قِصَّتي مع العجوز العطوي
لقد أنعم الله علينا بزيارة البيت الحرام هذا العام ، وقد كان من قبلنا يكتبون رحلاتهم ويُدَوِّنون ما يجري لهم ، وما يشاهدون ، وعلى سَنَنِهم سأذكرُ طرفا مما شاهدتُ أثناء رحلتي ، بدأنا الرحلة من الطرف الشمالي لدولة السعودية ، وهو مدخل ( العْمِري ) بالقرب من قرية ( القريات ) ، وقد وجدنا أشياء تَسُرُّ وأُخْرى تُحْزِنُ كعادة هذه الدنيا التي لا تَصْفو حتى للملوك !
وذكري لهذه الرحلة دافعُه ، قِصَّةٌ جرتْ لنا ونحن قافلون من المدينة المنورة – على ساكنها أفضلُ الصلاة والتَّسليم – عبرَ طريق مدينة تبوك أرض الأجداد والأسلاف ، قصةٌ تُذَكِّرُنا بصفات العرب الأوائل ، صفة ( النجدة والنخوة ) التي درستْ رسومُها في هذا الزمان ، واختفتْ معالمُها إلا عند قِلَّة قليلة ، هم مِلْحُ الدنيا التي شانها الغدرُ وعواءُ الذئاب !
قصةٌ لا نسمعُ بأخواتها إلا في بطون الكتب والأشعار ، نتغنَّى بها ونذرف الدمع على أطلالها كما ذرف المحبُّون غزير الدمع على الدِّمَنِ وآثار النُّؤي ، وأثافيِّ الخيام .
وبَداءة ذي بِدْءٍ فإن خروجَنا من دولة السعودية كان من مخرج مدينة ( تبوك ) لِسماعنا أن مخرجَ القريات فيه مشاكلُ وعُسْرٌ ، وأثناء السير بين المدينة المنورة وتبوك قررنا أن نَعوجَ على شجرة كان لنا فيها مَقيلٌ حال قدومنا الى المدينة ، وكانت شجرةٌ صحراوية ذات برودة وظلال حتى أن أحدنا تَمِنَّى أن تكون في حوش داره لِيَجْعَلها مَجْلِسا في حَمَّارة القيظ ولهيب الحرور والسموم ، نعم عُجْنا عليها فِعْلَ ( ذي الرُّمَّةِ ) بديار محبوبته ( مَيٍّ ) :
خَلَيْلَيَّ عُوْجا من صدور الرَّواحِل
.... بِجُمْهورِ حُزْوَى ؛ فَابكيا في المنازلِ
لَعَلَّ انحدارَ الدَّمْعِ يُعْقِبُ راحةً
.... من الوجدِ أو يَشْفي نَجِيَّ البلابلِ .
فما إنْ تركنا الطريقَ العام واقتربنا من تيك الشجرة حتى غارت عجالُ السَّيَّارة في كثيب الرمل ، فحاولنا الخروج من هذه الورطة – الورطة لغةً هي الدخول في الوحل ثم استعيرتْ عن كل بلاء ومُصاب – مرةً بالدفع الى الامام ومرة الى الخلف ، لكن لا جدوى ، فقرر أحدُ الرفقاء الوقوفَ على الطريق العام والتَّلويح للمارَّة لعلَّ قلباً شفوقا يُسْعِفنا ، فلم يَطُلْ الوقوفُ ، فإذا سيارة من سيارات البدو تقف – وسيَّارات البدو قوية تتحمل الرمال والطريق الوعرة ، ولعلهم استعاضوها عن البعير سفينة الصحراء – أخذنا نتعرف على ملامح الرجل صاحب النجدة والنخوة الذي أنجدنا في أرض مقطوعة إلا من الوحش والجآن ، قلنا لعلَّه شابٌ أو كهلٌ ، اقترب منا حتى بدتْ ملامحُهُ تظهرُ لنا واضحةً ، فإذا هو رجلٌ في العقد التاسع أو ما ينوف !
