قصة فيلم فانديتا - وليد مبيض

mainThumb

01-10-2014 12:54 PM

الفيلم صدر في الولايات المتحدة العام 2006، عن قصة رجل يطلق ثورة في بريطانيا بعد أن تحكمها ديكتاتورية أصولية مسيحية بروتستنتية بذريعة الحفاظ على النظام عقب حرب نووية.


الأحداث تجري في المستقبل في يوم 4 تشرين ثاني / نوفمبر وعند الساعة الثانية عشرة ليلاً، مع بدء يوم 5 تشرين الثاني، يقوم بطل الفيلم بنسف المبنى المركزي للقضاء البريطاني في "أولد بايلي" ليفتتح بذلك مشروعه لقلب النظام الديكتاتوري الظالم في بلاده.
وهذا البطل الذي لا نرى وجهه أبداً لأنه يتخذ لنفسه قناعاً يطلق على نفسه اسم "في" نسبة للحرف V باللغة الإنكليزية، وهو الحرف الأول من كلمة Vendetta أي ثأر، يصبح بطلاً مع أن الحكومة تعتبره إرهابياً.


قناع "في" الذي لا يخلعه أبداً جزء مركزي من رمزية الفيلم، فالقناع الباسم يمثل وجه رجل معروف في التاريخ الإنكليزي اسمه غاي فوكس Guy Fawkes وهو كاثوليكي تآمر مع جماعة من الكاثوليك البريطانيين لتفجير مجلس اللوردات البريطاني خلال جلسة افتتاح البرلمان، في 5 نوفمبر/ تشرين ثاني 1605، ولكن أمرهم اكتشف فتعرض لتعذيب وحشي وشنق، وقطعت رؤوس المشتركين معه فيما أصبح يعرف بعدها باسم "مؤامرة البارود".


يتمكن "في" في النهاية من أن يحقق ما لم يتمكن من تحقيقه غاي فوكس نفسه لكن مشروعه لم يكن دينياً، بل علماني، وقد جعلت غرف التعذيب والعقوبات الجائرة والتمييز ضد الأقليات وهيمنة السلطة المطلقة على كل مناحي حياة الناس من أي تغيير مستحيلاً دون اللجوء لأساليب "في" العنيفة. والكاثوليك الذين يتعرضون للاضطهاد في بريطانيا البروتستنتية يصبحون رمزاً لأية أقلية مضطهدة...


هنا رؤية التغيير فوضوية تماماً، ولا تقوم على العمل الجماعي المنظم، بل على الفرد الذي يطلق آلية تغيير بالعنف الفردي.


وقبيل التفجير الأخير، تتحقق الرؤية الفوضوية للبطل عندما يخرج آلاف الناس إلى الشوارع ليشاهدوه، متحدين حظر التجول، وكل واحد منهم يلبس قناع غاي فوكس مبتسماً...
 



تعليقات القراء

لا يوجد تعليقات


أكتب تعليقا

لا يمكن اضافة تعليق جديد