د. عويدي : سياسة تأجيج الصراع الاقليمي بالبرلمان

mainThumb

16-03-2014 09:49 AM

معارك برلمانية الحلقة /55 / السوسنة حصري / بقلم المفكر والمؤرخ د احمد عويدي العبادي - وسط تأجيج الصراع العنصري والاقليمي بين النواب تحت القبة وكل له مصدره/ مرجعه  الرسمي الذي يحركه ويغذيه من الداخل او الخارج واحتدام المعارك هنا بالنيابة عن الاطراف خارج القبة من صهيونية ومتصهينة ,  كنت اتحرك من منطلق وطنيتي  الاردنية دونما هروب من مغرم او طمع في مغنم  , كنت مهموما كيف يمكن لي طلب الزيارة للسلطة الوطنية الفلسطينية في هذه الاجواء المحمومة واللقاء بالرئيس ياسر عرفات والعقيد جبريل الرجوب ,  كنت انتظر فرصة تأتي من السماء  لكي اطلب  الزيارة بدون زيف ولا منافع , ودون ان يعتبر طلبي هذا نوعا من الاستجداء او الذلة او الخضوع الوطني والعشائري الاردني للطرف الاخر , ودون ان يصفني الاخرون انني امارس التطبيع مع العدو الصهيوني , او انني ذاهب لتقديم الموالاة والطاعة لمن كنت خصمه وطنيا الى ايام قليلة , وكان علي ان اتجاوز ولو مؤقتا ,  تجارب مريرة عانيتها وعاناها الاردن  وانا ضابط في الامن العام زمن الفلتان الامني في نهاية الستينات ومطلع السبعينات , وعانى اهلي الاردنيون بعامة وقبيلتي بخاصة معاناة ممزوجة بدماء الضحايا .

 

امام هذا الصراع الذاتي الخفي في داخلي بين الصورة الاليمة في ذاكرتي وبين صراعي من اجل البقاء كان لا بد لي ان اغلب العقل على العواطف، وان السياسة ليس فيها عواطف ولا عداوة دائمة ولا صداقة دائمة وأننا يجب ان نقلب صفحة الماضي ولو مؤقتا دون ان نلغيها من الذاكرة، وألا نتوقف في البكاء على الاطلال، فالمهم هو استمرار واستقرار الاردن وليس تمكن الاشخاص او القطعان الضالة.

 

 واخيرا اخذت قراري وهو التالي (ان المصير فوق الحب، بل ان المصير فوق الكره والبغض ايضا وفوق العداوة، وفوق الصداقة) ومع هذا ابت على نفسي ان ابادر، ودعوت الله سبحانه ان يأتي بالفرج وان تأتي الأمور بشكل انسيابي وطبيعي. وبالفعل استجاب الله سبحانه لدعائي، وجاء الفرج على اهون الاسباب. وكانت الحكاية التالية:

 

بدات الدعوة لزيارة السلطة الفلسطينية من خلال حادث غريب عجيب لم يخطر ببالي ابدا، ولا ببال الباشا ومطاياه ولا بوق الطرطرة ولا الدب الإنكشاري ولا الفسيسي ولا المنهزم. كانت من خلال زميل لي يجمع (في حينه) عضويتي مجلس النواب والمجلس الوطني الفلسطيني معا، وكان من الشجاعة بحيث يجاهر بهذه العضوية المزدوجة. وكنت واياه على علاقة متشنجة في مجلس النواب لان كلا منا يحمل برنامجا سياسيا يختلف عن الاخر بل ويصطدم معه.

