فكيف لو استوليتم على السلطة

mainThumb

18-07-2014 05:42 PM

لن ينفع المرء ماضيه,خاصة ذاك الذي يمن علينا به (كما يفعل المناضلون المتكسبون بمواقفهم !!),ما لم يدلل عليه في حاضره,ويؤكده بمواقفه في أصعب الظروف واكثرها قسوة,ليقيه من الزلل والانحراف والانحدار  بالقيم النضالية إلى مستوى يشوهها ويمحو بريقها وصدقيتها فيصبح حال المرء كمن يبيع ذاته  بالرخص المهين في محاولة يائسة لتحقيق أغراضه التي يتوجها الوصول إلى السلطة كهدف نهائي بهكذا  ثمن.

قيادات (ثوار سوريا!!) الأشاوس مقيمون كلهم في الخارج,وزعامات (المعارضات!!) المتنمرة الفارة من ساحة المعارضة الطبيعية وهي البقاء بين الناس في الداخل وممارسة المعارضة بكل موضوعية وجرأة, ما زالوا يقتتلون على تولي (قيادة المعارضات) بممارسة الديمقراطية بالانتخابات الشكلية الترضوية التي تفرضها الجهات الممولة لهم والتي تمضي على فواتير إقاماتهم في الفنادق والفلل,وتتولى مصروفاتهم العائلية والشخصية مع ما يرافق  ذلك من ممارسات الفساد التي تتكشف بين فينة واخرى مما يضخم من خلافاتهم يحول بينها وبين تفاهمهم على قضايا الوطن السوري الذي يقاوم بكل بسالة الحرب المعلنة عليه من كل القوى الامبريالية والتابعة والمنقادة حكما لإرادة تلك القوى التي وجدت من بعض ابناء العرب مرتزقة مدربون وجاهزون للقتال لكل الفئات ما عدا تلك المعادية  للوجود العربي ولفكر التحرر العربي ولتطلع الحرب إلى المستقبل برؤية عربية تنطلق من هموم المواطن العربي,وتتصدى لسياسات التوسع الصهيوني,وتقض مضاجع هذا الوجود المتواطئ مع الوجود الصهيوني االمصطنع على حساب تقتيل وتهجير وطرد وأسر  شعب فلسطين,وتخاذل قوى عربية ونظم إقليمية وتواطؤها باعترافها العلني والضمني بالوجود الصهيوني في فلسطين,وتفاخر بعضويتها في حلف الناتو,وتحلم بأطماع السلطنة العثمانية جاذبة الجهل وموطنة الفقر  في الربوع الغنية العربية.

يقتتل (الثوار) ويفتكون بعضهم ببعضهم الأخر,بحجج التكفير والتخوين والفساد,وعلى الصعيد السياسي (والعقائدي ) تتصاعد حدة الخلافات بين هذه الفئات التي ترتبط كل فئة منها بقوى عربية وأو إقليمية,وأو دولية خارجية,فها هم أعضاء الهيئة العامة للإئتلاف الوطني لقوى الثورة والمعارضة السورية في حقل محدود تتواصل فيه الاختلافات الحادة بينهم على من سيتولى قيادة الإئتلاف بعد انتهاء فترة الجربا,الذي وعد  بتحقيق إرادة الشعب السوري!!  فإذا به لا يمكلك إرادته في حمى الضغوط الأميركية,السعودية,التركية على الأعضاء في ائتلاف ثوار الشعب السوري!!!

من حقنا كمواطنين عرب,وبعد أن حلت بنا كل هذه الكوارث التي صنعناها بأيدينا,طاعة للأجنبي وخدمة لقوى عربية يملأ صدور قادتها الحقد ويسلكون سلوك الضعيف المستقوي بقوى الشر الأجنبية أن نسأل بتهكم وحسرة:
كيف يمكن لمثل تلك القوى المتفقة على أن تختلف في كل صغيرة وكبيرة(وهي في الواقع قوى متناقضة في كل عناصرها وبهم) أن تدير دفة حكم وطن عريق في حضارته  كالوطن السوري بالتوافق والتفاهم دون استئثار وتكالب على الكرسي؟

كيف لمن لا يملك إرادته,خاصة أولئك الذين تخلوا عنها بإراداتهم وبوعي منهم بدافع الحقد والمصلحة الذاتية أن يمثل,ولو زوراً وبهتاناً وادعاءً فارغاً,إرادة غيره شخصاً كان أم مجموعة؟؟

وكيف يجرؤ شخص أو مجموعة (حزب ,جماعة,تيار....) من مثل  هؤلاء على مجرد الحديث عن وهم تمثيل إرادة شعبية أياً كان ذلك الشعب؟؟؟ فكيف إذا كان هذا الشعب هوالشعب السوري؟؟؟؟
المهزلة المتحركة مع كل تحرك لتلك الفئات أنهم يختصمون على سلطة وهمية,وأنهم يتصارعون على مناصب فارغة من الصلاحيات,خالية من النفوذ باستثناء ربما الإشراف على الأمور المالية !! ويتقاتلون على مراكز تحركها رغبات أسياد يتلاعبون بهم ذات الشمال وذات اليمين,وهم يترنحون دون تذمر أو كلل. فكيف بهم لو كان هناك ما يختلفون عليه في واقع الحال؟؟

في المفاهيم التقليدية,فإن ما يسمى (الثورة) السورية بادعاء المعارضة التائهة,هي أحلام نائمين في أحضان باردة وخشنة,وكوابيس أطماع شخصية عفى عليها الزمن ,وما هي في واقع الحال سوى عدوان أميركي – غربي مبيت ومرسومة خططه منذ أكثر من عشر سنوات خلت ومتفق على أدواته من الأتباع والطائعين لتغذية هذا العدوان وتجنيد المقاتلين  منهم المتعطشين للقمة الخبز,ومنهم المبرمجين بالمبادئ الشمولية التي آلت بفكرها وأيدولوجيتها إلى الزوال,ومدهم بالمال والسلاح دون تردد أو تساؤل عن النتائج وعن برامج تلك الحروب وأهدافها.

ما أصدق من قال : يسهل على الذي اشتراك أن يبيعك بأرخص الأثمان.



تعليقات القراء

لا يوجد تعليقات


أكتب تعليقا

لا يمكن اضافة تعليق جديد