ثورتا مصر بعثرتا مخططات الهيمنة - 4

mainThumb

25-02-2014 07:06 PM

بعد نجاح الثورة في تونس ضد نظام بن علي,كان من المتوقع أن ترتفع أصوات التيارات الإسلامية المسيسة مطالبة بالديمقراطية لاستشعارها تفوقها التنظيمي على التنظيمات الحزبية والوطنية الأخرى,ومراهنة على التزام أعضائها ومنتسبيها بالطاعة لأوامر قياداتها ورغباتهم,وكان من المعروف أن أكثر الناس كلاماً عن الديمقراطية أشدهم مكراً لقيمها وأكثرهم عداء لها.

ولم يكن في حسابات القوى العلمانية والليبرالية في تونس أن يفوز حزب النهضة (الإسم المرادف لجماعة الإخوان المسلمين التونسية ) والتيارات االدينية المسيسة بنسب تمكنهم من الاستئثار بالحكم,ولم يكن أي من هذه التيارات معادياً لمشاركة هذه القوى في الحكم أو معارضاً لمثل هذه المشاركة,عملاً بأحد القيم الديمقراطية الداعية لوجود تحالفات وتفاهمات تتيح مشاركة جميع الأطراف من مكونات المجتمع في الحكم وذلك بصيغ التفاهم والتوافقية بين تلك الأطراف.

    ولكن حدث ما لم يكن في الحسبان,وإن لم يكن مستغرباً على أصحاب العقائد الشمولية,فقد استحوذ حزب النهضة وحلفائه من السلفيين وبعض المتحالفين معهم على السلطة والتفرد في إدارة الشأن العام,حيث بدأت الخلافات العلنية بعد ظهور النوايا المخفية بورقة توت ديمقراطية بين قوى التيارات الدينية المسيسة في محاولاتها الاستئثار بصنع القرار والاستحواذ على مفاصل السلطة الأساسية التي تمكنها من تجاوز أي آراء أو مواقف مخالفة لمواقفها,وإضفاء الصورة الشكلية الهزلية على المشاركة بينها وبين القوى الوطنية التونسية ذات الباع الطويل في النضال السياسي وفي المعارضة وفي إشعال شرارة الثورة والعمل على استمرارها حتى الانتصار.

وظهر زعيم الحركة راشد الغنوشي بصورة اختلفت عما عرف عنه سابقا من خلال كتاباته المتسمة بالاعتدال والوسطية والظهور بمظهر المؤمن بالديمقراطية,وإذا به يقع ضحية بهرجة السلطة وهيلمانها,وتستحوذ السلطة على عقله ويستسلم لإغراءاتها والتمسك بأهدابها,فأخذ  يتهدد الآخرين من مكونات المجتمع التونسي ويتحداهم وكان أن قسماً كبيراُ منهم قد تمرس بالعلمانية واللييبرالية, ولم يبخل الغنوشي  في توعد القوى الوطنية والديمقراطية,ويتحدى قدراتهم على التأثير في القرار التونسي,والتمسك بالسلطة,التي ظهر عجز جماعته عن الاستمرار فيها كما سنرى لاحقاً.