نزل من سيَّارته القوية يكادُ يقعُ من شدَّة الضعف الذي سببُه كِبَرُ السِّنِّ ، يحملُ تحتَ إبطهِ ( مسدسا ) عادة البدو في التَّحلي بالسلاح ، حتى قلتُ في نفسي لو أطلقَ رصاصةً لوقع الى الارض لا محالة !
تكلمنا معه عن سبب وجودنا هنا ( ورطة يا عمْ ) فتبسَّم وقال : ( خير إنْ شاء الله ) فأخرج لنا حبلا من وراء مقعده ، ولكن هذا الحبل انقطع عند أوَّل محولة لِسَحْبنا ، ففتَّش هنا وهناك في السيَّارة حتى وقع على ( جنزيرمن حديد ) فقمنا بربط ما بين السيارتين ، فكان النَّجاءُ والفرج ، فنزل من سيَّارته حتى يُوَدِّعُنا ونودِّعه ، فأحببْتُ التعرُّفَ إليه ، فقلتُ له : ( يا عمْ مااسمُك ومن أي القبائل أنتَ ؟ ) فتبَسَّم ، وقال : ( وايشْ تَبي باسمي ) ؟ فعرفتُ أنه لا يريدُ اعطاءنا اسمه ، فكررتُ السؤال : ( من أي القبائل أنت ) ؟ فقال : من ( بني عطية ) ، ففرحتُ لهذا الجواب وقلتُ مُسْرعا نحن من أبناء عمومتِك ، فدعانا الى الطعام ، فشكرناه وأمسكنا الطريق العام وهو ينظر الينا حتى يَطْمَئِنَّ على سلامتنا .
فجزاه اللهُ كُلَّ خيرٍ ، رغمَ أننا ما عرفناه ، ولكنَّ الله يَعْلَمُه !
مهرجان عمان السينمائي الدولي يعلن انطلاق دورته السادسة في 2 تموز المقبل
استشهاد 40 بغارات إسرائيلية وأزمة دم حادة بغزة
الملكية الأردنية تكرم الطيارين تقديراً لعطائهم بمناسبة يوم الطيار العالمي
الخيرية الهاشمية: سندعم طولكرم وجنين نظرا للظروف القاسية التي تمران بها
وزير الداخلية يستقبل نظيره البحريني ويبحثان تعزيز العلاقات الثنائية
الحوثيون يستهدفون حاملة الطائرات ترومان وقصف عسقلان
التلفزيون الأردني 57 عامًا في خدمة المتلقين وثوابت الوطن
وزارة العمل تتأهل لنهائيات جوائز القمة العالمية 2025
سوريا: اعتقال متهم بارتكاب مجازر في اللاذقية
برنامج الأغذية العالمي يعتزم خفض موظفيه 30% عالميًا
ارتفاع أسعار الذهب 70 قرشا في التسعيرة الثانية
إسرائيل ترفض مقترح وقف إطلاق النار لخمس سنوات
شركة البوتاس العربية تعزز وجودها الاستراتيجي في أوروبا
جلسة حاسمة قريباً قد تطيح بــ 4 رؤساء جامعات
مصادر حكومية: الأردن أكبر من الرد على بيانات فصائل فلسطينية
خبر سار لأصحاب المركبات الكهربائية في الأردن
الأردن .. حالة الطقس من الخميس إلى الأحد
توضيح مهم بشأن تطبيق العقوبات البديلة للمحكومين
الليمون يسجل أعلى سعر بالسوق المركزي اليوم
رسائل احتيالية .. تحذير هام للأردنيين من أمانة عمان
الخط الحجازي الأردني يطلق أولى رحلاته السياحية إلى رحاب
مصدر أمني:ما يتم تداوله غير صحيح
أول رد من حماس على الشتائم التي وجهها عباس للحركة
رفع إنتاجية غاز الريشة إلى 418 مليون قدم يوميا
تصريح مهم حول إسطوانة الغاز البلاستيكية
أسعار غرام الذهب في الأردن الخميس