إلى دُعاةِ تنظيم النسل !

mainThumb

01-11-2014 10:59 AM

لقد دعا رسول الله – صلى عليه وسلم – أمَّتَهُ إلى التكاثر ، والتناسل ؛ لقوله – صلى الله عليه وسلم - من حديث معقل بن يسار – رضي الله عنه – عن النبي – صلى الله عليه وسلم - :

( تزوَّجوا الودود الولود ؛ فإنِّي مكاثرٌ بكم الأُمَمَ يوم القيامة ) ....

إلا أننا نجد من أبناء هذه الأمة من تأثَّرَ بالمخططات الغربية ، فأخذ ينادي مرَّةً بتحديد النسل ، ومرَّةً بتنظيم النسل تحت شعارات جاهلية ، وهي الخشية من الفقر ، ومن أقوالهم :

( وأنَّ الأسرة الأكبر حجماً هي في الغالب الأسرة الأكثر فقراً ، وعرضةً للبطالة بين أفرادها ) ! وقالوا – أيضا - :

( تنظيم الأسرة يمكِّنُ الأبوين من تقديم الغذاء والسكن وتقديم الرعاية والاهتمام اللازمين ، وذلك لبناء أسرة سعيدة قوية البنيان ؛ للتغلب على الظروف الاقتصادية الصعبة ) !

أليست هذه الدعاوى هي التي ذَمَّها اللهُ على مشركي العرب لما كانوا يقتلون أبناءَهم خشيةَ الفقر والعازة ؟!

قال تعالى : ( ولا تقتلوا أولادَكم من إملاق نحن نرزقكم وإياهم ) .

وقال تعالى : ( ولا تقتلوا أولادكم خشيةَ إملاق نحن نرزقهم وإياكم ) .

أليس من أسماء الله ( الرَّزاق ) ؟! قال تعالى :

( وما من دابة في الأرض إلا على الله رزقُها ) .

وقال تعالى :

( وما خلقتُ الجن والإنس إلا ليعبدون ما أريد منهم من رزقٍ ، وما أريد أن يطعمون إن الله هو الرزَّاق ذو القوة المتين ) .

ولكنَّ الذين ينادون بتقليل عددِ هذه الأمة إنما ينفذون مخططاتِ الأعداء الذين عرفوا أن سرَّ قوةِ الأمة في تعاليم نبيها وتكثير عدد الشباب الذين عليهم دعائمُ القوة حتى سمعنا من ينادي بالأسرة الغربية ( أنا وزوجتي وابني وكلبي ) !

والكثرة في النسل مطلوبة وهي من النِّعَمِ ، ولقد امتنَّ اللهُ على بني اسرائيل بالكثرة حيث قال :

( وجعلناكم أكثرَ نفيرا ) ، وذكَّر شعيبٌ – عليه السلام – قومَهُ بهذه النعمة ( الكثرة ) ، قال تعالى عنه : ( واذكروا إذ كنتم قليلاً فَكَثَّركم ) .

قال العلامة ابن عثيمين – رحمه الله - : ( والواقع شاهدٌ بهذا ، فإنَّ الأمة الكثيرة تستغني عن غيرها ويكون لها صولةٌ و هيبةٌ أمام أعدائها ) .

والمثل العامي يقول : ( الكثرةُ تغلبُ الشجاعةَ ) .

وكما ندندن كثيراً حول فهم لغة رسول الله – صلى الله عليه وسلم – عند تفسير حديثٍ من أحاديثه ، فهو أفصحُ الناس ، وأنصحُ الناس ، وأصدقُ الناس : ( تزوَّجوا الودودَ الولودَ ) ، فالولودُ صيغة مبالغة وهي كثيرةُ الولادة .
وأخرج ابن ماجة وابن أبي عاصم والبغوي – وصححه الألباني – عن رسول الله – صلى الله عليه وسلم – قال :

( عليكم بالأبكار ؛ فَإنَّهنَّ أعذبُ أفواهاً ، وأنتقُ أرحاماً ، وأرضى باليسير ) .
قال البغوي في ( شرح السنة ) : ( وقوله :  أنتقُ أرحاماً  ، قيل : أكثرُ أولاداً ، يُقال : امرأةٌ ناتقٌ ومنتاق ، كثيرةُ الأولاد ) .

قال الجوهري : ( نتقتْ المرأةُ إذا كثُرَ ولدُها ، فهي ناتق ومنتاق ) .

بل من أسباب اشاعة الود والمحبة داخل الأسرة كثرةُ الولد ، أخرج البخاري ومسلم عن عائشة – رضي الله عنها وعن أسرتها – قالت : ما غرتُ على أحدٍ من نساء النبي – صلى الله عليه وسلم – ما غرتُ على خديجة ، وما رأيتُها ، ولكن كان يكثرُ ذكرَها ، ربما ذبحَ الشاةَ ثم يقطِّعها أعضاءً ثم يبعثُها في صدائق خديجة ، وربما قلتُ له : كأنَّه لم يكن في الدنيا امرأةٌ إلا خديجة ، فيقول :
 إنها كانت وكانت ، وكان لي منها ولد  ) .

فمن أسباب الودِّ والحبِّ بين الزوجين وجود الأولاد كما ذكر رسولنا الكريم .
والنبي – صلى الله عليه وسلم – يدعو لخادمه أنس – رضي الله عنه – بكثرة الولد :

( اللهم أكثر ماله ، وولدَهُ وبارك له فيه ) ، قال أنس : فأخبرتني ابنتي أني قد رُزُقْتُ من صلبي بضعاً وتسعين ، وما أصبح في الأنصار رجلٌ أكثر مني مالاً ، ثم قال أنس : يا ثابتُ ما أملكُ صفراء ولا بيضاء إلا خاتمي .

وأختمُ مقالتي بقول العلامة الألباني – رحمه الله – معلقاً على أثر أنس خادم رسول الله :

( وأنَّ المالَ والولدَ نعمةٌ وخيرٌ إذا أُطيعَ اللهَ تباركَ وتعالى فيهما ، فما أضلَّ من يسعى لتقليل ولدهِ بشتى السُّبِلِ ؛ كتحديد النسل ، أو تنظيمه فضلاً عن إجهاض الجنين واسقاطه ؛ لأتفه الأسباب واستصدار الفتاوى لتجويزه ) .

 



تعليقات القراء

لا يوجد تعليقات


أكتب تعليقا

لا يمكن اضافة تعليق جديد