ولا من مغـيـث
في التراث وتقاليدها,يغيث العربي من يستغيث به,ويحميه ويقدم لهم الحماية والأمان بما جاء مستغيثاً به أو منه,ويقدم له المساعدة اللازمة حتى يشعر بالاطمئنان.
ومن أبسط ,أو بتبسيط معاني فقه الثورات,أن الثورة تقوم,ليس فقط لتغيير وضع قائم بسلطته وثقافته وشخوصه وأيدولوجيته التي تسير عليها قواه المتمكنة من مفاصل القرار الذي يسري على مكونات الممجتمع وقواه السياسية والاجتماعية والاقتصادية,وإنما وهذا هو النهج الثوري المألوف,لتحقق مناهج تقدمية نحو تنبي المستجدات التي تفرضها طبيعة التطورالموضوعية (أي التي تراعي -- ولاتتقيد -- طبيعة العلاقات الاجتماعية وتراثها وعاداتها وتقاليدها..) في الفكر والأساليب والأدوات والمفاهيم المرتبطة بتلك الموضوعية والمهنية والتقنية والعقيدية التي تطال كل ما يربط الإنسان بحياته في مجتمعه ودنياه في إقليمه وعالمه في هذا الكون.فالثورة في أبسط معانيها وبداية أولوياتها,تقوم لترسم مجرى تغييرواضح المعالم للحاق بأسباب التقدم,وحفظ كرامة المواطن,وتأمين احتياجاته الأساسية بكفاءة وعدالة, وتوطين الحريات الفردية,وترسيخ الاستقلال الوطني,وتخليص القرارات السيادية من الهيمنة الأجنبية,وتنمية القدرات الوطنية للاعتماد على الذات باستثمار نقي من الفساد ومن الجهل,لكل الموارد الوطنية المتاحة,وانتقاء واع لمصادره الخارجية.
تبخرت خدعة (الربيع العربي) بإلصاق تهم الثورة به,فسرعان ما تكشفت نتائجه التي يبدو أنها تمثل حالة استباق حققته قوى الاستعمار والهيمنة والامبريالية في تحركها للبدء به لتفوت الفرصة على تحرك القوى الوطنية في كل من الأقطار التي ابتليت به (أي الربيع العربي) لتحقق مآرب استراتيجية لمصالحها في تعميم الفوضى بكل أرجاء الوطن العربي, وتجهز على قدرة طروحات قواه التقدمية والوطنية بفهم واضح لما يجري,وتعمية وتضليل رؤاها عن ما ستؤدي إليه تلك التحركات ( الثورية) التي رسمت مسارها القوى الأجنبية الطامعة والجشعة, والتسبب في تعثر ردود أفعال تلك القوى.فقد استهدفت القوى التقدمية والحركات الوطنية تلك النظم التي طالها التغييروكانوا يطالبون بذهابها,ويسعون إلى الإطاحة بها,إلا أن قوى التربص الأجنبية الصهيونية والمتصهينة,قامت بحركة شاملة استباقية كي تضمن إبقاء الأمة العربية في حالة من الفوضى,وفي حالة من اليأس, وفي تعميق تردي أوضاعها الاقتصادية,وإحياء الغرائز العنصرية والطائفية وتشجيعها بين مكونات مجتمعاتنا العربية التعددية والمتنوعة...وكان لها ما أرادت في تحويل أكثر من دولة إلى مصاف الدولة الفاشلة.
الدرس التاريخي الذي تجهله بعض القوى التي استجابت لشروط الأجنبي,وتعاونت مع رغباته في وأد كل تطلعات المواطن العربي في الحرية ولبناء الدولة الديمقراطية التعددية الحديثة والمعاصرة,ونحت مبادئها مقابل الحصول على السلطة في السباق بين هذه القوى وبين قوى الاستعمار والامبريالية في ميدان الخداع,والتمسكن حتى التمكن,والتستر بالشعارات الجاذبة للمواطن والتي تعده بتحقيق تطلعاته,وقد ظنت تلك القوى بعمى من بريق السلطة المأمولة بأن الثقة بالساسة الغربيين والساسة الأميركيين يمكن أن تمنحم فرصة الوصول إلى هدف قدموه على كل أهدافهم وهو (السلطة : طريق لفرض الأهداف على المجتمع), وتطويع المواطن وترهيبة كي (يقتنع) بالطروحات العقيديةالتي تتبناها السلطة,وتجويعه إن راودته نفسه على الخروج عن طاعة الحاكم ورضاه....الدرس هو أن القومية هي انتماء فطري لا خيارللفرد فيه,وأن الولاء لهذاالانتماء استجابة أخلاقية من الفرد لأصوله.وأن المشاعر القومية تتسامى عن التطرف,وتتعف عن الضرب بنشأتها عرض الحائط وتظل محفزاً للنشاط الوطني والحراك التحرري من الأطماع الأجنبية.هذا من ناحية ؛
من ناحية أخرى,فإن تماس الأمة مع دورها الحضاري التاريخي, وتعايشها في المجتمع التعددي,والتعددية خليقة سماوية منذ البدء,وحفاظها على وعيها الوطني المستمد أسباب قوته من المنجزات الحضارية التي حققتها الأمة عبر مراحل تاريخها, وارتباطها المشروع بروابطها القومية والوطنية,يقوي من عزيمة أبنائها على مواجهة الحركات الشوفينية المحلية والأجنبية,والحركات المتجاوزة لانتمائها القومي الطبيعي,لإنها بذلك تفقتد إلى أسس الانتماء ومبرراته,والانتصار عليها, كما هو الحال في سوريا,وفي مصر وكما تنبهت إليه القوى القومية والوطنية في تونس.وقد كانت الهوية القومية على الدوام محور النهوض ومحركه الطبيعي,واستنهاض الهمم في الملمات والمصاعب والمصائب التي تواجه الأمة,فهي قوة ناشئة من رحم المكون البيولوجي,والشيفرةالجينية للفرد؟.
