الحل السياسي للأزمة السورية

mainThumb

09-02-2014 12:24 PM

استقبلنا في الأردن أخواننا السوريين بالرغم من تعثر الاقتصاد والموارد المتاحة بألفة ومحبة كوننا أصحاب مبادئ فكنا أنصارا لهم نتعامل معهم بالإنسانية القائمة على الأخلاق والمودة والإيثار والتضحية لنستعيد لهم جزءا من الطمأنينة والاستقرار .

استقبلنا أهلنا السوريين لأننا شعب مضياف وتحملنا الصعاب والتحديات وعوامل الخطورة بالرغم من النقد وعدم رضاء بعض الدول.... فمهما بلغت المعاناة  لن يكون للإحباط أي مكان في صدورنا فما نقوم به ليس بجديد علينا فالأردن بقيادته الهاشمية قدم الإيثار والتضحية  لجميع اللاجئين من الدول العربية في سبيل إسعاد الأردن أولاً ودول العالم بأسره كوننا نحب السعادة للآخرين بعيداً عن ملفات المصالح وشريعة الغاب ثابتين على موقفنا الإنساني بصلابة تفوق الجبال وغير طامعين بالمكافآت والاستغلال بصبرً قل نظيره في صالونات السياسة مبتغين مرضاة الله .

أعتقد أن الحرب السورية أعادت القطبية من جديد حيث أوجدت تكتلات جديدة  تكتل أيراني وعلوي و روسي (و لبناني بقيادة حسن نصر الله ) مقابل تكتل أخر أمريكي....وسوري معارض وسعودي وقطري , تتمتع جميعها بإعلام مظلل قائماً على المعلومة المخططة التي تدين الآخر متسلحين بمهارات الحوار والتفاوض وحقوق الإنسان.... ليركع كل طرف الآخر من اجل استعطاف المحايدين  وجرهم إلى ألمساهمة في هذه الحرب الطاحنة التي راح ضحيتها 150 ألف مواطن سوري .

هل الخلافات القائمة تستحق جلب المعاناة وهدر الدماء  من خلال الحرب النفسية لهزم الأخر وهل لوبي السلاح والمنظرين  أهم من شعب سوريا.......ألا يكفي إصغاء لمانحي صكوك الغفران ...والجنة للمتقاتلين بأسم التكفير والشهادة في سبيل الله... 

منذ بداية الأزمة السورية وجلالة الملك المعظم في مؤتمراته الصحفية والتي أخرها في المكسيك  وهو ينادي المجتمع الدولي والنظام السوري والمعارضة بالحل السياسي المرضي لجميع الأطراف المتنازعة بما يتفق مع قرارات جنيف 1 وجنيف 2 القائمة على التسوية والوسطية وجدولة الخلافات الصغيرة غير المتفق عليها لإشعار الأخر من اجل المصلحة العليا لعلّ المستجدات تقوم بحل المعوقات .

إن الحل الكفيل بحل ألازمه يكمن بدستور جديد  ومشاركة حقيقية لكافه فئات المجتمع السوري في النظام... لان نظرية الحزب الواحد لم يعد لها وجود في معظم دول العالم حيث ارتفع سقف الثقافة والمعرفة وتكنولوجيا المعلومات لدى الشعوب مما أدى إلى ثقافات  جديدة ...فأصبح الناس في ألحقبة الأخيرة غير الناس الذين كانوا في العقود الماضية ولم يعد لنظرية مفتح بديره عميان أي وجود في عصرنا هذا فالنظام يجب أن يحتوي التعددية بعيدا عن نظريات الحزب الواحد ....

فجلاله الملك المعظم ومنذ بداية ألازمه  تحدث في لقاءاته مع اوباما وغيره من رؤساء دول العالم على الفضائيات ووسائل الإعلام المتنوعة.... بأن الحل الحقيقي هو الحل السياسي  لان القضية السورية قضية معقدة لا تنطبق عليها قوانين الرياضيات... وما جرى في الدول المجاورة.... فكانت التجارب  والدراسات  مخيبة لتوقعات الأطراف المتنازعة حيث لم يجري الحسم السريع فحصدت الخسائر تلو الخسائر غارقة بالوهم لا تأخذ درسا مما حصل ماضية بعنادها....

اعتقد أن الأزمة السورية هي حرب تخوضها تكتلات شبيهه بحرب عالمية ضحيتها الشعب السوري بعيدا عن الإصغاء ....والمبادرات للخروج من المأزق تجري فيها مكاشفات القطبيات الجديدة ....وصفقاتها  وشروطها مؤثرة على المنطقة بأسرها

آن الأوان للحكمة والموعظة الحسنة  أن تأخذ مكانها للخروج من المأزق الذي قد يمتد إلى عدة سنوات قادمة بسبب الحسابات الخاطئة والعمل على تغيير مسارات الخطوط المتوازية لتلتقي بنقطة قائمة على تسوية الخلافات بين الأطراف المتنازعة بعيداً عن السياسات الكاذبة التي همها الرأي العام والمحلي .



تعليقات القراء

لا يوجد تعليقات


أكتب تعليقا

لا يمكن اضافة تعليق جديد