التراجع الثقافي على مواقع التواصل الاجتماعي

mainThumb

26-05-2014 08:37 PM

نحن نعلم تماماً بأن العامة يجدون متنفساً يعبرون به عن آرائهم ويتنافسون ويتباهون بثقافاتهم وأفكارهم ويتبادلون الآراء فيما بينهم عن طريق المنفذ الوحيد والصرح الأضخم الذي يجمع العالم في نقطة الكترونية واحدة أنشأها الغرب لإلهاء العرب عن المهم وأطلقوا عليه مسمى " فيس بوك" .


اليوم نجد الجادين الباحثين عن طرح مختلف وجديد لتلقي معلومة هادفة، والسياسيين الذين يتبارزون لإثبات أنهم على حق  بين اختلاف توجهاتهم ، والمواطن البسيط الذي يستعرض صوره كلما سنحت له الفرصة في رفعها وادراجها  والتي تنهي عدد" الجيجات" بسرعة فائقة ولكن المهم أن يُشعر الآخر بأنه يملك حياة .وغير ذلك من متطفلين هوايتهم التطفل على خصوصية الصديق الافتراضي واقلاق راحته، وذوي الألفاظ النارية التي لا تنفك بالخروج بمنشوراتهم ، تحت ذريعة " حقي أحكي وحقي أعصب" . والعشاق الذين يمطروننا بأبياتهم ونثرهم وأهوائهم وجلّ ما في الأمر أنهم يستميلون الفتاة كي تقع في شرك " العلاقة الفيس بوكيه" .الا من كان شاعراً كاتباً مثقفاً مبدعاً صادقاً لقلمه.


والأرعن والأدهى والذي ينذر بالخطر المزاودات الوطنية والتأويل الذي لا ينتج عنه الا اثارة الفتن والحقد ويمزق ما تبقى من نسيج وطني .

ولا أعمم هنا ويقيناً ندرك بأن هذه الكوكبة الكبيرة تضم مختلف أنواع الثقافات والخلفيات الاجتماعية التربوية ، ولكن من المهم أن يُدرك رواد هذا العالم بأن جميع ثورات بلاد الربيع العربي بدأت من مواقع التواصل الاجتماعي ، ولو أن فكرة ما لا ينتج عنها ردة فعل، لما أغلقت صفحات عديدة وتحاسب الكثير على أفكارهم ووضعت الرقابة على رواد هذه المواقع.


الفيس بوك وغيره عبارة عن حراكات شعبية لا يُستهان بها ولا بتأثيرها على القارئ أو المتتبع أو الصديق الافتراضي كان او حقيقي .


نحن في وقت حرج على جميع الأصعدة ، ولا ينقصنا أن نستفز شعباً قارب على الانفجار من شدة الضغوطات الاقتصادية والمجتمعية والسياسية .....


يجب أن نستعين برأس الحكمة في استخدام هذه الأداة الالكترونية الخطيرة. عندما أكون أملك ما يزيد عن أربعة الآف صديق فهنا يجب أن أكون "ولي أمر" راعٍ مسؤول عن رعيته،  إن لم أملك ما يفيد القارئ فلا داعي لأن أكتب وأنشر النعرات والفتن والانقسامات فيما بينهم لنصل الى نقطة التراجع الاخلاقي والفكري الثقافي . التي بثت سمومها بيننا منذ الأزل وما زلنا نعتقد بأننا نتقدم ونحن في أسفل السلم لم نخطو خطوة واحدة للأعلى.


العالم اليوم بكل أطيافه ومبادئه وحزبيات وحروبه وانكساره بغنى عن رميه بأسهم النار التي تنم عن سذاجة وعدم بُعد نظر وتقدير للأمور الحاصلة على الساحة الشرق أوسطية .


إن لم تكن قادراً على طرح فكرك بطريقة معتدلة ومنصفة وبعيدة عن الفتن، لتكتفي بإدراج أغنية أو بوست حب أو لتصمت . ولا تكلف جيبك بطاقة شحن، أولادك أو كتبك أو سيارتك أو والدتك أولى بهذه المصاريف.


#لنخطو #حول #ثقافة #الاخلاق # ونبتعد #عن #التخلف الفكري

والله المستعان



تعليقات القراء

لا يوجد تعليقات


أكتب تعليقا

لا يمكن اضافة تعليق جديد