اليرموك تنظم يوما ثقافيا في أم قيس الأثري

mainThumb

10-08-2014 02:50 PM

السوسنة - مندوبا عن رئيس جامعة اليرموك افتتح الدكتور عبدالله الجراح نائب رئيس الجامعة فعاليات  اليوم الثقافي في بلدة أم قيس الأثرية، الذي نظمته كلية الآثار والأنثروبولوجيا بالجامعة بالتعاون مع بعض الجامعات الأوروبية والمتوسطية وذلك ضمن مشروعها المشترك (ArcheoMed) الممول من قبل الاتحاد الأوروبي، بحضور متصرف لواء بني كنانة غازي قبلان.

وأكد الدكتور الجراح خلال كلمة ألقاها في الحفل أن اليرموك تجسد من خلال فعاليات هذا اليوم الثقافي احد أهم محاور استراتيجياتها وهو الشراكة مع المجتمع المحلي، لاسيما وان الأردن يتمتع بموروث ثقافي وحضاري غزير ومتنوع يعكس غنى وتنوع الحضارات التي سادت على أرضه، ويمكن أن يمثل هذا التراث ركيزة أساسية لبناء الهوية الوطنية، وعنصراً أساسيا لتحقيق التنمية المستدامة، وهذا يوجب على الأردن تبني السياسات والاستراتيجيات في مجال حماية التراث الحضاري وتطويره وإدارته، ومن هنا جاءت مشاركة اليرموك في مشروع اركيوميد وهو احد مشاريع الشراكة الأوروبية المتوسطية بالتعاون مع العديد من الجامعات الأوروبية والعربية، والذي يهدف إلى تطوير المواقع الأثرية المهمشة وترويجها سياحيا وتنميتها بشكل مستدام بمشاركة فاعلة من أبناء المجتمع المحلي.

وأضاف إننا نقتبس فكرنا وقيمنا الحضارية من التراث الأردني الذي يعتبر العمود الفقري في بناء الهرم الثقافي المتماسك الأطرف لإرساء البنية التحتية الثقافية للتنمية الشاملة باعتبارها المحور المحرك لأي عملية تنموية قائمة في إطار منظومة ثقافية تراعي التحولات الاجتماعية والاقتصادية والتقنية المتسارعة، لافتا إلى ضرورة توظيف مفردات التراث لخدمة القطاع السياحي من خلال ترميم وتأهيل المزارات السياحية وتوفير الخدمات فيها لتكون مزارات سياحية نشطة، بما يسهم في تنويع مصادر الدخل القومي ويعرف بتاريخ الأردن ومعالمه الحضارية.

مدير عام الآثار الدكتور منذر جمحاوي ألقى كلمة أشاد من خلالها بجامعة اليرموك لتنظيمها لأعمال هذه الورشة المتخصصة التي لها ارتباط وثيق في أولويات دائرة الآثار والتي ستسهم في بناء منظومة تنمية مستدامة تهدف إلى صياغة العلاقة مابين المواقع الأثرية ومجتمعاتها المحلية، مؤكداً اهتمام كافة المؤسسات ذات العلاقة للمحافظة على تراثنا الأثري كأداة لتحقيق التنمية الشاملة، مشيرا إلى أن الوعي الأثري هو نقطة البداية في العمل الأثري.

وأضاف أن السياحة المستدامة هي نهج وأسلوب تقوم عليه العديد من المؤسسات السياحية العالمية وهذا المفهوم يعتمد بشكله النظري على علاقة أبعاد، أولها البعد الاقتصادي، وثانيها البعد الاجتماعي، والثالث بيئي، وأن اللقاء اليوم في هذا الموقع الأثري لهو دليل على أشكال التشاركية المطلوبة مع مؤسسات أكاديمية مهمة كجامعة اليرموك.

عميد الكلية الدكتور نبيل بدر أشار إلى أن فعاليات هذا اليوم الثقافي تهدف إلى التعريف بالقيمة التاريخية والأثرية والاقتصادية لموقع أم قيس، ولبيان العلاقة بين الموقع الأثري والتراثي والمجتمع المحلي، وإشراك سكان المنطقة تنموياً واقتصاديا للاستفادة من خيرات موقع أم قيس الأثري، بالإضافة إلى عرض نتائج مشروع اركيوميد الذي اشرف عليه مجموعة متخصصة من أعضاء هيئة التدريس في الكلية، وبيان الفائدة المرجوة على الموقع من حيث المحافظة عليه وتطوير إدارته، مستعرضا دور اليرموك في الحرص على المحافظة على تراثنا الحضاري من خلال إنشاء كلية الآثار فيها بأقسامها المختلفة والمشاريع البحثية والميدانية ذات العلاقة التي يقوم عليها أعضاء هيئة التدريس بالكلية.

وأوضح الدكتور زياد السعد مدير المشروع في الأردن أن فكرة اليوم الثقافي تقوم على تنظيم مجموعة من الأنشطة الثقافية والعلمية والإعلامية التي تهدف بمجملها إلى التعريف بالقيمة التاريخية والأثرية والاقتصادية والرمزية لموقع أم قيس، وإعادة صياغة العلاقة بين الموقع الأثري والتراثي في القرية وبين المجتمع المحلي الذي يسكن القرية بما يكفل إدماج السكان وتكاملهم مع الموقع.

لافتا إلى أن ورشة العمل بعنوان "التنمية المستدامة لموقع التراث الحضاري المهمشة" التي تم عقدها ضمن فعاليات اليوم تضمنت تقديم النتائج التي توصل إليها مشروع Archeomed حول أفضل الأساليب والطرق الواجب إتباعها من أجل التنمية المستدامة والإدارة الفاعلة لمواقع التراث الحضاري التي تعاني من التهميش وضعف الإمكانات المادية والبشرية مما يحد بشكل كبير من تطوير هذه المواقع بشكل مستدام وبما يعود بالنفع على المجتمع المحلي المحيط بهذه المواقع.

أحد أبناء المجتمع المحلي للموقع الأثري موسى النعواشي ألقى كلمة أكد من خلالها أن أم قيس "جدارا" تستحق منا جميعاً الاهتمام، وما عقد هذه الورشة في جنباتها إلا دليل يحفز فينا الأمل لأنها مدينة الجداري رائد المدرسة الهلينستيه والتي قال فيها الشاعر ميليا غروس الجداري "أيها المار من هنا ... كما أنت الآن كنت أنا وكما أنا الآن ستكون أنت"، معبرا عن شكره في ختام كلمته جامعة اليرموك على تنظيمها واهتمامها بهذا الموقع الأثري العظيم.

وتضمنت فعاليات اليوم عرض فيلم وثائقي وضح طبيعة الموقع الأثري لمدينة أم قيس، كما تم افتتاح معرض للصور الخاصة بالموقع تبين ارتباط حياة سكان المنطقة بالموقع، وآخر يؤرخ بدايات الحفريات الأثرية وتطورها وواقعها الحالي.

 







تعليقات القراء

لا يوجد تعليقات


أكتب تعليقا

لا يمكن اضافة تعليق جديد