سقطت كل النظم والأحزاب والقوى والحركات والجماعات التي لبت دعوة الامبريالية الأميركية البريطانية المتمادية في استغلال الثروات العربية البشرية والطبيعية في اصطفافها (كجنود تجميل) لجحافل القوات الأجنبية المدججة بأحدث الأسلحة وأشدها فتكاً لغزو العراق,سقطت تلك القوى في بؤس موقفها الذي حفزه الحقد الدفين والضغائن المخبأة في الصدور التي أدت بها لى ضيق النفس,وأصبحت فيما بعد لا ترى حرجاً في أن تضع نفسها رهينة طيعة في يد غادرة ووحشية المسلك والوسيلة.وأخذ التنسيق بين هذه القوى وبين السيد الأميركي وضعاً علنياً وكأنه أمر طبيعي ووجدت في القوة العسكرية الأميركية وسيلة لتحقيق مطامعها في السلطة (الثورية),فقادت بلادها إلى ما نشهده عليها في أيامنا هذه وكل يصفه كما يحلو له,وهذه تجربة لم تصحو بعد معها ضمائر باعت وطنها ببندقية سوف تنتحر هي نفسها بها.
فلم تتعظ قيادة (الثائر- رئيس الإتلاف الوطني لقوى الثورة والمعارضة في سوري ,هادي البحرة) من كل ما يدور من مآس ودمار قوى الأجنبي لممتلكات الأوطان ومصيرها وثرواتها ليستغيث بها بكل صراحة لتصنع له ثورة بعد الفشل الذريع الذي لحق بكل القوى التي تلقت الدعم من أكبر القوى وأغناها,وبعد بهتان صورة تلك القوى التي لم تعد تحمل سوى جوازات جنسيات أجنبية تلتزم بالولاء لها والوفاء لقواتها الغازية.
وبكل الصراحة (وإن تستحق كلمة أخرى),فإن البرلمان الليبي لا يعتبر دعوة قوى الأجنبي العسكرية تدخلاً وإنما حماية للشعب الليبي!!!!
هل سنسمع,بعد أن اختلت موازين أي قوة عربية يمكن للعربي أن يستغيث بها, ما هو أكثر من ذلك وأشده ألماً وأكثره ضياعا للقيم وموتا للضمائر الوطنية ومن هنا وهناك,ثم نتغنى بالحرية والثورة!!!.وهل أكثر احتقارا من عدم الاستجابة لاستجداء الإغاثة,فلم يعد الغرب بعدما آلت إليه الحال العربي يكترث حتى لدعوات أعوانه المتكررة دون حياء أو خجل (بالتفضل) بالسيطرة على دولهم.!!!! ولعل السبب أوضح من أن نذكره أو نذكر به.
وزير الخارجية البريطاني:سحب الدعم من الأونروا كان خطأً فادحاً
رئيس البرلمان العربي يهنئ الصفدي
انطلاق جائزة الملك عبدالله الثاني للياقة البدنية في الكورة
افتتاح المعرض الفني التراثي والتجمع الإرشادي الوطني
نتنياهو يتهم حماس بعرقلة صفقة الهدنة وتبادل المحتجزين
رؤية عمّان تعلن نتائج الحزمة السادسة من الفرص الاستثمارية
ارتفاع ضحايا العدوان الإسرائيلي بلبنان إلى 3516 شهيدًا
الخدمات الطبية تطلق قناة رسمية على واتساب .. رابط
انتخاب مجلس إدارة اتحاد الجوجيتسو .. أسماء
إطلاق المرحلة الثانية لمبادرة شوارع آمنة للأطفال
الأردن يستضيف اجتماع اللجان الأولمبية العربية
غزة فلسطين المحتلة-الجنوب لبنان .. خطط جهنمية بإرادة دولية
تطورات المنخفض الجوي: أمطار متفرقة بهذا الموعد
تفويض مكتب النواب الدائم لتشكيل لجنة الرد على خطاب العرش
ولي العهد ينشر صورا مع الأميرة رجوة في افتتاح مجلس الأمة .. شاهد
المعاصر تحدد أسعار تنكة زيت الزيتون في الأسواق
هام من أمانة عمان بخصوص ضريبة المسقفات
تعميم من البنك المركزي إلى البنوك
شائعة وفاة ملك جمال الأردن تتصدر المواقع
مهم قبيل مباراة النشامى والكويت
جامعة اليرموك تطلب أعضاء هيئة تدريس .. رابط
التسعيرة المسائية .. انخفاض كبير بأسعار الذهب محلياً
تفاصيل الحالة الجوية من الأربعاء حتى الجمعة
تفاصيل المنخفض الجوي القادم إلى المملكة ..
تشكيلات وإحالات للتقاعد في التربية .. أسماء
مقابلات وامتحان تنافسي وشواغر .. تفاصيل وأسماء
البنوك تلتزم بتخفيض أسعار الفائدة للأفراد .. تفاصيل
إغلاق 35 مقهى في عمان .. تفاصيل