فيلم وثائقي يبحث عن الحقيقة في أبو غريب

mainThumb

27-04-2008 12:00 AM

فيلم ايرول موريس الجديد عن التعذيب والاذلال الذي حدث في سجن أبو غريب بحق السجناء العراقيين يطرح اسئلة اجاباتها ليست سهلة.. مثل (لماذا يرتكب اناس عاديون أفعالا شريرة) و(هل تصدق الصور الفوتوغرافية التي تشاهدها).  بالنسبة لمخرج الافلام الوثائقية الفائز بجوائز اوسكار تلك هي الاسئلة التي سيطرت على ذهنه طوال عامين.

وجاءت النتيجة في فيلم عن فضيحة سجن أبو غريب الذي يحمل اسم (قواعد العمل المعتادة) الذي عرض الليلة الماضية لاول مرة في الولايات المتحدة في مهرجان تريبيكا السينمائي بنيويورك. ويطرح الفيلم في دور السينما الامريكية هذا الاسبوع لكن موريس يعتقد انه قد تكون هناك مشكلة أمامه.

ويقول لرويترز "هذه قصة كان علي ان أرويها لكني لا اعتقد ان اي شخص سيراها." وفي واقع الامر حققت الافلام التي تدور عن حرب العراق مكاسب هائلة في شباك التذاكر. وفي العام الماضي حقق فيلم (وادي ايلاه) ما يقرب من سبعة ملايين دولار كما حقق فيلم (وقف-الخسائر) الذي مازال معروضا نحو 11 مليونا.

بينما حققت أفلام وثائقية مثل الفيلم الفائز بجائزة اوسكار (سيارة أجرة للجانب المظلم) نجاحا على مستوى النقاد. وكرم فيلم (قواعد العمل المعتادة) في وقت سابق من العام بجائزة الحكام في مهرجان برلين السينمائي.

وموريس الذي فاز أيضا بجائزة أوسكار عن فيله الوثائقي (ضباب الحرب) الذي يدور عن كيف أغرق وزير الدفاع الامريكي الاسبق روبرت مكنمارا البلاد في حرب فيتنام كتب كتابا عن سجن أبو غريب مع فيليب جوريفيتش.

ولديه الاف من الصور الفوتوغرافية ليضعها على الانترنت. ويقول ان بعضها مروعة أكثر من تلك التي نشرت وصدمت العالم عام 2004 .

صور لا تمحى من الذاكرة بسهولة.. رجل عار تسحبه بطوق من رقبته مجندة أمريكية عمرها 20 عاما وهي تبتسم.. رجل عار وقد وضعت قطعة من ملابسه التحتية على رأسه وقيد في سريره ومجموعة من السجناء العرايا وقد كوموا بعضا على بعض في شكل هرمي. ويقول موريس ان عمليات التعذيب والاذلال التي تعرض لها العراقيون في أبو غريب تجيء في اطار قواعد العمل المعتادة التي يأمر بها كبار القادة العسكريين وتترك ليطبقها عامة الافراد.

ويحكي فيلمه عن خمسة جنود أمريكيين من ذوي الرتب الدنيا حوكموا عن جرائم ارتكبت في سجن أبو غريب الواقع على مشارف العاصمة العراقية بغداد من بينهم ليندي انجلاند التي كانت تجر السجين من طوق في رقبته. وحكم عليها بالسجن ثلاث سنوات في سبتمبر ايلول عام 2005 . في الفيلم تحكي انجلاند كيف انها وقفت لتلتقط لها هذه الصورة المروعة لترضي صديقها من الشرطة العسكرية. كما تحكي عن العيش في حياة انقلبت رأسا على عقب.. في سجن تحت حصار يومي يفوق فيه عدد السجناء عدد الحراس ويعاني من نقص في الطعام ويهيمن عليه الخوف.

ويرى موريس ان الصور الفوتوغرافية تكذب. ويقول ان انجلاند لم تكن تجسيدا للشيطان لكنها مثل بنت الجيران التي وقعت في ظروف تفوق قدرتها على السيطرة مثلها مثل سابرينا هارمان التي التقطت الكثير من الصور التي دارت حولها الفضيحة. في واحدة من تلك الصور ظهرت هارمان وهي تبتسم ابتسامة عريضة الى جوار جثة رجل مات اثناء استجواب ضباط وكالة المخابرات المركزية الامريكية (سي.اي.ايه) له داخل السجن.

ويقول موريس "انت تتأمل لتعرف ما وراء التقاط هذه الصورة وتكتشف انه (الرجل) قتل بأيدي السي.اي.ايه وان آخرين حاولوا تهريب جثته. وتتسلل سابرينا لتلتقط الصور التي كان من الممكن في ظروف مختلفة ان تحصل على جائزة بوليتزر. "جريمتها أحرجت الجيش. بدون صورها هذه لم نكن سنعرف شيئا عن هذه الجريمة".

ويضيف موريس ان مهمته هي ان يجد المنطق وراء هذه الصور ويظهر كيف ان اناسا عاديين يجبرون على انتهاك حقوق الاخرين باتباع الاوامر.

ويشرح موريس وجهة نظره قائلا "الصور تكشف وتخفي في آن واحد." وذكرت صحيفة هوليوود ريبورتر ان فيلم المخرج السينمائي القادم سيكون كوميديا. ورفض موريس الحديث باسهاب في الامر لكنه قال ان فيلمه القادم سيتضمن الكوميديا. فحتى ايرول موريس يحتاج لان يبتسم في أحيان. / رويترز /



تعليقات القراء

لا يوجد تعليقات


أكتب تعليقا

لا يمكن اضافة تعليق جديد