من أرخى الموت في الطرقات؟

mainThumb

18-04-2014 02:45 PM

عندما يكون عدد المركبات التي تجول الطرقات بالملايين أويقارب عدد السكان فهذا يعني أن إدارة المرور والطرقات تتحمل عبئاً كبيراً يجدر بنا أن نتحلى ببعض الصفات التي تمكنها من ضبط حركة المرور بصورة تزيل التشوهات وتسهل انسيابية الحركة وتقلل المخاطر.


السائقون في طرقاتنا يمثلون مجتمعا خليطا غير متجانس كل يرى السياقة بمفهومه فمنهم السائق: الملتزم، الحذر، الأرعن،العدواني.


كانت كثير من مدارس تعليم السياقة ترفع شعار السياقة "فن ذوق واخلاق" ولا أعرف إن كانت ما زالت تلتزم هذه القيم.


في كل يوم تقع عشرات الحوادث نتيجة التفاعل السلبي بين خليط الفئات السالفة الذكر من السائقين مع عناصر المشهد المروري الأخرى في شوارعنا حيث يسقط قتلى ومصابين وتخلف اضراراً مادية فادحة.


كثير من الابحاث تطرقت لحوادث المرور نسبة لخطورة ما ينتج عنها وخلصت الى تحديد وترتيب أسبابها وكانت دائما ما تصف السرعة الزائدة بأنها القاتل الأول في الطرقات.


النظرة الموضوعية لجميع اركان الحادث المروري تتمثل في بعدين إنساني ومادي الإنساني يتمثل في السائق والمشرّع ورجل السير والمادي يتمثل في الطريق والمركبة وعلامات الطريق والاشارات المرورية وأدوات المراقبة.


مجال المرور كغيره حظي بالتطور التقني فمن رادارات رصد السرعة الى كاميرات التصوير الى الإشارات الذكية الى المراقبة الجوية قد تكون خفضت عدد الحوادث لكن هل منعتها؟


قوانين المرور تتشدد بمخالفات وسحب رخص واحتساب نقاط لكن هل كانت رادعة بما يكفي؟


فعلى سبيل المثال عندما نرى طريقا في منطقة ما تتكرر فيها الحوادث عندها لا يمكن أن نبقى نلوم السرعة الزائدة والسائق الأرعن بل يجب أن نفتح افقاً لمزيدٍ من التحليل فقد يكون الطريق نفسه يغري بزيادة السرعة وبالتالي فإن لوحة تحديد السرعة يجب أن يطاح بها.


تبقى التوعية المرورية في مؤسسات المجتمع وخاصة التعليمية منها وبوسائل الاعلام عنصرا هاما لا يمكن التقليل من شأنه في الحد من خطورة ما يجري في الطرقات.


المراقبة والتوعية والعمل الدائم على تحسين كافة عناصر المشهد المروري تشكل مثلثا فاعلا في الحد من القتل في الطرقات.


ربما نتفق على أن أكثر ما يقلقنا في شوارعنا هو السائق العدواني الذي يقود برعونة وبسرعة قاتلة معتقداً بأنه يمتلك الطريق وحده.


ولو سألنا السائقين بعصبية وبسرعة زائدة عن اسبابهم فغالبا يأتينا الجواب لكي يلحقوا بعملهم او موعدهم وبالتالي فإن ذلك يرتبط بثقافة المجتمع.


لا شك بأن اللحاق بالعمل او بالموعد في وقته يستحق الثناء لكن يتطلب ذلك تغيير قيمنا وثقافتنا باحترام الموعد وتقدير الوقت.

من يقود بسرعة قاتلة يريد أن يختصر المسافة الثابتة والوقت فيزيائيا يعاكس السرعة فتصبح معادلته الخرقاء زد سرعتك تقطع مسافتك وتختصر وقتك لكن عندما يقع المحظور تنهار معادلته وترديه فلسفته.


عندما يتصرف أحدهم برعونة ويستخدم منبه الصوت او الإضاءة العالية لكي يزيح غيره من الطريق بحجة أن يلحق بموعده فهو يتجاوز على الجميع ويربك الناس ويجب أن تكون العقوبات رادعة.


يقال أن تشرتشل رئيس وزراء بريطانيا الأشهر كان يوما يتوجه لحضور اجتماع لمجلس الوزراء في سيارته ومعه سائقه فكان يقول للسائق يا أبني نريد أن نصل فيسرع السائق فيكرر الرئيس قوله ليزيد السائق من سرعته ويعاود الرئيس الطلب ليقول له السائق يا سيدي إنني أسير بأقصى سرعة فرد الرئيس ما قصدت هذا بل قصدت أن نصل بسلام.
 



تعليقات القراء

لا يوجد تعليقات


أكتب تعليقا

لا يمكن اضافة تعليق جديد