 

وكنت اول ما سمعت به وانا عقيد بالأمن العام، وتم تداول اخبار امنية بيننا نحن كبار الضباط ( في حينه )ان شخصا تجرّأ على التحدث بكلام من العيار الثقيل بين يدي العنوان واحرجه ووضعه في الزاوية الضيقة امام الصحفيين مما حدا بالعنوان ان يطلبه للمقابلة ويدرجه ضمن لجنة اعداد ما سمي بالميثاق الوطني الذي ولد ميتا , كان ما اسميناه تطاولا  محرما في عرفنا نحن الضباط آنذاك, قد اصبح تعبيرا مباحا عن الراي في عرفي الان - جرى هذا لدى زيارة العنوان ( في حينه ) لصحيفة يومية كان الزميل يكتب عمودا فيها، وربما كان موقفه هذا قد غفر له الكثير مما كنت اخالفه في الفكر لأنه اتفق معي في تلك الجزئية على الاقل ولا زلت .

 

  وبعد تقاعدي من الامن العام كان لنا مساجلات ساخنة بين ما احمله من هم وطني أردني وما يحمله هو من هم فلسطيني.
 كانت تلك المساجلات من خلال المقالات الساخنة الاسبوعية المتبادلة بيننا على صفحات الجرائد الاسبوعية فيما بين 1993 -1997 حيث كان كل منا يحمل قضية وطنية وهماً وطنيا على طرفي نقيض، أنا في القضية الأردنية، وهو في القضية الفلسطينية. ودارت بيننا المساجلات السياسية في هذا الإطار دون أن يتجاوز أيّ منا حدود اللياقة والأدب ودون ان يضرب اي منا الاخر تحت الحزام، وكل منا يؤمن بالرأي والرأي الآخر، والمساحة لمن هم مع، ولمن هم ضد، وأن يتحمل كلٌّ منا الآخر. وقد وظف مقالاتي ومقالاته ضد أفكاري خير توظيف في حملته الانتخابية لعام 1997 ونجح بموجبها ليكون نائباً في البرلمان الأردني رغم عضويته في المجلس الوطني الفلسطيني، في الآن نفسه.

 


 وصل كلانا إلى قبّة البرلمان، لتضاف لكل منا مساحة جديدة للمساجلات والمجابهة والسقف العالي في حرية الكلمة، فأنا أحمل لواء الأردن أولاً وأخيراً وهو أمام قاعدته يحمل شعار المطالبة بمزيد من الحقوق للفلسطينيين بالأردن، وفيما اعلم، كان اول من تحدث عما سمي فيما بعد: بالحقوق المنقوصة، والتي صارت بعدها منهجا سياسيا وابتزازا علنيا على مستوى مراكز القوى والدولة. كلانا نجح بطرحه هذا؛ كل منا في دائرته... وكان الشعب يتابع مقالاتنا، وكذلك مناقشاتنا تحت القبّة.

 

كنا في بداية الدورة البرلمانية لا يطيق أيّ منا الآخر، وخطاباتنا تنمّ عن وجهتي نظر مختلفتين متناقضتين بل ومتصارعتين، فهو يعبّر عن وجهة النظر الفلسطينية بكل حقائقها بدون رتوش ولا تزويق ولا مراوغة ولا مجاملة؛ ولا سعياً وراء الامتيازات والعطاءات والأموال... وأنا عن وجهة النظر الأردنية بدون رتوش ولا مراوغة، ولا مطامع، ولكنه يؤمن بتغيير العبارات والكلمات دونما تغيير في القناعات والأيدولوجيات.

 

أما أنا، فكنت أعبّر عن وجهة النظر الوطنية الأردنية النقيّة دونما تزييف أو تزويق أو مجاملات أو تغيير في العبارات. كنت أطرح الفكر الوطني الأردني الحديث الذي يجب أن يعرفه الناس بجوهره الحقيقي ومظهره. وقد تصاعدت حدّة النقاش  في مجلس النواب بيني وبين المنهج المعادي واضطررت ذات مرّة للرّد عليهم وعلى المداخلات الأخرى تحت القبة ردّاً مرتجلاً وقاسياً للدفاع عن الأردن والأردنيين وعن مصالحنا الوطنية. وكان في ذلك الخطاب كلمتي المشهورة التي دخلت التاريخ، وصارت متداولة ومثلا بين الاردنيين وهي: ان الاردن ليس مزرعة تفريخ، والخطاب الارتجالي ( فيما بعد ) موجود على موقع اليوتيوب والهواتف النقالة ومعروف جيدا لدى الاردنيين ومختلف الاعمار والاجيال والمستويات الرسمية.

