صحيفة السوسنة الأردنية

انطلقت في العاصمة العراقية بغداد مبادرة فريدة حملت عنوانا دالا هو: المصاهرة الوطنية والمبادرة المميزة عبارة عن زواج جماعي ل 750 عريسا وعروسا عراقية من الطائفتين السنية والشيعية حيث استهدفت المبادرة الجديدة وضع ملامح مشروع وطني للقضاء بشكل نهائي على بقايا الفتنة الطائفية والتي كانت قد ولدت بعد الاحتلال الامريكي البغيض للعراق.
ولعل المعنى الاهم في مبادرة المصاهرة الوطنية التي ضمت هذا العدد من العرسان مناصفة بين الشيعة والسنة هو التأكيد على اللحمة العراقية التي كانت ولا تزال الزيجات المتبادلة ابرز مقوماتها حيث من الشائع داخل العراق ان تجد زيجات متبادلة بين عوائل سنية وشيعية وهو ما تعمل عليه هذه المبادرة.
فبالرغم من كل الظروف التي مرت على العراقيين كشعب وليس كساسة الا انهم مازالوا يصرون على انه لا فرق بين ألوان هذا الفسيفساء الجميل الذي يتكون منه العراق، والمبادرة دليل على متانة العلاقة بين الطيف العراقي والتي تمتد في عمق التاريخ فقد التأم جمع 750 عروساً وعريساً نصفهم من الشيعة والآخر من السنة في قاعة واحدة ببغداد ليعلنوا عن مبادرة المصاهرة الوطنية.
والمبادرة التي دعا لها نائب رئيس الجمهورية طارق الهاشمي وتكفل بجزء من تكاليف زواج هؤلاء العرسان الذين أرادوا إظهار حقيقة الشعب العراقي الذي يؤكد افراده بأنه لا فرق بين سني وشيعي الا بمقدار حب العراق.
ولا نعتقد ان هناك أجمل وأعمق من كلمات شاعر العراق الكبير بدر شاكر السياب تجسد ذلك العشق الذي يضج به العراقيون الى بلدهم اينما كانوا:
بالامس حين مررت بالمقهى، سمعتك يا عراق وكنت دورة الاسطوانة
احببت فيك عراق روحي او حببتك انت فيه
الملتقى بك والعراق على يدي... هو اللقاء
جوع اليه... كجوع كل دم الغريق الى الهواء
الشمس اجمل في بلادي من سواها، والظلام
حتى الظلام - هناك اجمل، فهو يحتضن العراق.