    سال لعاب أردوغان,صاحب المواقف المخادعة (أيد القذافي أول الأمر ,ثم انصاع للرغبة الأوروبية بالمشاركة في العمل ضد القذافي ,وتركيا عضو مهم وقديم  في حلف شمال الأطلسي مخلص لالتزاماته باتفاقيتها وقيودها السياسية والعسكرية,وتعتبر بموجب هذه العضوية حدود تركيا حدوداً للناتو,ولكن سرعان ما تخلى عن اتفاقاته مع ليبيا وبالأخص بشكل درامي أرعن مع سوريا الذي من أغلى مهامه ,أي الحلف, التصدي لحركات التحرر العربية بالتحديد.)وكانت مواقف تركيا الممالئة الطيعة للإرادة الأميركبة التي تبناها وزير خارجيت إرد وغان,وهو أوغلو يحدوها الأمل الموهوم,والحلم الخيالي المتمثل في استعادة التاريخ العثماني وإعادة الهيمنة العثمانية ذات الذكريات الأليمة والمؤلمة في في الذاكرة العربية بالتحديد,فهي أعجز من الاقتراب من تحدي أي دولة أوروبية,وهي حليف أصيل للاحتلال الصهيوني لفلسطين,وعملت بالتواطؤ مع حركة الإخوان المسلمين,المنادين بالخلافة,الذين لاقوا من الدعم التركي في تونس وليبيا وسوريا ومصر بالتنسيق مع قطر (حل الإخوان المسلمون تنظيمهم في قطر منذ زمن,مقابل أن تتولى قطر رعاية الحركة والتعاون معها في أقطار عربية أخرى غير قطر,كقوة تحت مسمى قوة شعبية) لها وزنها التنظيمي في العديد من المجتمعات العربية, باستثناء سوريا بعد أحداث الفترة 1979-1985التي قام فيها التنظيم الإخواني بعمليات اغتيال لشخصيات  سورية عسكرية وأكاديمية ومهنية وحزبية على أسس طائفية,ونفذت عمليات عسكرية اتسمت بالإرهاب,وقاموا بمذبحة  طلبة كلية  المدفعية بحلب,فصدر حكم بإعدام كل من ينتمي لتنظيم الإخوان في سوريا ؟؟).والمعروف أن التعاون القطري مع أي طرف آخريتركز في مجالين:في الأول منها تقديم المال بسخاء,وترك التفكير والاستعانة بالعقل والعلم ورسم الخطط ووتحديد الوسائل,وبرمجة الأساليب وتنفيذ النشاطات السياسية والأعمال المسلحة للطرف الآخر الذي ارتضى العمل مقابل المال,والمجال الثاني الإعلام الذي برعت قناة الجزيرة (المؤسسة على نهج إذاعة بي بي سي البريطانية بخبث أخبارها وامتشاقها ثقافة غوبلز الإعلامية) في تحويله إلى آلة فبركة الأكاذيب واختلاق الأحداث,ونشر الإشاعات والمعلومات المضللة..وقد ظهر ذلك بوضوح في تدخلها في شؤون الفلسطينيين وخلافاتهم فانفصلت غزة عن الضفة الغربية,(ديمقراطياً!!!) بعمل عسكري عنيف ذهب ضحيته العشرات من مقاتلي تنظيم فتح بالتحديد,وفي السودان (فانقسم السودان إلى سودانين) وفي لبنان واليمن والعديد من الدول الإفريقية... مما أثار حفيظة عدد من الدول العربية  منها مصر,السعودية,الأردن ,منظمة التحرير الفلسطينية,سوريا وغيرها ,وذلك قبل التدخل القطري السافر في الحرب على سوريا التي ما زالت تأكل أبناء سوريا وقدراتهم حتى الآن.

    ونجحت الثورة الأولى في مصر (ثورة يناير),وتخلى الرئيس الأسبق حسني مبارك,الذي نخر العجز والشيخوخة والفساد نظامه, وتمكن الإخوان المسلمون من الوصول للسلطة بانتخابات ما زالت التحقيقات في عمليات التزوير المباشرة وغير المباشرة الموثقة التي جرت فيها تنتظر الحكم القضائي النهائي.وكانت التجربة الأولى لإخوان مصر,أكبر التنظيمات الإخوانية وأكثرها عددا ً وخبرة ثمانية عقود من العمل السياسي العلني والسري,من أكثر تجارب الحكم فشلاً ذريعا وسريعاً وصادماً للجماعة نفسها ولحلفائها المصريين منهم والعرب والأجانب بعد كل الدعم الذي تلقته الجماعة من دول الغرب ومن أميركا يالتحدبد وقطر وتركيا وأدوات التنظيم العالمي وزعمائه ا!! وللحديث تكملة



تعليقات القراء

لا يوجد تعليقات


أكتب تعليقا

لا يمكن اضافة تعليق جديد