صحيفة السوسنة الأردنية

يمكن للذين سئموا كرة القدم فى فيينا الاختيار بين أكثر من 50 "منطقة خالية من اليورو"! عبارة عن مطاعم وحانات ومقاهي لكنهم أينما حلو سيجدون أن كرة القدم قد زحفت من الباب الخلفي . فالسير عبر شوارع فيينا هذه الأيام يعني مشاهدة مباريات بطولة أوروبا لكرة القدم حيث تنتشر الشاشات التليفزيونية في كل مكان من المقاهي الأنيقة في وسط المدينة إلى محلات الايس كريم. حتى محل النقانق المجاور لدار اوبرا فيينا تحول إلى موقع للمشاهدة العامة بفضل جهاز تليفزيون صغير وضع على طاولة (كاونتر) المحل.

لكن الامر يختلف في فندق اركوتيل فيمبرجر الخالي من اليورو 2008 حيث وضعت لافتة في ردهة الفندق تقول: "احتراما لنزلائنا وزبائننا الكرام من فضلك لا تتحدث عن بطولة أوروبا لكرة القدم في هذا المكان".

وليس ثمة شاشات تليفزيونية في الاماكن العامة بالفندق الذي اتخذ قرارا بعدم استضافة مجموعات النزلاء المرتبطين بالبطولة الاوروبية أو رعاتها. وصرحت بريجيت رادر المتحدثة باسم الفندق لوكالة الأنباء الألمانية (د.ب.أ) قائلة "إنه يمثل مكانا للهدوء في فيينا المحمومة (كرويا)". ويقول الفندق إن نسبة الاشغال والحجوزات به جيدة لكن حانة الفندق كان به زبونة واحدة ليلة امس الثلاثاء هي جيزيلا باينروكر وهي سيدة أنيقة من فيينا يغطي الشعر الابيض رأسها.

وأعربت الزبونة عن سعادتها بان هذا المكان المعزول عن بطولة اوروبا يوفر لها الفرصة لتنعم بالهدوء والراحة . وقالت " وإلا ما كنت جئت إليه". فهي تشعر بأنها مقيدة لان عددا من شوارع وسط المدينة تحول إلى مناطق للمشجعين وتقول " هذا كثير ". لكن حتى مجموعة اركوتيل - مالكة الفندق- لا تملك رفاهية التغاضي عن حدث رياضي ضخم كبطولة أوروبا لكرة القدم. فواحد من فنادقها في فيينا تم تخصيصه ضمن مجموعة الفنادق المخصصة للبطولة الاوروبية حيث يوفر غرفا لمسئولي الاتحاد الاوروبي لكرة القدم وغيرهم من العاملين في بطولة 2008 . وأخذت مالكة حديقة لتقديم المشويات والجعة ( لبيرة) تطل على نهر الدانوب. فبينما يجلس غالبية الزبائن أمام شاشة مسطحة يشاهدون كرة القدم فقد تركت أربع مناضد خالية من اليورو .

وتوضح مالكة الحديقة ريناته روزنير الامر قائلة "إنها محطة للفتيات. فقد قررت أن تحجز منطقة أو مكانا لصديقاتها والكثيرات منهن متزوجات من ضباط شرطة أو مطافئ يقومون بأداء واجبهم - طوال اليوم تقريبا - في تأمين البطولة". وتقول روزنير انه "من غير المنطقي على الاطلاق عدم استثمار هذا الحدث الرياضي الكبير. ومن المستحيل أن تمضي الامور دون يورو أبدا"./ د ب ا /