الأقصى يستغيث بالأمة لا بطواغيتها

mainThumb

08-11-2014 02:57 PM

شاركنا الجمعة في مسيرة كبرى من أمام المسجد الحسيني في العاصمة عمان وسط مشاركة ضخمة من المواطنين الذي وفدوا من أماكن كثيرة ليرفعوا صوتهم عاليا مستنكرين ما يتعرض له الأقصى والقدس من حملات وحصارات وتدنيس وتحكم بأوقات الصلاة وغير ذلك.

 لم أسمع اليوم استغاثة أو مطالبة واحدة أو شعار هنا أو هناك يطالب الحكام العرب بفعل شيء من أجل الأقصى والقدس مما أثار في خاطري تساؤلا عن هذا العزوف عن توجيه الخطاب للقيادات العربية من أجل إنقاذ المقدسات .ما الذي جرى هل هو اليأس من هذه القيادات وفاعليتها ؟أم أن هذه القيادات وفي مقدمتها قيادة السلطة الفلسطينية ،سلطة من لا سلطة له، هي متواطئة بشأن فلسطين والقدس والأقصى ؟

نعم قيادات الشعوب العربية منشغلة في التآمر على الحركات الثورية والتحررية ليس في بلدانها فحسب ولكن في بلدان عربية تفصلها آلاف الميال عنها وذلك بسبب الهلع الذي ينتاب هذه القيادات من انتقال بذور التحرر الى شعوبها.

قيادات الأمة تتحالف مع اسرائيل ضد حركات التحرر وطلاب الحرية من أبناء جلدتها ودينها فتتحالف مع الأعداء للقضاء على حماس والاخوان المسلمين في غزة وليبيا ومصر وسوريا والعراق ودول الخليج العربي فكيف لهؤلاء القادة أن يجيبوا دعوة المقدسيين لإنقاذ الأقصى !!!.

في الأردن يصفق الأردنيون لخطوة رمزية صورية اتخذتها الحكومة باستدعاء السفير الأردني لدى الكيان الإسرائيلي للتشاور وهي خطوة لا تعد في تقاليد وأعراف الدبلوماسية عقوبة او هزة للعلاقات بين الدول وقد عاد السفير الى سفارته وتم تنفيس الضغط الشعبي على الدولة الأردنية بإجراء لم نشهد له تأثير ولا فاعلية حيث صرح اليوم نتنياهو بأن القدس عاصمة أبدية لإسرائيل.

 الإجراء الدبلوماسي الذي كان ينبغي على الحكومة أن تتخذه هو سحب السفير وليس استدعاؤه للتشاور وكأن التشاور لا يحصل إلا باستدعاء السفير الذي يمضي كثيرا من وقته في عمان فعن أي تشاور يتحدثون وهل الملك وعبدالله النسور ووزير الخارجية جودة فعلا استشاروا السفير العبيدات الذي ربما يحتاج أيام ليتمكن من مقابلة وزير الخارجية الأردنية أدامه الله ملتصقا بعرشه في وزارة الخارجية ؟.

الحكومة الأردنية لم تقم بالإجراءات التي يستحقها الأقصى والحقيقية أن استدعاء السفير الأردني كان إجراء خجولا وموجه ليس لإسرائيل التي تعرف معنى استدعاء السفير للتشاور وتعرف أن التفاهمات والتحالفات بين الاردن والكيان الصهيوني والتنسيق الأمني بينهما وصفقات الغاز والتبادل التجاري والتفاهم بخصوص مقاومة حماس والجهاد الإسلامي أكبر من أن تأخذ الموقف الأردني على محمل الجد .

الإجراء الأردني باستدعاء السفير وتقديم شكوى لمجلس الأمن موجه للمواطنين الأردنيين لتنفيس ضغطهم وسخطهم على حال قياداتنا وولاة أمورنا .

الملك يستقبل نتنياهو في عمان ويجري اتصالات هاتفية معه ودماء الفلسطينيين الزكية تراق في القدس وأمام الأقصى الذي يتم تدنسيه يوميا من كبار رجال الكيان الصهيوني. كان على الأردن أن يقوم بطرد السفير الإسرائيلي من عمان وسحب سفيرنا من اسرائيل وإلغاء صفقة الغاز والتهديد وإلغاء التنسيق الأمني وتجميد اتفاقية وادي عربة المشؤومة.

قادة الأمة ليسوا أهلا للاستغاثة والاستنجاد بهم فهم جزء من المشكلة وليس لديهم حلولا ولا إرادة ولا نية خالصة لديهم لخدمة مقدسات الأمة وأقصاها وقبة صخرها .قادة الأمة طواغيت مشغولين بتعزيز أنظمتهم الفاسدة ومحاربة حركات التحرر في شتى بقاع العالم العربي.معظم قيادات الأمة تشجب إسرائيل في العلن ومن على منابر التلفزة وتمالئها وتتحالف معها بالسر .

المواطنون العرب من مراكش الى جدة ومن نجدٍ إلى يَمَـنٍ إلى مِصـرَ فتطوانِ يعرفون أن مصيبتهم في قادتهم وأنظمتهم الفاسدة وسياتي اليوم الذي تقتنع الشعوب العربية أن معركة تحرير الأقصى والمقدسات تبدأ بتحرير الأمة من كثير من كياناتها وأنظمتها الفاسدة وان تنظيف وشطف الأدراج يبدأ من الأعلى لا من الأسفل وصدق رب العزة وهو القائل "وسيعلم الذين ظلموا أي منقلب ينقلبون" .



تعليقات القراء

لا يوجد تعليقات


أكتب تعليقا

لا يمكن اضافة تعليق جديد