 

وفي لحظة، كاد النقاش يتطور بيني وبين عدد من النواب من جماعته في الفكر والجغرافيا، إلى تشابك بالأيدي، وارتفعت وتيرة النقاش حول حقوق الفلسطينيين بالأردن، دونما اشارة منهم الى شرعيتنا ووطنيتنا وهويتنا بل وبدون اعترافهم بهذه كلها، ولم أجد نائبا ينبري للنقاش أو الدفاع عن حقوق الأردنيين فحملت الراية بجدارة والحمد لله ...

 

   ولكن حدث طارئ غيَّر مجريات الأمور برمّتها، َوحَوَلَ العداوة بيننا إلى صداقة ثم إلى زمالة ايجابية أغاظت أزلام معالي الباشا والعديد من النواب والحكومة والمسؤولين والعنوان وجعلتني( ولا زلت )  والزميل المحترم هدفاً للأبواق الصحفية المأجورة المثبورة وحملات التشويه والظلم وقلة الدين ممن لا يخافون الله سبحانه.

 

 ما الذي حدث إذاً؟!.

 

في استراحة الجلسة اثناء مناقشة عامة خلال عام 1999 وهي للثقة بحكومة جديدة في شهر أيلول، حضر عندي أحد الزملاء النواب من المحسوبين على معالي الباشا وجلس بجانبي. وقال هذا النائب الذي كان يخاف من زوجته ويكرهها ويدخن السيجار الفاخر: أنه جاء يهديني السلام الذي يحمله إليّ من المعلم الباشا مدير المخابرات (في حينه) ويخبرني أن معاليه يطلب إليّ أن أقوم بضرب الزميل الكريم ضرباً مبرحا باليد، واختلاق مشاجرة بالأيدي والأرجل (يرفش ببطنه) حامية الوطيس تحت قبّة البرلمان لكي تشتعل الأمور بين الأردنيين والفلسطينيين في داخل الاردن وخارجه. لأن المرحلة (حسبما قال) تتطلب مثل هذه العداوة والصراع بين الشعبين على أرض الأردن، ولأنني (أي أنا د. أحمد عويدي العبادي) محترف (حسب قوله) في اختلاق المعارك العنصرية والاقليمية ؟!؟ قاتلهم الله كم يفترون على ؟؟؟

 

وأما المكافأة (حسبما نقل لي هذا النائب المطية) على مثل هذا الموقف (المتوقع مني حسب رأيه)، فهو رضى معالي الباشا علي ودعمه لي وبركاته على أجوائي، (؟!) وتحوّل الصحافة إلى مدحي بدل الهجوم ضدي وإشراكي في أول تعديل وزاري(؟!)، وحظْوَتي برضى أصحاب القرار والعنوان (؟!). وإسقاط القضايا الافترائية المقامة ضدِّي في المحاكم، وفتح افاق الحياة لي وانا صاحب المؤهلات العالية جدا حسبما قال ؟؟؟

 

    وأضاف الزميل المطية النيابية يقول: أنت تعرف أن معالي الباشا هو أقوى شخص في البلد (الأردن) وأنه قادر على تحقيق أي مطلب أو وعد، وأنه سيمنحني السيارات والامتيازات والليرات (الدنانير) ويغلق ملفات القضايا ضدي، وقادر أن يفعل ما يشاء وينفذ ما يشاء فقلت: هل تهددني على لسانه أم من عندك؟! وهنا ارتبك المطية (جحش الرجادة الذي يحمل اسفارا) لا يلوي على جواب. وهنا أدركت انهم يريدونني الحرب عنهم بالنيابة واداء المهمات القذرة نيابة عنهم وتأجيج مزيد من الصراع العنصري الاقليمي تحت القبة ؟؟؟, ومن ثم لصقه بي انني سبب خراب جرش ومالطا .

