ما بين انتفاضة 17 نيسان وحادثة النسور

mainThumb

20-04-2014 07:50 PM

في السابع عشر من نيسان الجاري مرت الذكرى الخامسة والعشرون لانتفاضة شعبنا الأردني الذي كان بتلك الانتفاضة والذي جرى احتوائها بكل أسف وإفراغها من مضمونها الوطني والقومي التحرري ، ولكنها ورغم ذلك كانت سبّاقة لكل الأشقاء العرب الذين انتفضوا بالحق أو بالباطل بعد 25 عاما من انتفاضة شعبنا الأردني.

 وبنظرة إلى ما جرى واستقراء للأحداث نقول بكل أمانة وموضوعية أن حكومات القهر والإرهاب ومن خلفهم الدولة العميقة لا زالت هي من يرسم السياسات وزاد غرور هؤلاء الفاسدون بأن الأردن خرج من أحداث مما يسمى بالربيع العربي وبأقل الخسائر ولكن الحادثة الأخيرة التي تعرض لها رئيس حكومة الدوار الرابع وضربه بالحذاء من مواطن زاد قهره وهو يرى وطنه ومؤسساته تباع بسوق النخاسة  وقيل لنا أن ذلك لظروف قاهرة ومن أجل رفع قيمة الدينار ، وكان رئيس سلطة الدوار الرابع هو نفسه صاحب نظرية رفع الأسعار أو سقوط الدينار أي الوطن وعزف على هذا الوتر الحساس لشعبنا المستعد لتقديم أرواحه من أجل وطنه ، ولكن الذي ثبت أن أفضل المؤسسات المنتجة وأراضي الدولة قد بيعت بأبخس الأثمان ولم يتم سداد الديون بل وزادت الديون أكثر وأكثر ، حتى خرج رئيس حكومة سابق يحترم نفسه ليقول بصدق مع ضميره لهذا الشعب بأن ديوننا ستصل في نهاية العام الحالي إلى ثلاثين مليار دولار ، ولا زال رئيس حكومة الدوار الرابع يخدع الشعب وكأن هذا الشعب من خارج خارطة العصر وليس من أكثر الشعوب تطورا وثقافة .

لذلك جاءت حادثة ضربه الأخيرة بالحذاء من مواطن مقهور والمعروف بثقافتنا بأن الضرب بالحذاء أكبر اهانة للمضروب ليكون ذلك ردا وبطريقة عفوية باسم كل المواطنين في الأردن برسالة معناها كفاكم كذبا وتزويرا واتقوا الله في هذا الوطن الذي لا تعرفون قيمته .

وجاءت تلك الحادثة متزامنة مع الذكرى 25 لانتفاضة نيسان المغدورة وهي رسالة شارك بها أغلب الشعب الأردني وبنسبة 95% منهم ليكون معناها واضحا مع ذكرى نيسان سياسي أكثر مما هو اهانة لرئيس حكومة الدوار الرابع ومفادها لقد أشبعتمونا كلاما وكذبا عن الوضع الاقتصادي والمناخ السياسي والذي يزداد سقف حريته كما يزعمون ، وعلى أرض الواقع ضاق الوطن بما فيه وأصبح في نظر أكثر أبنائه مجرد سجن مفتوح لكل أحرار الوطن وحرائره .

ولذلك النظام قرأ رسالة ضرب رئيس الحكومة بالحادث الفردي وهذا غير صحيح ، والكثير من المواطنين تمنوا لو كانوا هم الفاعلون رغم رفضنا كبشر لاهانة أي إنسان مهما اختلفنا معه في الرأي ، والذي نريد أن يعرفه النظام وحكومة الظل تحديدا أن الشعب الأردني لم يعد يحتمل المزيد من الفساد ، وهناك مؤشرات كثيرة لاستحضار روح انتفاضة نيسان مع الاستفادة من أخطاءها خاصة عندما أوصل الشعب تجار الإسلام السياسي للبرلمان وإذا بهم يشاركوا بحكومة مضر بدران بخمسة حقائب وزارية رغم أنهم لم يشاركوا بتلك الانتفاضة ولم يسجن لهم أي عضو أو حتى متعاطف ونفس الشيء حدث بانتفاضة الخبز عام 1996م ، ولم ينتبه المتأسلمون للخطر الذي يحدق بالوطن وتحالفهم خمسون عاما مع النظام إلا بعد تمرير جريمة وادي عربه ، وقبل ذلك قانون الصوت الواحد الذين وافقوا عليه وان عارضوه شكليا ولكنهم دخلوا البرلمان على أساسه مع القوى الأخرى .

ولكن شعبنا كان وسيبقى دائما هو طليعة المنتفضين ضد الظلم والقهر ، وإذا كانت مؤسسة الفساد ومن ورائها قد أغرها وأغراها خروج النظام سالما من الأحداث الأخيرة في المنطقة ، فان ذلك يعود حقيقة لوعي شعبنا بحقيقة الأحداث الأخيرة وإنها أبعد ما يكون عن الربيع العربي وإنما مؤامرة وان بدأت بحس نوايا شعبنا الذي انتفض ضد الحكام الظلمة في أول الأمر .

لذلك تجنب شعبنا الخطر بوعيه السياسي ، ولكن هناك رسائل عديدة للنظام ولحكومة الظل وآخرها حذاء المحاسنه الذي جاء مع الذكرى 25 لانتفاضة نيسان والمعنى واضح ،لن تخدعونا مجددا انتبهوا الوطن بخطر والندم لن ينفع بعد فوات الأوان .

حمى الله الأردن أرضا وشعبنا ولا عدوان إلا على الظالمين .



تعليقات القراء

لا يوجد تعليقات


أكتب تعليقا

لا يمكن اضافة تعليق جديد