البدانة تسبب بازمة غذاء وتغير المناخ

mainThumb

18-05-2008 12:00 AM

احتلت البدانة جانباً لا بأس به من اهتمامات علماء الطب، نظراً لكثرة عدد المصابين بها حول العالم، وارتباطها في الغالب بالعديد من الأمراض، منها السكري وضغط الدم وأمراض القلب والمفاصل وغيرها.

وحتى وقت قريب كانت أخطار البدانة تنحصر على المصابين بها فقط، لكن العلم الحديث أثبت أن الأشخاص البدناء يساهمون في تفاقم أزمة الاقتصاد العالمية وظاهرة تغير المناخ، إذ أنهم يستهلكون كمية من السعرات الحرارية تزيد بنسبة 18 بالمائة على المعدل الطبيعي لاستهلاك الفرد العادي.

وأشارت دراسة أجراها خبراء من مدرسة لندن للصحة وطب أمراض المناطق الاستوائية، إلى أن البدناء مسئولين عن استخدام كميات أكثر من الوقود، الأمر الذي يترك أثراً على البيئة ويؤدي إلى ارتفاع أسعار الغذاء، لطالما أن قطاعي المواصلات والزراعة يعتمدان على استخدام الوقود النفطي.

وأوضح الباحثون أن الفقراء يصارعون من أجل الحصول على الغذاء في الوقت الذي ترتفع فيه نسبة انبعاثات الغازات، فيما بات يُعرف بظاهرة الاحتباس الحراري.

وأعلنت منظمة الصحة العالمية أن عدد الأشخاص الذين يعانون من السمنة في العالم سيرتفع إلى أكثر من الضعف في غضون سبع سنوات ليصل الرقم إلى 700 مليون نسمة بحلول عام 2015.

وقد وجد فريق الباحثين المذكور أن الشخص السمين يتطلب 1680 سعرة حرارية يومياً للإبقاء على المعدل الطبيعي للطاقة لديه، بالإضافة إلى 1280 سعرة أخرى لتمكينه من ممارسة أنشطتة اليومية، وهذا أعلى بحوالي الخمس من المعدل الطبيعي عند الفرد العادي.

ويقول الباحثون إن استهلاك الغذاء بمعدلات أعلى يؤدي إلى نتيجة مضاعفة تتمثل أولا بزيادة الطلب على الغذاء، وثانيا بزيادة إنتاج المواد الغذائية، ويعني هذا أن العمليات الزراعية تستهلك المزيد من النفط لتلبية الطلب، الأمر الذي يساهم بزيادة سعر الوقود. وهذا ينعكس بدوره زيادة في كلفة إنتاج الغذاء، وبالتالي جعل عملية الحصول عليه أمرا عسيرا على الأشخاص في المناطق الأكثر فقراً.

والأكثر من ذلك، يضيف الباحثون، طبقاً لما ورد بموقع "بي بي سي"، أنه من المحتمل أن يعتمد البدناء على المواصلات بشكل أكبر، الأمر الذي يزيد الضغط على وسائل المواصلات بسبب حجوم هؤلاء الأشخاص البدناء، وبالتالي ينجم عن ذلك ارتفاع إضافي بالأسعار وزيادة في استخدام وسائل التنقل.(محيط)



تعليقات القراء

لا يوجد تعليقات


أكتب تعليقا

لا يمكن اضافة تعليق جديد