 

 قلت للزميل المطية (وكان ابن عشيرة اردنية محترمة وعريقة): لماذا لا تقوم أنت بهذه المهمة الوطنية(؟!) وتضربهم بسيجارك الفاخر، وتأخذ الوزارة والسيارة والأعطيات والأموال ورضا الباشا والعنوان ؟؟ فقال لي: لماذا لا تقوم أنت وترتاح من القضايا وأتعاب المحامين وهجوم الصحافة ؟؟ إن الشعبين لا يسمعان مني (أي منه) وإنما منك (أنت د. أحمد عويدي العبادي).

 

 وهنا رأيت ان اعمل به ("مقلب") واتظاهر بالموافقة على الصفقة الوهمية الغبية، لأعرف ما يدور ضدي وراء الكواليس قلت: إذن كلِّم معالي الباشا أمامي لأعرف جديّة الأمر وصدقك ومدى جديّة الصفقة، وهنا توهّم المطية أنني جادّ فيما أطلبه موافق على ما طلبه مني، وتساءلت في نفسي فيما إذا كانت المسألة والمرحلة قد وصلت إلى إيجاد فتنة بالأردن والتخلص مني ومن الزميل فأين التزام المسؤولين تجاه الوطن؟ فهم لا يستمرون الا بصراع المكونات والاطياف ؟؟؟؟(؟!).

 

    وبالفعل اتصل الزميل المطية عبر الخلوي بالدائرة وكلم شخصا خاطبه بالقول (معالي الباشا بغض النظر عن صدقيته وربما يكون رقيبا في غرفة العمليات ولا اظن ان الباشا في وضعه آنذاك يتنازل ان يكلم مطية نتن الرائحة منافقا جبانا وسواسا خناسا، وان فعلها فلا يستحق المنصب اطلاقا)، ولكن يبدو لي ان من رد على المطية كان ينتظر هذه المكالمة من مطيته على أحر من الجمر، وهذا الذي صرت متأكدا منه.

 

ومن خلال الهاتف كرر من هو على الطرف الاخر (الذي يدعي انه الباشا ؟؟؟) التزامه بما نقله الي المطية النيابية وذكرناه اعلاه (...؟) وانتهت المكالمة. قلت في نفسي،  يبدو أن هناك مؤامرة جديدة ضدي، وضد الزميل المزدوج العضوية , وأن  معالي المعلم الباشا يريد التخلص مني ومن الزميل المستهدف , وان الباشا ربما  نقل لأصحاب القرار أنني والزميل الكريم اذا ما تعاركنا فإننا  نمزق نسيج الوحدة الوطنية،  وأنّنا نريد عمل فتنة داخلية،  وأننا نتجاوز خطوط السياسة العليا في الأردن،  وأن الباشا المحترم  يريد بذلك أن يثبت قدرته على معرفة الأمور قبل وقوعها أكثر مما يعرفه المنجمون والشياطين والجن التي تسترق السمع رغم معرفتهم بالشهاب الثاقب ودقته في الاصابة , بل ويريد اثبات  مدى دقته في المراقبة ونقل المعلومات سلفا،  واستقراء الأحداث، وكأنه يوحي إليه استخبارياً ... وأنه من الذكاء والسيطرة الأمنية بحيث يعرف ما سيحدث قبل التخطيط والتنفيذ(؟!؟!).

 

قلت للزميل المطية: ألست وطنياً؟ قال: نعم (قالها بلهف وحماس) قلت: لماذا لا تُسْمِعُهُم وطنيتك هذه بدلاً مني أنا الغلبان الحراث المظلوم المكلوم؟ قال: لا أحد يسمعني، الكل يسمعك أنت. ثم كرر لي الزميل المطية: إن ما هو مطلوب مني أن أقوم به ليس إلا واجباً وطنياً، يخدم الأردن والعنوان والشعب الأردني... لقد كانوا يزجون اسم العنوان في كل شيء يخدمهم ويغطي خطيئاتهم، كأنهم وإياه جالسون على طاولة واحدة قبل حديثهم بقليل. وكنت أعرف أن مثل هذه التغطيات للخطايا باسم العنوان، إنما تعني أنهم كاذبون وجبناء.

