العيون أسرار

mainThumb

05-02-2014 08:08 AM

قلتُ مرةً لو أني أعثرُ في حفرية أركيولوجية على مصباح علاء الدين , فأنفض غباره لينتفض مارده وينحني أمام حضرتي :



..شبيك لبيك مصباحي بين يديكِ ....ارمي لي سؤالك سيدتي


..أيَّ الجواهر تريدين .؟ وأيَّ الأسرار تشتهين.؟.



قولي لي : هل تحيرك البدايات وأول الحكايات , بيضةً كانت أو دجاجة ؟



هل تَشْكين الروايات وأبلغ الثقات ,سلاطين كانوا أم أنبياء ..؟



هل تهيمين بالأحلام و أجملِ الجناّت , أرضٌ هي أم سماء ؟



هل تخيفك صيرورةُ المجريات وأطول أنهارها ,ماءٌ هي أم دماء ؟



هل تنشغلين بأنقى الأعراق ؟ بأطول الأعناق ؟



بأفصح اللغات ؟بأطهر الأديان ؟بأقدس الأوطان ...؟



هل تسألين عن أول إنسان ؟



قلتُ : حدّثني عن أول مرآة...



عن أول مرّة رأى إنسان صورته



قال :... أولُ مرآة كانت "إمَرأة" .



حين قنصَ صيّادٌ لذّته من أنثى , وقذف بسرّه في بؤبؤيها , فأغلقت عليه جفنيها وضمّته بين رمشيها.



وعاش ما عاش يتمرأى ويتراءى في بؤبؤيها . يتطيب , يتزين ,ويعدّ وجهه ووجهته من نور عينيها ...



ويغني : امرأتي يا مرآتي..."مرتي يا مرايتي"..



وبعد زمن وزمن , عثر على الزجاج ,وعرف الزواج , ومنهما صنع امرأة ومرآة .



وابتكر نظم تعدّد المرايا والسبايا , واحترف صناعتها , وأحكم روايتها , وفضّلها بأطرِ نظريّة ذهبية ,لتحكي عن عصورٍ فردوسية ,بأبعاد إيروسية , تحدّب مرة ,وتقعرأخرى  .. وشاعت حكاياه وشاهت مراياه ،  ولكن ظل فيها إمَرْأة مستوية ,
..إذ تقع عينه على عينها يرى سره القديم غافياً في فيء رمشها.


متندّيا بدمعها ..هاربا من لظى النظرة البطركية ..



فيعجِل ويسبل على عينيها الخمار ,

 


ويسدل على سره الستار .


سره القديم الذي قذفه حين كان هائما في البرية.



andalibhossban@hotmail.com



تعليقات القراء

لا يوجد تعليقات


أكتب تعليقا

لا يمكن اضافة تعليق جديد