أحداث معان واقع وتأملات
بادئ ذي بدء أتمنى من الله أن تحقن الدماء في مدينة معان وأن يتمكن أصحاب العقل والمنطق من احتواء هذا الموقف المتفجر الذي قد يقود البلد بأكمله لانفجار ، ومدينة معان كانت دوما السباقة لكل عمل وطني وقومي خاصة في العقود الثلاثة الأخيرة .
كانت معان قلب الأحداث ولا سيما بعد أن فجرت انتفاضة نيسان المجيدة عام 1989م ، وأقالت حكومة الرفاعي الأب ، ولذلك الحل ألأمني لن يكون مجديا في معان حتى ولو نجح مؤقتا لأن الحل أعقد من ذلك بكثير وهو سياسي بالدرجة الأولى واقتصادي بالدرجة الثانية ، إن الحل الأمني الذي يدعو إليه بعض أطراف النظام فيه مخاطر لا يعلم أحد مداها ، نعم هناك أخطاء وجماعات ظلامية تكفيرية ولكن لماذا وجدت في مدينة معان بشكل خاص ملجأ لها ، لأن هناك وببساطة تهميش كبير لهذه المدينة بكل شيء والنظام الأردني مديونا لها ، وكانت مدينة معان طليعة من أيد ما يسمى بالثورة العربية الكبرى ،الذي يبني النظام شرعيته على أساسها وبأنه الوريث الوحيد لها .
ولكن لماذا هذه الروح الثائرة لدى الأخوة من مدينة معان ، هناك أسباب كثيرة لذلك، أهمها تجاهل الحكومات لهذه المدينة ومعاناة أهلها حيث لا يوجد مؤسسات ولا شركات ولا مصانع ،رغم قربها من مدينة العقبة العاصمة الاقتصادية للأردن ، وبقيت مدينة معان مهمشة رغم موقعها الجغرافي والحدودي المهم مما خلق للكثير من أهلها ردة فعل تأتي على شكل عنف أحيانا وللأسف أوجدت تلك الظروف أيضا أرضا خصبة للإرهاب والخارجين عن القانون ، وهذا يتحمل مسئوليته كل الحكومات المتعاقبة ،حكومات القهر والظلام التي تجاهلت أهالي معان وتعاملت مع هذه المدينة التي يزيد سكانها عن مائة ألف نسمه ، وكأنهم جميعا خارجين عن القانون وهذا غير منطقي ولا يخدم إلا المتربصين بهذا الوطن .
إن مدينة معان اليوم تمر في أزمة صنعتها حكومات وادي عربه التي لا يهمها من الوطن أكثر من الدوار الرابع ،إن الانتفاضة في معان ليست انتفاضة عشيرة أو قبيلة ولكن انتفاضة مدينة بأكملها ورئيس البلدية عندما أعلن الحداد وتنكيس الأعلام على مقتل أحد أبناء المدينة ، فعل ذلك تعبيرا عن ضمير المواطنين في تلك المدينة التي نرى الكثير من مدّعي الحكمة ومنهم رئيس حكومة سابق يحاول بكل وقاحة سياسية المزايده على أهالي معان ، رئيس الحكومة إياه لا ينسى أن هذه المدينة الباسلة هي من اسقطت حكومة أبيه عام 1989م.
إن أحداث معان أثبتت أن هذه الحكومة ووزير داخليتها الهمام هي حكومة أزمات وليس العكس ، إن وزير الداخلية تعامل مع أهل معان كما تعامل مع اعتصام موظفي مؤسسة الموانئ الأخير ، عندما عقد اجتماعا أشبه ما يكون بمجلس الحرب من أجل عمال بسطاء مع أن القضية كانت أبسط من ذلك بكثير ، وفي أزمة معان نرى الوزير يميل بشدة للحل الأمني وكأنه قادم على هذا البلد من جزيرة الواق واق ، وهو يتكلم بعقلية عرفية تعود لخمسينات القرن الماضي .
ولذلك نتمنى من العقلاء في الدولة الأردنية وفي مدينة معان خاصة احتواء هذا الموقف وإيجاد حل دائم ومقبول ، أما اعتماد الحل الأمني يعد لعب في النار وتصرف أحمق قد يقود الوطن كله نحو المجهول ، وما هو مؤلم أن نرى بعض المزايدين على أهلنا في معان بدلا من محاولة فهم الواقع يدفعون الأمور نحو الانفجار .
نحن مع فرض هيبة الدولة ولكننا لم نرى هذه الهيبة ولم تفرض إلا بعد محاسبة رموز الفساد والإفساد وعلى رأسهم لص الفوسفات الهارب وليد الكردي وغيره الكثيرون وفرض هيبة الدولة لا يأتي أيضا بالحكم البوليسي ولكن يأتي من خلال روح القانون والمحاسبة وما أوجد أرضا خصبة للإرهاب في الأردن هي الحكومات التي همشت الوطن كله وكان لمدينة معان النصيب الأكبر من الإهمال والتهميش وأخشى ما نخشاه أن هناك أطراف من النظام تحاول جر الوطن نحو المجهول لذلك نقول انتبهوا أيها العقلاء الوطن في خطر .
حمى الله الأردن أرضا وشعبا ولا عزاء للصامتين
بين الحديد والبلاستيك: أمان أم تكلفة
مرشحون لحضور الامتحان التنافسي بسلطة العقبة .. أسماء
الدوري الألماني .. بايرن يتغلب على فرانكفورت برباعية
مطلوبون لدفع مستحقات مالية تحسباً لاتخاذ اجراءات قانونية بحقهم .. أسماء
بني مصطفى: التنمية مستمرة بدعم جهود الجمعيات الخيرية
إضاءات عن زيارة وزارة العدل الأردنية
رانيا يوسف متهمة بجرائم قتل .. وتسريبات تهز الجمهور
مراكز شبابية تنظم أنشطة متنوعة
الشرع يتلقى دعوة للمشاركة بالقمة العربية الطارئة بمصر
هل تشهد أسعار البنزين والسولار انخفاضاً الشهر المقبل .. توضيح
بحدث نادر .. قريباً سنصوم رمضان مرتين بنفس العام
مجزرة في الضمان الاجتماعي .. إحالة 84 موظفا على التقاعد المبكر
هل انحرفت العاصفة جلمود عن الأردن .. آخر تطورات المنخفض القطبي
توضيح حول سعر أسطوانة الغاز البلاستيكية
تطورات جديدة على العاصفة القطبية جلمود .. تفاصيل
صورة الأميرة السعودية ريما بنت بندر بجانب ماسك تثير تفاعلا
عمر العبداللات يطلق رائعته : انت لنا .. شاهد
مهم للأردنيين بشأن طريقة استخدام الاسطوانة البلاستيكية .. فيديو
تثبيت سعر القطايف برمضان في الأردن
المواصفات والمقاييس تحسم الجدل بشأن أسطوانات الغاز البلاستيكية
الحافلة تنطلق حتى لو كانت فارغة .. هيكلة خطوط النقل في المحافظات
الأرصاد تطلق هذا الاسم على الموجة القطبية القادمة
قرار حكومي بزيادة رواتب المتقاعدين العسكريين والمحاربين القدامى