 

 وهنا قلت للزميل المطية: (وأنا أرى الزميل المطلوب مني ضربه يدخل قاعة الجلسة) إنتظر فسوف ترى كيف أقوم بالواجب الوطني الذي تريده تجاه الزميل المستهدف (؟!). ونهضت متحركا باتجاه الزميل الاخر (المستهدف المزدوج العضوية)، ولكنني تحركت بهدوء وبطء شديدين، وأنا أسترق السمع والنظر الى الزميل المطية من طرفٍ خفي، ماذا عساه فاعلاً او قائلا.

 

 وهنا تبعني الزميل المطية وقام  بالاتصال ثانية مع مرجعه الذي كلمه قبل قليل لينقل إليه بثاً حيّاً ومباشراً مجريات المشاجرة قبل بدء واستئناف الجلسة... كان ينقل إليه قائلاً، سيدي الباشا قد قام د. أحمد عويدي العبادي من مكانه، أنه يتحرك باتجاه الهدف، لقد وصل إليه سوف يصفعه الآن، سوف تتحقق الخطة، هل تريد أن تبقى معي على الخط يا سيدي الباشا (كان يتحدث بلهف وحماس وكأنه ينقل مباراة للمصارعة او لسباق الخيل او كرة القدم او مصارعة للثيران الاسبانية)

 

 أما أنا فقد وصلت الزميل الهدف (المستهدف) وبادرت بمعانقته وكنا قبلها لا نتكلم مع بعضنا، وهمست في اذنه وانا اعانقه، قائلا له: زميل فلان: باختصار شديد طلبوا الجماعة إليّ أن أقوم بالمشاجرة معك وضربك، فما رأيك أن نكون أصدقاء ونفوت الفرصة عليهم.

 

لم يكن الزميل الهدف المستهدف يحتاج لأكثر من هذه الجملة ليفهم مجريات الأمور وراء الكواليس ويستوعب المخطط بكامله ورفضي لأداء المهمات القذرة ضده ... فقال فوراً أنا موافق ومدّ يده مصافحاً، فتصافحنا بهدوء، ثم بحرارة طويلة، ثم تعانقنا على الطريقة الاردنية، ليتميّز المطايا وأسيادهم من الغيظ.

 

 نظرت إلى الزميل المطية الاحمق , وقد تبعني  ليكون قريبا من نقطة الاشتباك والمعركة , وهو يقول: يا إلهي ما الذي حدث(؟!)، إنهم يتصافحون بدل أن يتصافعون، إنهم يتعانقون بدل أن يتضاربون، إنهم يبتسمون، إنهم يضحكون بدل أن يبكون إنهم يحضُن كل منهم الآخر بدل أن يتراكلون، لقد تحركوا معاً إلى حيث مقعد د. أحمد عويدي العبادي... الآن يجلسون بجانب بعضهم... لقد بدأت الجلسة، أنظر يا باشا على الهواء مباشرة إنهم في آخر إنشكاح وانسجام , لقد خدعنا د العويدي وضحك علينا , هذا العويدي  ثعلب وداهية ...لقد تفجرت عبقرية وفصاحة الزميل المطية، رغم أنه يعد من فئة البكماء (مفردها أبكم وتظاهرت انني لا اسمعه ).

 

 طلبت من الزميل الهدف المستهدف أن يجلس بجانبي (حيث مقعدي) وأن يضحك ويشير بيديه وكذلك أفعل أنا ونتظاهر وكأننا في غاية السرور والانسجام حيث سلّط المصّور الكاميرا علينا (وبإشارة مني) في بث حيّ ومباشر ليراها الشعب الأردني، والباشا ومطاياه في الدائرة وخارجها، الذين توقع الكثير منهم حصول مشاجرة بيننا هذا اليوم. ومنذئذ استمريت والزميل المستهدف أصدقاء بدون انقطاع لسنوات طويلة.

