الخواء الثقافي والخرف السياسي
عندما لا نقرأ إلا ما كُتب لنا, ولا نبحث إلا في مراجع صنفت مسبقاً لنا,ولا نطرب إلا لألحان ألفها موسيقي مكلف بالتلحين لنا إن أباح لنا سماعها دون سوانا ,ولا نسمع إلا من يتحدث إلينا ويحدثنا عن مستقبلما وعم مصيرنا,ولا نعمل إلا بمجال فرض علينا,ولا نصدق إلا ما يُقال لنا بين بعضنا البعض.ولا نتحدث إلا لمن طلب إلينا أن نحدثه,ولا نصغي إلا لمن يهمس في آذاننا,ولا نخالط إلا من هو في صفنا ويتقيد بما يقيد خياراتنا,ويصيغ لنا مفاهيمنا عما يدور من حولنا من أحداث وحراكات,ويحدد لنا واجباتنا في دورنا في مجتمعنا,ويصدر إلينا التعليمات التي علينا التقيد بها تقيداً حرفياً.وعندما يصل بنا الحال إلى أن ننفذ الأوامرالصادرة إلينا دون مناقشة أو مراجعة أو استيضاح أوالرغبة في الاطلاع على الأسباب أو المبررات التي تقبع خلف تلك الأوامر,أو التبصر في أهدافها وفي نتائجها أو التساؤل المشروع عن وسيلتها,عند هذا وذاك فإن ما نحن عليه هو الخواء الثقافي,أي أننا لا نعبر عن قدراتنا فيما يمكن لنا القبام به من أعمال, أو نمارس هواياتنا ونحقق بإرادتنا ذاتنا,عندها نكون مجرد متلقين فيما علينا أن نفعله معطلي العقول كالدمى تحركها أيد تلعب بها كما يحلو لها,ليكون دورنا محدداً لنا,أي نصبح كالقرود تقفز عند ما يلقي أحدهم لها موزة لا تتمكن من تمييز صلاحيتها للأكل والاستطعام!.
ليس من الثقافة في شيء له قيمة إذا اقتصرت أدواتها على مصدر واحد ونهلنا معلوماتها من منبع واحد,وأعملنا عقولنا في اتجاه واحد.جوهر الثقافة تعدد مصادر معلوماتها,وتنوع وسائلها التعليمية والتربوية,وتشجيع الحوار حول مفاهيمها وتبادل الرأي مع الثقافات الأخرى حول صوابها ,وإقامة المناظرات حول موضوعيتها وتماهيها مع واقعها بمشاركة مكونات المجتمع وقواه وتياراته الفكرية والسياسية والأدبية والحزبية والعقائدية ...وقابليتها على التعير كلما اقتضت الضرورة التحديثية لمفاهيمها ولمضامينها ذلك.
ليس ثمة فكرة واحدة حول وضع اجتماعي يتفق الجميع على صوابها,ولا يوجد قانوناً يطيب لكل الخاضعين لبنوده,وليست كل مقطوعة موسيقية تطرب لعا كل الآذان, وليس ثمة رأياً واحداً حول موقف ما صائباً دون سواه,وليس هناك سبباً واحداً لأي حدث أو حادث أو واقعة مفرحة أو محزنة, أو قضية من أي نوع وفي أي مجال,وليس هناك حلاً واحداً لأي مشلكة أو طريقاً واحداً لتحقيق هدف نبيل أو غاية سامية,وقديماً قيل كل الطرق تؤدي إلى روما,ولكن روما لا تصهر هذه الطرق بممر واحد يسلكه كل من طاب له رؤية روما,بتنوع آثارها المعبرة عن تاريخ طويل من التغيرات العديدة,وتعدد أشكال بناها التاريخية,وجمال الطبيعة فيها وأماني العشاق في بركها...
تجاربنا تخصنا وحدنا بنتائجها السلبية منها والإيجابية, النافعة منها ولاضارة,المفيدة منها وغير المفيدة أما تجارب الآخرين فتعلمنا بنتائجها ما نحتاجه من معرفة بها ومنها وما يغنينا عن إعادة تجريبه إلا إذا شئنا تحت ظروف جديدة لإجراء ذات التجربة.
الثراء الثقافي يتحقق بتسارع بالانفتاح على مختلف أنواع الثقافات ومصادرها والتعرف على تراثها,والثراء الثقافي ينمي المعرفة بمزاوجة المعلومة مع الخبرة الذاتية,ولهذا تشدد فيه استنارة العقل,وتتسع آفاق الرؤى, والعقل مفتاح العقلانية التي ترجح رصانة السلوك وعمق الفهم في اتخاذ القرارات المدروسة والتقليل من عواقب القرارات المتسرعة وأخطائها,ومن آفة الجهل في قراءة مسار الأحداث,وحافز مستدام ليقظة الضمير,وإدراك لمجريات الأحداث بظواهرها وتمييزها عن بواطنها.وتتضح الرؤية لكل متطلبات المستقبل وقراءة واضحة لمسار الأحداث المحلية والدولية.
