نشاهد في ليبيا ، واليمن ، ...

فهل مِنْ أُذُنٍ صاغية ، وقلبٍ فَطِنٍ ؟ أم سَأكون مثلَ شيخ مُضَر في خرسان نصر بن سيَّار الكناني عندما بعث إلى آخر خلفاء بني أمية مروان بن محمد ، يُحَذِّرُه فتنةَ أبي مسلم الخرساني ، ولكن لم يَعْبَهوا بنصيحته وتحذيره ؛ فكان زوالُ بني أميَّة ، فقال نصر بن سيَّار :

أرى تحت الرمادِ وميضَ جَمْر
..... وَيُوْشِكُ أَنْ يكونَ له ضرام
 
فإنّ النارَ بالعودينِ تُذْكَى
...... وإنَّ الشرَّ مبدؤُهُ كلام

فإنْ لم يُطْفِئوها تَجْنِ حَرْبَا
..... مُشَمِّرةً يشيبُ لها الغلامُ

وقلتُ من التَّعَجُّبِ ليتَ شِعْري
...... أأيقاظٌ أميّةُ أَمْ نيام ؟!

فإن يَقِظَتْ فذاك بقاءُ مُلْك
..... وإنْ رَقَدَتْ فإنِّى لا ألام

فإنْ يكُ اصبحوا وثووا نياماً
...... فَقُلْ : قوموا فقَدْ حانَ القيامُ

فَغرّي عن رحالِك ثمَّ قولي
...... على الإسلامِ والعربِ السلام



تعليقات القراء

لا يوجد تعليقات


أكتب تعليقا

لا يمكن اضافة تعليق جديد