الذكرى الـــ46 لمعركة الكرامة

mainThumb

22-03-2014 02:29 PM

ما أحوجنا في هذه الظروف الصعبة والقاهرة التي يمر بها وطننا وأمتنا المجيدة أن نستذكر لحظات العز والكرامة والفخر ووحدتنا الوطنية بأجمل وأنقى صورها عندما اتحد الجندي الأردني والفدائي الفلسطيني في مواجهة العدو المشترك للأمة كلها وردوا بغيه وعدوانه .

يوم الكرامة ليس يوما عاديا في تاريخ الأمة ولكنه يوما له خصوصية تاريخية ومعان راقية لها مضامين ودلالات ، ذلك اليوم الذي انتصر به الحق على الباطل وهو نصر ليس للجندي الأردني أو الفدائي الفلسطيني ولكنه نصر لإرادة الأمة العربية بأكملها ، ويوم الكرامة أعاد للأمة الثقة بنفسها وذاتها  ، كما يذكرنا يوم الكرامة أن الوحدة هي القوة والنتيجة الطبيعية للنصر عندما تخلص النوايا .

في صبيحة الـــ21 من أذار مارس عام 1968م، تقدم لواء صهيوني يقوده الجنرال المجرم موشيه ديان الذي تحدث عبر وسائل الإعلام بأنه ذاهب لنزهة عسكرية لمصلحة كيانه وسيأتي بالفدائيين أسرى وسيسحق من يعترض طريقه من الجيش الأردني ، وكان عدوان حزيران يونيو 1967م، قبل ذلك قد زاد من غطرسة العدو وزادت غرور الجنرال ألأحمق موشيه ديان وسوق كقائد عسكري لا يهزم ، وأصدر الإعلام الصهيوني عنه كتاب حمل عنوانا ( أسد سيناء) ولكنه ما أن توغل قطعانه في ذلك اليوم الخالد حتى فوجئ بأنه دخل الجحيم برجليه حيث تصدى له الجيش الأردني يقوده الفريق البطل مشهور حديثه ألجازي طيب الله ثراه والفدائيين الأبطال وما هي إلا ساعات حتى تفرقت قوات العدو وولت الأدبار هاربة تجر أذيال الفشل والخيبة مخلفة عدد من القتلى والمعدات العسكرية وكانت تلك المعركة إثباتا ودليلا قاطعا أن الجندي العربي قادرا على المواجهة والصمود وهزيمة العدو وتبخرت مزاعم الجيش الذي لا يقهر ، وكانت تلك الملحمة التي سبقتها حرب الاستنزاف أو الثلاثة أعوام كما أسماها الفريق محمد فوزي رحمه الله هي بداية الهزائم الصهيونية حيث أن هذا الكيان المجرم لم ينتصر بمعركة منذ عدوان حزيران يونيو الغادر ، ومن مفارقات القدر السعيد أن تصادف تلك الملحمة الخالدة مع عيد الأم ، ولذلك دلائل وخصوصيات رتبتها المصادفات ، والأم هي المدرسة الأولى التي أنجبت الجندي والفدائي وكل من يدافع عن شعبه وأمته والقيم الإنسانية العليا وكأن القدر أراد أن يتصادف يوم الكرامة الخالد مع هذا اليوم ألأممي الذي أقرته البشرية ليكون يوما لتكريم ألام المدرسة الأولى في حياة الإنسان وكان ذلك من أجمل مصادفات القدر السعيد .

ولكن ما هو مؤسف أن الذين يحتفلون بالكرامة اليوم هم أنفسهم من باعوا الكرامة وتضحيات الجنود والفدائيين   بأوسلو  ووادي عربة وجعلوا من الأردن جسرا لعبور الصهاينة اقتصاديا وثقافيا للكثير من الدول العربية وحتى أبناءنا وبناتنا أصبح يعمل الكثير منهم في المصانع الصهيونية في وطننا والتي تصدر لأوروبا وبأقل الأجور حيث  يستخدموا كأرخص عمالة في التكاليف ، كما لم نرى أو نسمع في كل احتفالات يوم الكرامة  أن تم تكريم يليق ببطل الكرامة مشهور ألجازي الذي لم يأخذ ما يستحقه من تكريم لوقفته الشجاعة في ذلك اليوم الخالد ، في الوقت الذي سمعنا عن بطولات لم يعرفها أحد إلا بالكلام ومن المؤسف أن يتم تكريم الفريق ألجازي في الكثير من الدول العربية ولا يأخذ ما يستحق في وطنه ، وصدق من قال من الانبياء  ( لا كرامة لنبي في وطنه ).

نتذكر يوم الكرامة في هذه الظروف لنتعلم أعظم العبّر وهي أن قوتنا في وحدتنا ويتعلم غيرنا أن العدو لا يمكن أن يكون صديقا ، وأن من أبرموا وادي عربة فرطوا بسيادة الوطن وهم من باع الكرامة بتلك الجريمة النكراء .

تحية تقدير واعتذار لأرواح شهداء الكرامة من الجيش الأردني والفدائيين الفلسطينيين الذين صنعوا بتضحياتهم أعظم ملحمة ، كما نحي رمز الكرامة وقائد معركتها الفريق مشهور حديثه ألجازي الذي ستنصفه الأجيال القادمة يكفيه فخرا أن اسمه ارتبط بذلك اليوم الخالد .

كما نحي الأمهات في عيد الأم ، وفي هذه المناسبة أدعو الله العلي القدير أن يرحم أمي التي اختارها الله لجواره قبل 15 عاما ويرحم كل الأمهات .

عاش يوم الكرامة عاشت الأمة العربية ،  والأجيال والتاريخ لم يرحموا من خان وفرط ، ولنا من يوم الكرامة الدروس والعبّر



تعليقات القراء

لا يوجد تعليقات


أكتب تعليقا

لا يمكن اضافة تعليق جديد