والثقافة والثراء الثقافي نقيضي المواقف المزدوجة ومنها والمتضارية,وهذا ما نستدل عليه بموقف طازجللرئيس الأميركي يقول فيه تعليقاً على الأحداث العنصرية في فيرغسون بولاية ميزوري < لآ أتعاطف أبداً مع الذين يدمرون مناطقهم > فهل هذه رسالة لمن يدعم ويحث على تخريب سوريا من السوريين والأجانب؟؟؟
ومع الإقرار بأنه لا وجود لمعايير ثابته ومعتمدة يلجأ السياسيون إليها في صنع السياسات المحلية منها والدولية,فقد ظلت تلك السياسات أسيرة المصالح التي تتبني كل دولة أسسها,وتضع خططها لحمايتها من جانب ولتعظيم الفوائد التي يمكن لها أن تجنيها وتححقها على الصعد الأمنية والاقتصادية على وجه الخصوص.وعلى ذلك فإن المجازفة السياسية في الخوض في مواقف من شأنها أن تلحق الضرر بمصالح الآخرين خاصة إذا كانوا في عداد الأصدقاء يدخل إلى مدخل تضطرب فيه العلاقات بالأصدقاء وغير الأصدقاء,وهو ما يصنف بالخرف السياسي.والخرف السياسي كثيراً ما نشاهده أو نسمع هنا عن الزعماء الذين انتشوا بأنفسهم بفوزهم في انتخابات بلدية ورئاسية ,وأخذتهم النشوة إلى الظن بأنهم زعماء عظام ندر وجود من هو مثلهم,وأن بإمكانهم قول ما يشاؤون وأن يتخذوا ما يحلوا لهم من القرارات,وأن على الآخرين القبول وإن اعترضوا فهم مصنفون بمعايير الخرف السياسي في خانة الجهل والجحود,وإن رفضوا فهم أعداء لا سبيل إلا بذهابهم إلى المجهول,أو في أضعف الاحتمالات إلى الغياب عن المسرح السياسي.
من الخرف السياسي,أن لا يستثني السياسي أحداً,عدواً كان أو صديقاً أو حليفاً من شتمه أو نقده أو صب جام غضبه واتهامه بصفات قبيحة إذا لم يوافق على رغباته ومطامعه,ويحقق له تطلعاته ويعمل معه على تثبيت سلطانه على أرضه وعلى أراض مجاورة..... (صيغة تركية لهتورات القذافي رحمه الله).
من أعراض الخرف السياسي, على سبيل المثال,تجاهل الوشائج القومية وعراها الوثيقة إلى دعوة (الأخوّة) العالمية الواهية والوهمية,وتخطي الروابط الوطنية إلى بدائل من العلاقة الأممية التي لم تعدو كونها سوى أحلام سعيدة لنفوس أخذها تضخم الأنا إلى ادعائها بخلفية ذهنية سلطانية أدان التاريخ تجاربها السابقة,وأثار الموهومون المناداة بها في بلادنا بعد أن تجاوزت القوى والتيارات الوطنية والقومية مراحل الاستسلام أو الانخداع بالدعوات السلطانية من ساسة موتورين,لم تقنعهم عبر التاريخ ولا واقع الأحداث التي يمرون بها والتي تشهد على انتقال الوعي العام إلى إدراك مساعي التسلط والهيمنة والأطماع الشخصية وإدانتها والوقوف الصلب في وجه أصحابها.ليست الأممية سوى منظور ثقافي تقني,لا علاقة له بالتشابك السياسي في العلاقات الدولية.
أما من يعتقد من السياسيين صانعي الاستراتيجيات ومصممي أشكال النظم ومؤسساته المبنية على اعتقاد أنهم محصنون من نتائج التغيرات الفكرية والذهنية التي تؤكد زوال عصور التخلف السياسي التي اتسمت برعاية الزعيم لشعبه,وأبوة السلطة ومرجعيتها لكل فعاليات حيات شعبها وأنشطت مكوناته وفعالياته,ولا يعي أن غياب التوافق في الحكم بين مكونات الشعب وأركان السلطة ومؤسساتها يكون أقرب إلى الخرف السياسي من الجهل بالسياسة وتغيرات عناصرها ومنابرها.
تفويض مكتب النواب الدائم لتشكيل لجنة الرد على خطاب العرش
ولي العهد ينشر صورا مع الأميرة رجوة في افتتاح مجلس الأمة .. شاهد
المراعية ونفاع مُساعدان لرئيس مجلس النواب
الأمير الحسن يختتم زيارة عمل إلى اليابان
الإفراج عن صحفي أردني معتقل في سوريا منذ 2017 .. صورة
عملية جراحية نوعية في الميداني الأردني جنوب غزة/٤
البدء بتركيب أجهزة الدفع الإلكتروني بباصات الكوستر
إعلان نتائج كميات غاز حقل الريشة الثلاثاء
رئيس الوزراء يهنّئ الصَّفدي بانتخابه رئيساً لمجلس النوَّاب
الخصاونة النائب الأول لرئيس النواب والهميسات الثاني
تأجيل تطبيق لائحة الأجور الطبية الجديدة إلى منتصف 2025
ماذا قال العرموطي بعد خسارته انتخابات رئاسة النواب
المعاصر تحدد أسعار تنكة زيت الزيتون في الأسواق
هام من أمانة عمان بخصوص ضريبة المسقفات
تعميم من البنك المركزي إلى البنوك
شائعة وفاة ملك جمال الأردن تتصدر المواقع
مهم قبيل مباراة النشامى والكويت
جامعة اليرموك تطلب أعضاء هيئة تدريس .. رابط
التسعيرة المسائية .. انخفاض كبير بأسعار الذهب محلياً
تفاصيل الحالة الجوية من الأربعاء حتى الجمعة
تفاصيل المنخفض الجوي القادم إلى المملكة ..
تشكيلات وإحالات للتقاعد في التربية .. أسماء
مقابلات وامتحان تنافسي وشواغر .. تفاصيل وأسماء
البنوك تلتزم بتخفيض أسعار الفائدة للأفراد .. تفاصيل
إغلاق 35 مقهى في عمان .. تفاصيل