فرقة جدل: الروك باللهجة الأردنية

mainThumb

22-10-2008 12:00 AM

نادين النمري - "جدل" فرقة موسيقية فتية، اختار أعضاؤها وهم أربعة شباب أردنيين جمع طرفي نقيض في إنتاجهم الفني، بين موسيقى الروك أند رول واللهجة الأردنية الدارجة. تقدم الفرقة نمطا خاصا من الغناء سواء كان ذلك لجهة المضمون أو الموسيقى بحد ذاتها، ما درجت الفرقة على تسميته بـ "الروك العربي".

تلقى "جدل" رواجا بين جيل الشباب خاصة طلبة الجامعات والمرحلة الثانوية، في حين لا يستسيغ جزء كبير من الجيل الأقدم هذه الموسيقى باعتبارها "لا تنسجم وما اعتادت عليه الأذن العربية". لكن الفرقة ترى في موسيقاها محاولة للتجديد وفرض رؤية الشباب في ما يتعلق بالموسيقى والكلمات.

انطلقت الفرقة في العام 2003 عندما اتفق كل من محمود الردايدة (عازف الجيتار)، ليث النمري (الدرمز)، رامي دلشاد مغني الفرقة، وكامل ألماني على بيس الجيتار تأسيس فرقتهم الموسيقية.

يرتبط الشباب الأربعة بصداقة تعود لفترة طويلة قبل تأسيس الفرقة لكن حبهم للموسيقى وتشجيع من حولهم دفع بهم إلى تأسيس الفرقة لتكون محاولة لإضافة نكهة جديدة للموسيقى العربية.

بدأت "جدل" بإعادة توزيع أغنية "وأنا كل ما قول التوبة" للمطرب الراحل عبد الحليم حافظ، حازت الأغنية حينها على شعبية كبيرة كما بثتها إذاعتا فن إف إم ومزاج (الأوسع انتشارا أردنيا) بصورة مستمرة، ما شكل "مفاجأة سارة" للفرقة.

 

أغان خاصة

بعد النجاح غير المتوقع الذي حققته "كل ما قول التوبة" أردنيا بدأت الفرقة جديا بالتفكير في كتابة أغانيها الخاصة ليتبلور "مشروع جدل الموسيقي". يقول أعضاء الفرقة الذين يفضلون الحديث دوما "باسم جدل" أن البداية الحقيقية كانت في العام 2007 عندما أقامت "جدل" حفلا أطلقت به أغانيها الخاصة بدعم من المركز الثقافي الفرنسي. دفع النجاح الذي حققه الحفل وتفاعل الحضور، تحديدا الشباب منهم، بأعضاء الفرقة إلى تسجيل أولى أغنياتهم "سلمى".

"سلمى" أغنية كتب كلماتها محمود الردايدة الذي كان يتطلع حينها لميلاد ابنة شقيقته التي يرغب في أن تحمل هذا الاسم. إلى جانب "سلمى" أصدرت الفرقة مجموعة من ألاغاني التي عكست أفكار واهتمامات وهموم أبناء جيلهم بعيدا عن الأغاني التقليدية التي تتحدث عن الحب والأشواق. تركز جدل في مضامين أغنياتها على أهمية التغيير كما الحال في "عمر جديد" التي تتحدث عن رغبة الشباب في التغيير والتطلع إلى حياة أفضل و"آه عروبة" التي تحمل طابعا قوميا يدعو للنهضة.

كما تتناول الفرقة قضايا اجتماعية مثل "بياع الكستنا" التي تتناول حياة البسطاء من الناس و"سألتني" التي تتحدث عن رجل طاعن في السن يحاول استمالة قلب شابة جميلة وأغنية "بكير" التي تتحدث عن وفاة مفاجئة لشاب والألم الذي أصاب أسرته.

 

متعة وليست مهنة

يؤكد أعضاء جدل أن هدفهم من إنشاء الفرقة هو الاستمتاع بالموسيقى والتعبير عن أنفسهم وأبناء جيلهم وليس تحقيق أي ربح مادي، خاصة وأنهم جميعا يعملون في مجالات بعيدة عن الفن بين إدارة الأعمال والعلوم الطبية والهندسة.

ويقولون "لم ننظر يوما إلى الفرقة كمشروع مادي، لدينا رسالة بإمكانية الجمع بين محبي الموسيقى العربية والغربية، وتأكيد على أن الحضارات والثقافات المختلفة تتفق على كل ما هو جميل".

فلسفة جدل في إيجاد نوع خاص من الموسيقى دفع بجهات عدة إلى دعم مشروعهم، عبر المشاركة في النشاطات الثقافية كتلك التي أقامها المركز الثقافي الفرنسي، والأسبوع الأسباني، إضافة إلى الدعم الذي تلقته الفرقة من أمانة عمان الكبرى.

اللهجة الأردنية

تتمسك جدل باعتماد اللهجة الأردنية، التي تعكس هويتهم، إذ يسعى أعضاؤها عبر موسيقاهم إلى تمثيل الأردن وعكس الواقع الأردني. وتلاقي جدل استحسانا كبيرا بين الشباب الأردنيين يمكن تلمسه من حجم الإقبال على حفلاتهم الموسيقية ومن خلال صفحة الفرقة على موقع الفيس بوك الالكتروني وغيره من المواقع التفاعلية.

ويقر أعضاء الفرقة بالتحديات الناتجة عن اعتماد اللهجة الأردنية، ويقولون إن "الناس غير معتادين على اللهجة الأردنية المحكية في الغناء، وكان أيضا من الصعب على الناس أن يتقبلوها". بيد أن جدل لم تتخل عن طموحاتها في الانتشار عربيا، إذ يسعى أعضاء الفرقة إلى إصدار الألبوم الأول قريبا إلى جانب طرح فكرة تصوير "فيديو كليب"./ اذاعة هولندا /



تعليقات القراء

لا يوجد تعليقات


أكتب تعليقا

لا يمكن اضافة تعليق جديد