الإعلام العربي بين الواقع والمأمول

mainThumb

26-11-2014 11:55 AM

يلعب الإعلام دورا هاما وبارزا في توثيق تراث الأمم وصياغة مستقبلها, ومنذ فجر التاريخ كان للإعلام هذه المكانة الكبيرة, فقد كان الشعر على سبيل المثال  سفر العرب وكانت القبيلة التي ترزق بشاعر تقيم الأفراح احتفالا بقدوم لسان القبيلة والمدافع عنها لأن السيف يكون أثره فرديا وبصورة محدودة بعكس الكلمة التي تكون أعظم أثرا وأكثر انتشارا .


ونتيجة للتطوّر المذهل في وسائل الاتصال وأثرها الكبير في تشكيل القناعات  فقد أصبح الإعلام اليوم من أقوى الأسلحة التي يعتمد عليها العدو في تفتيت عضد الشعوب وتمهيد السبل أمام الاستعمار حتى يسيطر على بلاد لم يكن من الممكن أن يسيطر عليها بالطائرات والمدافع.


ويتسم الإعلام العربي بشكل عام-الا ما رحم ربي - بالضعف والتبعية واعتماده على الشائعات, وتزييفه للوعي , وتشويه الحقائق, و نشر الفساد بكافة أنواعه وصوره الأخلاقية, والسياسية والاجتماعية,وامتدّ هذا التشويه حتى نال من شرف المقدسات, ونبل القيم ,وساهم في إشاعة الفساد وحرض على العنف من خلال الاستهزاء برموز الدين ورمي أهله بالتخلف والجمود تارة ًوبالتكفير والتفجير تارةً أخرى .


ومن وسائله الأخرى العزف على أوتار العصبيات, وكيل التهم والتشكيك في نوايا المصلحين واتهامهم بكل ما هو باطل وكان للإعلام أثرا كبيرا في استعار العنف وانتشاره بهذه الصور المفزعة مما يبقي هذه البلدان أسيرة للخوف والجهل والتبعية وقد جند لهذه المهمات  جيشا كبيرا من الإعلاميين, والكتاب والممثلين الذين صوروا المجتمعات  العربية والإسلامية على أنها مجتمعات إباحية وخالية من الطهارة والعفة, وصولا إلى التشكيك في كل القيم الدينية والاجتماعية التي توارثها الناس جيلا بعد جيل .


وفي الوقت الذي تحارب فيه القنوات الإعلامية النظيفة  والقليلة  من قبل الحاقدين والجهال ,  نرى كثرة الفضائيات التي تبث ليل نهار ما يفسد على الناس عقائدهم خاصة القنوات التي تنشر الفكر الشيعي الذي يخدم العقائد الفارسية وأطماعهم في ديار العرب والمسلمين حيث تعمل تلك الفضائيات دون كلل أو ملل على تعبئة جماهيرها بالحقد والكراهية وحب الانتقام مسيطرة على الجهل المطبق لدى الأتباع بحقائق التاريخ لكي تبقى دوامة العنف والدماء محيطة بهذه الأمة من كل جانب الأمر يحد من تطورها ويزيد من شتاتها وللأسف تنشط هذه القنوات مدعومة بكل وسائل الدعم المختلفة.


إضافة  إلى هذه المصائب نرى قنوات  تنشر مواد لا تضر ولا تنفع فهي على مدار الساعة تبث أشرطة مسجلة سلفا, حتى وصل الأمر إلى حالة الضرس والملل  ولو استثمرت هذه النوافذ  والمحطات لنشر المعرفة والتنوير الديني والاجتماعي لكان خير لمجمعات البشرية بأسرها .


المأمول من أصحاب القرار والنفوذ لإصلاح الإعلام :


* الاهتمام بالإعلام بكافة وسائله نظرا لأهميته الكبيرة للحفاظ على تماسك الأمة *إتاحة الفرصة أمام العلماء والمثقفين لنشر مواد إعلامية نظيفة تساهم في القضاء على الجهل والتخلف.


*عندما تتسع مساحة الخير تقل مساحة الشر لذلك لا بد من محاصرة القنوات الفاسدة ومقاومتها بالحجة والمنطق والفضائيات المهنية .


*لا بد من تغيير نمط الخطاب الديني السائد واستخدام الحوار والعمل المهني في معالجة الوقائع بعيدا عن التشكيك.


*تجريم الإعلام الذي ينتقص من المقدسات ويشوّه الدين ويستهزئ بالقيم النبيلة أو يحرض على العنف والإفساد.


*وأخيرا فإن الإعلام سلاح خطير فهو إما أن يزود الناس بالخير والمعرفة الصحيحة وينبذ الفرقة , ويساهم في القضاء على التخلف والجهل والجريمة,  وإما أن يزرع الأحقاد والكراهية في نفوس الناس وتحصد بسببه ملايين الأرواح البريئة.



تعليقات القراء

لا يوجد تعليقات


أكتب تعليقا

لا يمكن اضافة تعليق جديد