دمى المسرح السياسي

mainThumb

12-06-2014 09:15 PM

هل يمكن في يوم من الأيام أن نشاهد عرضاً مسرحياً دون أن نشعر بالإثارة لمعرفة نهايته؟ وخصوصاً اذا أجاد الممثلون أدوارهم !!


بالنسبة لنا منذ قيام الربيع العربي المفترض بدأنا نراقب وجوه المؤدون وننتظر بحماسة شديدة متى سنقع على الأرض ضحكاً أو تنتابنا موجة هستيرية أو حتى نواح حاد مصحوب بألم في الصدر .


وإلى هذه اللحظة لم نشعر بأن العرض وصل إلى ارضاء حتى الصغير الذي يضطر الى مجالسة والديه وهم يحاولون قصارى جهدهم  أن يفتعلون حركة تدلل على عدم موتهم السريري حتى لا يفزع ويخرع طفلهم من صفار وجوههم وازرقاق شفاههم وهم متسمرون منذ حوالي ثلاثة آلاف سنة أمام هذه المسرحية التي تنتقل من عربي إلى آخر !! حتى يصل الأمر به أن يكبر ويجالس أبنائه متسمراً أمام ذات المسرحية ويكتسب ردود أفعال والديه التي تربى على مشاهدتها واكتسبها بجدارة منهم، وهكذا تستمر الحلقة الوراثية بيننا !!


فشل الدراما المسرحية العربية له أسباب عديدة ،  أولها سيناريو مثير للتعجب والاستغراب بإفراط ، غياب الحبكة ، وتكرار المشاهد ، والاكشن الذي لا ينتهي كالأفلام الهندية المحترمة ، والمزري تلك  النهايات السعيدة التي تُعيد احياء الأموات مرة  أخرى بعد أن توفتهم المنية مئات المرات ، والشرير الذي يتضح أنه من الصالحين !! ونحن الأقدر طبعاً  على اعادة احيائهم في السيناريوهات في كل مرة  نظراً لعدم توافر قدرات أخرى تُكمل الفصل الأخير  !! والذي يجعلنا من المتأخرين للوصول إلى السجادة الحمراء في هوليود واستلام كأس العالم الذي يُسمى "أوسكار" ، أننا نفتقر إلى المُخيلة المنطقية وحتى الفنتازيا التي نعتنقها مبالغ بأمرها !! ومن هنا نحن لا نصلح إلا كدمى متحركة ومعلقة بخيطان يتحكم في عرضها أصحاب الخبرات القديرة ، وحينها فقط نحظى بجمهور يتفاعل مع العرض ويترقب ويندهش ويبدي جميع أنواع الحركات الارادية واللاإرادية !!


في مسرحنا اليوم نهاية ستلد لنا بدايةً جديدة، حالنا اليوم خسارة حملت لنا انهزاماً اذا لم يقض مضجعنا الآن ، مؤكداً سيزلزل سذاجتنا واستسلامنا في أي لحظة .


في مهزلة المسرح العربي  لم تعد السخرية تليق ، ولا الجدية تفي بشيء ، ولا التجاوز والقبول يعني الأفضل .


في هذه الدراما الهزيلة حدث أمران الأول : خيارٌ صعب ، والآخر صفقة مشتركة مسبوقة بقرار متفق عليه!!


ونحن الجمهور العربي الغفير ، ما زلنا لا نمل ولا نكل من الاضافات الجديدة في النص المسرحي  التي يسكبونها في اوراقهم على أمل أن ترتقي صناعة الدراما وتنافس شقيقاتها الأجانب وتصل الى العالمية ونتحضر ونتطور  بثقافاتنا ونرضي المشاهد العالمي الحزين ، وعلى أمل أن نصاب برعشة حقيقية من مشهد يجعلنا نقفز إلى أسفل ،  ونصفق بحرارة ونصرخ ، مبروك النهاية السعيدة لكم يا عرب !!


والله المستعان



تعليقات القراء

لا يوجد تعليقات


أكتب تعليقا

لا يمكن اضافة تعليق جديد