حماس وذَمُّها في الأمثال العربية

mainThumb

01-10-2014 01:27 PM

لقد ضربتْ العربُ الأمثال ، وكان ديواناً لها في تسجيل تجاربها كما الشِّعْر ، وقد ضرب اللهُ الأمثالَ في القرآن قال تعالى :

( يا أيها النَّاسُ ضُرِبَ مَثَلٌ فاستمعوا له ) ، وقال تعالى – أيضا - :

( ويضربُ اللهُ الأمثالَ للناسِ لعلهم يتذَكَّرون ) ،  وكذلك فعل مُعَلِّمُ البشرية رسول الله – صلى الله عليه وسلم – كما ضرب للمؤمن مثلاً بالنخلة ...

فالأمثالُ من طُرُقِ التَّعْليم ، ومن الوسائل النافعة في تنوير العقول ، والأمة العربية سواء في جاهليتها أو اسلامها مارستْ هذا الفن ، فكان تراثها زاخرا بالأمثال في شتَّى المواضيع ، فالأمثال مادَّة خصبة للعالمِ ، و الأديب والشاعر والخطيب والكاتب ، وهي تُجَمِّلُ الكلامَ وتعطيه رونقاً ، وبهاءً .

قال أبو هلال العسكري في مقدمة كتابه ( جمهرة الأمثال ) :

( ثم إني ما رأيتُ حاجةَ الشريفِ إلى شيء من أدب اللسان بعد سلامته من اللحن ، كحاجته إلى الشاهدِ والمثلِ ، والشَّذْرة والكلمة السائرة ، فإنَّ ذلك يزيدُ المنطقَ تفخيماً ، ويكسبهُ قبولاً ، ويجعلُ له قَدْراً في النفوسِ ، وحلاوةً في الصدورِ ويدعو القلوبَ إلى وَعْيِهِ ، ويبعثها على حفظهِ ... ) .

وقد جمع بعضُ العلماء والأدباء مادة الأمثال وأودعوها كُتُباً وأسفارا من أمثال الميداني ، وأبو هلال العسكري ...

وجاء مَثَلٌ في في عدم الاعتماد على البعض ، وأنَّه ليس أهلاً للمساعدة والقيام بالأحمال والأعباء ، ومن هذه الأمثال ما ذكره العسكري في سفره ( جمهرة الأمثال ) ( 1 / 164 ) :

( إنْ كُنْتَ بي تَشُدُّ أَزْرَكَ فَأَرْخِه ) ، ومعناه : إنْ كنتَ تعتمدُ عليَّ في حاجَتِكَ حُرِمْتَها .

ثم عَقَّبَ العسكري بقول الرَّاجز :

مِثْلُ حِماسٍ وأبي كَوَأْلَلِ
..... وَمَنْ يكونا حامِلَيْه يَرْجَلِ .

فقد ورد ذِكْرُ ( حماس ) فيمن لا يُعْتمَدُ عليه في الحاجات وفي المهمَّات ، فمن ظنَّ أن حماس تُرْكِبُهُ وتحملُهُ فهو واهِمٌ ، فإنَّه على رِجليه سائرٌ معاني .
واليوم عندنا حركةُ ( حماس ) المتلفِّعَة بمروط الدين ، وهي في منأى عنه ، يظنُّ كثيرٌ من الناس أنها تصلحُ لحمل المهمات وردع الأعداء ، وهم في ذلك واهمون يتَّبعون الآلَ والسَّراب ، لأنها حركة لا دينية بل هي رافضيةٌ تسعى لأجندة في المنطقة لصالح الأعداء ، فقد كانت سبباً في دمار غزَّة ، وازهاق الارواح البريئة ، ثم يخرج علينا قادتُها بقولهم : ( وانتصرتْ غزَّة ) !!!

فما أشْبَهَ قولَ الرَّاجز في حماس اليوم :

مِثْلُ حماس وأبي كَوَأْلَلِ
...... وَمَنْ يكونا حامِلَيْهِ يَرْجَلِ .

فجزى اللهُ الأمثالَ خيراً ، كم فضحتْ من الكاذبين واللابسين غيرَ أَثوابِهم !



تعليقات القراء

لا يوجد تعليقات


أكتب تعليقا

لا يمكن اضافة تعليق جديد