 

وهنا دخل الزميل الهدف المستهدف في خطوط التقاطع مع الباشا وازلامه، وصبوا جام غضبهم عليه، وخضع (مثلي من قبل ومن بعد) للهجوم الإعلامي ودفع الثمن، وشنّوا عليه في معركته الانتخابية عام   2003 هجمة اعلامية قذرة جائرة وظالمة لتشويه صورته وصورتي معاً، على أننا أعداء الأردن وفلسطين أدت إلى خسارته انتخابات عام 2003، مثلما كانت خسارتي لتلك الانتخابات (خسارتي كانت بالتزوير)، في العام نفسه، وخسارة زميل اخر من بدو الوسط كان من المساندين لي أيضاً.

 

 وراحت الأقلام المأجورة المسعورة المتعارف عليها أنها من أزلام معالي الباشا في حينه ومحسوبة عليه تتناولني والزميل الهدف، على أننا قادة ورموز التطبيع مع العدو الصهيوني (؟!)قبل زيارتنا لفلسطين معا؛ حتى ونحن ذاهبون إلى أية دولة عربية (فيما بعد) يقال إننا ذهبنا إلى اسرائيل(؟!)؛ وانا لم أزر فلسطين قط قبل بدء هذه الحملة إلا عندما كنت مرشحا بالشرطة عام 1966 عندما كانت تحت الإدارة الأردنية. بل وان أية حركة منا أصبحت توصف بالخيانة، والعداوة للوحدة الوطنية والعمالة والتطبيع، والمتاجرة، وبيع الأوطان. وبذلك دفع الرجل ثمن تقاربه معي.

 

 وراح من يُعْتَبَرون لدى الصحفيين والإعلاميين والمطلعين أنهم أزلام الباشا يبثون بين الأردنيين أنني صالحت الزميل الهدف على حساب مصالح الاردن والوطنية والهوية والشرعية  الاردنية ,  وأنني أصبحت عميلاً له  ولمنظمة التحرير الفلسطينية وللصهيونية وقيادتها ضد شعبي الأردني، وراحوا   في الجانب الآخر يبثون أن الزميل  باع القضية الفلسطينية وأصبح عميلا لأحمد عويدي العبادي وللمخابرات الأردنية وللتطرف الأردني ضد الفلسطينيين، رغم أن المخابرات ومديرها في حينه كانت تشنُّ على وعلى الزميل المحترم  أعنف حملة شنّتها على أي شخص آخر منذ تاريخ تأسيسها عام 1964 الى يومنا هذا . وأننا بعنا قضايا الوطن والأوطان والأمة للصهيونية العالمية، مقابل لا شيء (؟!؟!) فقط لأنني والزميل رموز العمالة والخيانة في عرفهم ؟؟؟؟.

 

   نعود الى لقائنا بعد المصالحة، حيث قلت للزميل: انت كعضو في المجلس الوطني الفلسطيني ومقرب من الرئيس الفلسطيني والقيادة الفلسطينية، فإنني سألبي دعوة سيادة الرئيس ياسر عرفات إذا وجهها لي لزيارة السلطة الوطنية الفلسطينية. على ان تكون الدعوة لي كشخص د احمد العويدي بما انا فيه وعليه , وليس كعضو في مجلس النواب الاردني .

 

وما هي أيام قليلة حتى أخبرني الزميل أن السيد الرئيس والأخوة في السلطة الوطنية يرحبون بي ضيفا عليهم في فلسطين كشخص بما انا فيه وعليه وليس كعضو في مجلس النواب الأردني. قبلت الدعوة بكل سرور وحددنا يوم السفر بعد اجراء ترتيبات الدخول الى رام الله والضفة الفلسطينية عبر الزميل المستهدف، وحزمت حقائبي للسفر الى فلسطين مع الزميل المحترم بسيارته /

والى اللقاء على ارض فلسطين مع الرئيس عرفات والعقيد الرجوب  في الحلقة 56 ان شاء الله



تعليقات القراء

لا يوجد تعليقات


أكتب تعليقا

لا يمكن اضافة تعليق جديد