أنا وأبي والسلم والتدمير
كان والدي رحمه الله وغفر له يقص لنا بعض القصص, لم أكن أفكر فيها كثيرا حينها, ولكن بعدما كبرت بدأت هذه القصص تعود إلى الذاكرة فوجدت لها معاني عميقة , وأدركت أن والدي رحمه الله علمنا أنا وإخوتي من خلال ضرب المثل والقصص المشوقة وليس بطريقة النصح المباشر.
يقول رحمه الله :-
كان شيخ كبير في السن على فراش الموت, وكان غنيا ذو مال, وليس لديه سوى ابن واحد, والابن لم يكن على مستوى المسئولية , بل كان لعوبا مبذرا لا يحسب حساب الغد.
أوصى الأب ابنه قائلا:- أي بني, اعلم انك ستبذر المال الذي تركته لك وستبدد كل ما سترثه مني , ولكن لي وصية واحده , إذا انتهي المال فلا تبع أي منزل مما ورثته إلا بعد أن تهدم سلمه ثم تعيد بناءه, هذه وصيتي لك يا بني فلا تنساها, فان فيها رضاي وسخطي عليك.
مات الشيخ , وجاء المعزون بالآلاف لتعزية الابن, فأقاموا عنده وهو يكرمهم بالطعام والشراب والخدمة, وبعد انتهاء العزاء استمر الابن في طريقته المعتادة باللعب وتبذير المال وعدم الحساب للغد , حتى انتهى المال والذهب والفضة , فبدأ في بيع أثاث المنزل قطعة قطعة , وأصدقاءه يشترونها منه بأبخس الأثمان, ثم يشاركونه لعبه بثمن ما اشتروه منه, وبعد حين بلغت به الحاجة أشدها فعرض احد المنازل التي يملكها للبيع, فعرض عليه من يسمون أصدقاء مبلغا من المال مقابل المنزل, وقبل إتمام البيع , تذكر وصية والده. وخاف أن يكون والده قد دفن ذهبا في سلالم البيت,
احضر العمال في الصباح الباكر, وبدأوا في هدم سلم البيت حتى ساووه بالأرض, واخذوا أيام بالعمل في الهدم , ثم احضر عمال متخصصين في البناء, وبدأ في بناء السلم, وقف معهم, يجيب طلباتهم لمواد البناء, استمر البناء وطلبات البناء أياما عدة.
وبعد أن أقام السلم وأعاده إلى ما كان عليه , لاحظ كم أتعبه بناء السلم وكم استغرق من وقت وجهد ومال, قارنه بما عرض عليه من يسمون أصدقاءه من قيمة للمنزل بكامله فوجد أنهم ابخسوه ثمنه حقا, وعرف أن كلهم ما كان يريدون إلا مصلحتهم ولا احد فيهم نبهه إلى ما كان يفعله من خطأ.
أدرك أن البناء صعب جدا جدا وان ما بني يجب المحافظة عليه , وانه ما كان سيحصل على المال إلا بفضل الله ثم بجهد أبيه وبعرق عمال ألهبتهم شمس الظهيرة لكي ينجزوه, وحينها فتح عينيه , وأدرك خطأه في التفريط بجهد أبيه وجهد هؤلاء الذين عملوا جاهدين لتشييده,
توقف عن العبث بأمواله والعبث ما ورثه , وأصبح يدرك قيمة الأشياء
الشاهد, تذكرت هذا وأنا أرى واسمع واقرأ ما يحصل في بعض انحاء من وطننا من تدمير وهدم للمنشآت والمباني سواء العامة أو الخاصة بمختلف أنواعها, هدم في ثواني ما استغرق سنوات من المال والجهد والعرق لبنائه, هدم مباني ومنشئات تخدم البشر.
بالطبع
مخطئ هو من هدم ومن عرضها لخطر الهدم فكلاهما شريك في الجرم, كلاهما لم يعر للأمة ولا للبشر اهتمام, كلاهما مجرم بحق وطنه ومواطنيه.
لا أتكلم عن المباني فقط , أتكلم أيضا عن الشباب, الذين تعب الوالدان في تربيتهم وتنشئتهم, سهروا الليل لمرضهم وأسرعوا للأسواق لشراء ملابس عيدهم , لم يبخلوا عليه بمال أو جهد في سبيل تنشئتهم وتعليمهم , وكل هذا الجهد أهدرته طلقة أو قذيفة أو شظية
كم تمتهن الأمة ويمتهن الوطن وتمتهن الإنسانية ونحن نرى أشلاء ممزقة لقتيل هو ابن وأخ وزوج وإطلال لمباني كانت إلى وقت قريب حلم الناس , يحتاجون لخدماتها
ليتنا نبعد المواطنين وأملاكهم والمباني العامة والبني التحتية عن الصراع بين الأطراف المتصارعة.
ليت لهم كلهم والد كوالدي يحكي لهم قصة الشيخ وابنه والسلم.
رحم الله والدي, ورحم أموات المسلمين جميعا.
وقبل أن نبيع الوطن ليتنا نحاول بناء جزء منه لنرى كم هو صعب بناءه سهل هدمه ولا نستمع لمن يحاول شراء الوطن ببخس الثمن
مفقود منذ 8 أيام .. العثور على الحاج أبو حازم متوفياً
العربي يفوز على كفرسوم بدوري كرة اليد
قرار تخفيض الضريبة على السيارات الكهربائية .. مُخيب للآمال
آلاف المركبات الكهربائية المستعملة بحاجة إلى فحص
طرد ممثل مصري من مهرجان القاهرة السينمائي
ارتفاع عدد شهداء وجرحى العدوان على لبنان
المقاومة .. نهج حياة وكرامة أمة
استكمال خطط التعامل مع الظروف الجوية في عجلون
إحالة عدد من ضباط الأمن العام إلى التقاعد .. أسماء
محافظة أردنية تحتل المرتبة الأولى بكميات إنتاج زيت الزيتون
قرار حكومي يعمل به بعد 60 يومًا
مصر تستعد لنقل سفارة فلسطين .. تفاصيل
الأردن .. موعد المنخفض الجوي والكتلة الهوائية الباردة
الملكة رانيا: إنجح والكنافة علي
إحالة عدد من موظفي الدولة إلى التقاعد .. أسماء
العين ذنيبات يهاجم عموتة ويقول:منتخب النشامى نمر من ورق
فاجعة تهز الوسط الفني بوفاة نجم آراب آيدول
أمطار قادمة للمملكة في هذا الموعد .. تفاصيل
الأردنيون على موعد مع عطلة رسمية .. تفاصيل
وظائف ومقابلات بالصحة والزراعة والأمانة ووادي الأردن
مواقع مجانية لعرض مباراة النشامى والكويت .. أسماء